هَلْ وَرَدَ عَنْ شَخْصِيَّةِ (ٱبْنِ صَيَّاد) مِنْ طَرِيقِ أَهْلِ البَيتِ ﴿ع﴾ ؟!!
أَبُو عَبدِ ٱللهِ الرُّبَيعِيّ: السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ .. مَا هِيَ الرُّوَايَاتُ المُعْتَبَرَةُ وعن طَرِيقِ أَهْلِ البَيتِ عَن شَخْصِيَّةِ (ٱبْنِ صَيَّادِ) ؟ وَلُكُم الشَّكْرُ
الأَخُ أبُو عَبدِٱللهِ المُحْتَرَمُ:
السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَوَىٰ الشَّيخُ الصَّدُوقُ (رَحِمَهُ ٱللهُ) فِي " كَمَالِ الدِّينِ "خُطْبَةٍ لِأَميرِ المُؤمِنِينَ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ تَعَرَّضَ فِيهَا إِلى ذِكرِ الدَّجَّالِ، وفِي ضِمنِ الخُطْبَةِ سَأَلَهُ الأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَة فقال: يا أَمَيرُ المُؤمِنِينَ مِنَ الدَّجَّالِ؟ فقال ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾: أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ صَائِدُ بنُ الصَّيدِ، فالشَّقِيُّ مَن صَدَّقَهُ، والسَّعِيدُ مَن كَذَّبَهُ، يَخرُجُ مِن بَلدَةٍ يُقالُ لَهَا أَصْفَهَانُ، مِن قَريَةٍ تُعرَفُ بِاليَهُودِيَّةِ، عَينُهُ اليُمنَى مَمسُوحَةٌ، والعَينُ الأُخرَى في جَبْهَتِهِ تُضِيءُ كَأَنَّهَا كَوكَبُ الصُّبحِ، فِيهَا عَلَقَةٌ كَأَنَّهَا مَمْزُوجَةٌ بالدَّمِ، بينَ عَينَيهِ مَكتُوبٌ كافِرٌ، يَقْرَأُهُ كُلُّ كَاتِبٍ وَأُمِّيٌّ، يَخُوضُ البِحَارِ وتَسِيرُ مَعهُ الشَّمْسُ، بَينَ يَدَيهِ جَبَلٌ مِن دُخَانٍ، وخَلْفُهُ جَبَلٌ أَبيَضُ يُرِي النَّاسَ أَنَّهُ طَعَامٌ، يَخرُجُ حِينَ يَخرُجُ في قَحْطٍ شَدِيدٍ تَحْتَهُ حِمَارٌ أَقْمَرُ، خُطْوَةُ حِمَارِهِ مِيلٌ، تُطوَىٰ لَهُ الأَرْضُ مَنْهَلاً مَنْهَلاً، لا يَمُرُّ بِمَاءٍ إِلَّا غَارَ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ، يُنَادِي بِأَعْلَى صَوتَهُ يَسْمَعُ مَا بَينَ الخَافِقَينَ مِنَ الجِنِّ والإِنْسِ والشَّيَاطِينَ يقولُ: إِلَيَّ أَولِيَائِي "أَنَا الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ وَقَدَّرَ فَهَدَىٰ، أنا ربكم الأعلى".
وكَذَبَ عَدُوُّ ٱللهِ، إِنَّهُ أَعْوَرُ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، ويَمْشِي في الأَسْوَاقِ، وَإِنَّ رَبَّكُم ﴿ﷻ﴾ لَيسَ بِأَعْوَرَ، ولا يَطعمُ ولا يَمشِي ولا يَزُولُ، تعالى ٱللهُ عَن ذَلِكَ عُلُوَّاً كَبِيراً.
أَلَا وَإِنَّ أَكثَرَ أَتْبَاعِهِ يَومَئِذٍ أَولادُ الزِّنَا، وأَصْحَابُ الطَّيَالِسَةِ الخُضْرِ، يَقتُلُهُ ٱلله ﴿ﷻ﴾ بالشَّامِ عَلَى عَقَبَةٍ تُعرَفُ بِعَقَبَةِ أَفِيق لِثَلَاثِ سَاعاتٍ مَضَت مِن يَومِ الجُمُعَةِ عَلَى يَدِ مَن يُصَلِّي المَسِيحُ عِيسَى بنِ مَريَمَ ﴿عَلَيهِما السَّلَامُ﴾ خَلْفَهُ. إِنْتَهَى [كَمَالُ الدِّينِ وتَمَامُ النِّعْمَةِ: 526].
وفي تَعلِيقِ لِلعَلَّامَةِ المَجْلِسِيِّ على الخُطْبَةِ المَذكُورَةِ، قال : (أَقُولُ: إِختَلَفَتِ العَامَّةُ في أَنَّ ٱبنَ الصَّيَادِ هَلْ هُوَ الدَّجَّالُ أَو غَيرُهُ، فَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنهُم إِلَى أَنَّهُ غَيرُهُ، لِمَا رُوِيَ أَنَّهُ تَابَ عَن ذَلِكَ، وَمَاتَ بِالمَدِينةِ، وَكَشَفُوا عَن وَجْهِهِ حَتَّى رأَوهُ النَّاسُ مَيِّتَاً وَرَوَوا عَن أَبي سَعِيدٍ الخِدْرِيّ أَيضَاً مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيسَ بِدَجَّالٍ.
وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهُ هُوَ الدَّجَّالَ، رَوَوهُ عَن ٱبنِ عُمُرَ وَجَابِرِ الأَنْصَارِيّ). إِنْتَهَى [بِحَارُ الأَنْوَارِ 52: 199].
وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ
اترك تعليق