ما هيَ أسبابُ تحريمِ الغِناءِ؟
أمُّ أحمدَ: السَّلامُ عليكمْ .. ما هيَ فلسفةُ تحريمِ الغِناءِ؟ ما هيَ العواقبُ الاجتماعيَّةُ في حالةِ تمسُّكِ المجتمعِ بِسَماعِ الغِناءِ؟ يا حَبَّذا لو تكونُ الإجابةُ بنحوٍ عقليٍّ.
الجواب:
الأختُ أمُّ أحمدَ المحترمةُ، السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
الغِناءُ بطبيعتِهِ يدعو إلى إثارَةِ الشَّهَواتِ، وتأجيجِ العَواطِفِ الغَرامِيَّةِ، وإقامَةِ العَلاقاتِ غيرِ المنضبِطةِ، وهذِهِ كلُّها تُنتِجُ مجتمعاً منفلتاً يستهويهِ الحرامُ، ويميلُ إلى الرَّذِيلةِ، وعواقبُ عِشْقِ الحَرامِ والوقوعِ في الرَّذِيلةِ معلومَةٌ للجميعِ. فهيَ تُهلِكُ الحَرْثَ والنَّسْلَ، ومِنْ هُنا يسعى الإسلامُ إلى تحصينِ المجتمعِ مِنْ كُلِّ ما يدعو إلى الانفلاتِ والوقوعِ في الرَّذِيلةِ.
وفي هذِهِ الرِّوايَةِ عَنِ الإمامِ الرِّضا - عَلَيْهِ السَّلامُ - دَلالةٌ بالغةٌ لمنْ يستمِعُ القولَ فيتَّبِعُ أحْسَنَهُ: عنْ يُونُسَ قالَ: سألتُ الخُراسانِيَّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - [ يعني الإمامَ الرِّضا ] عَنِ الغِناءِ؟ وقلتُ: إنَّ العَبّاسِيَّ ذَكَرَ عَنْكَ أنَّكَ تُرَخِّصُ في الغِناءِ، فقالَ: كَذِبَ الزِّنْدِيقُ، ما هكذا قلتُ له، سألني عنِ الغِناءِ، فقلتُ: إنَّ رَجُلاً أتى أبا جَعْفَرٍ - صَلواتُ اللهِ عليْهِ - فسألهُ عنِ الغِناءِ، فقالَ : يا فُلانُ، إذا مَيَّزَ اللهُ بينَ الحَقِّ والباطِلِ فأينَ يكونُ الغِناءُ؟ قالَ: مَعَ الباطِلِ، فقالَ: قدْ حَكَمْتَ. [وسائلُ الشِّيعَةِ 17 : 306]
وَدُمْتُمْ سالِمِينَ.
اترك تعليق