مَعنى الضّارُّ النّافِعُ مِنْ أسماءِ اللهِ تَعالى.

نسرين/لبنان: ما مَعنى الضّارُّ النّافِعُ مِنْ أسماءِ اللهِ تَعالى؟ شُكراً

: اللجنة العلمية

الأختُ نسرينٌ المُحترَمَةُ، السَّلامُ عليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ 

يُخْبِرُنَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِصَرِيحِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ: { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} الْأَنْبِيَاء: 35.

كَمَا يَقُولُ تَعَالَى: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ} الْأَنْعَامَ: 17، وَيَقُولُ تَعَالَى:{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَا تَدْعُونَ مِنْ دونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِي اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} الزُّمَر: 38، وَيَقُولُ تَعَالَى:{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشَرِ الصَّابِرِينَ} الْبَقَرَة: 155.

فَمِنْ مَجْمُوعِ هَذِهِ الآياتِ الْكَرِيمَةِ نَفْهَمُ أَنَّ الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي الْإِنْسَانَ بِأُمُورٍ تَجعَلهُ مَوْضِعَ الْإختبَارِ وَالْعِظَةِ وَالْإِنَابَةِ، كَنَقْصِ الْأَمْوَالِ، أَوْ نَقْصِ الثَّمَرَاتِ، أَوِ الإِبْتِلَاءِ بِمَرَضٍ مُعَيَّنٍ، أَوِ الشُّعُورِ بِخَوْفٍ مُعَيَّنٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْحَالَاتِ الَّتِي تَجْعَلُ الْإِنْسَانَ فِي حَالٍ مِنْ طَلَبِ اللُّجُوءِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَعَدَمِ الْإغْتِرَارِ بِهَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِهَا وَزِبْرِجِهَا ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ بِطَبِيعَتِهِ- لِلْأَسَفِ- يَغْتَرُّ كَثِيراً وَيَطْغَى كَثِيراً فِي حَالَةِ الْغِنَى وَالْعَافِيَةِ وَالْقُوَّةِ،

يَقُولُ تَعَالَى: { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَىٰ} الْعَلَق 6و7، لِذَا كَانَ مِنَ الْمُنَاسِبِ تَرْوِيضُ هَذِهِ النَّفْسِ الْمُتَجَبِّرَةِ وَالطّاغِيَةِ فِي طَبِيعَتِهَا بِأَنْوَاعِ الْبَلَاءِ حَتَّى تُنِيبَ إِلَى رَبِّهَا وَتَعرِفَ أَنَّهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسْلُبَ مَا عِنْدَهَا مِنْ أَمْوَالٍ وَجَاهٍ وَقُوَّةٍ.

أَمَّا النَّافِعُ فَمَعناهُ واضِحٌ، فاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَفْتَحُ عَلَى الْإِنْسَانِ أَبَوابَ الرِّزْقِ وَالْخَيْرِ إِذَا اِتَّقَاهُ، وَهُوَ الَّذِي يَدْفَعُ عَنْهُ الْبَلَاءَ إِذَا ضَاقَتْ بِهِ السُّبُلُ، فَالْخَيْرُ وَالنَّفْعُ كُلُّهُ بِيَدِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

يقولُ تَعالى: { وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } الطَّلاق 2و3، ويقولُ تَعالى : { قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ الله} الأنعام : 63و64.

ودُمتُم سالِمين.