ما وَرَدَ في تسميَةِ علي (ع) لا تطاولَ فيهِ على الذّاتِ الإلهيَةِ.

علي رضا: السَّلامُ عليكُم ورحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ .. اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ و آلِ محمَّد يقولُ البعضُ أنَّ الشّيعَةَ يَتطاولونَ على الذّاتِ الالهيَّةِ بِقولِهِم أنَّ اللهَ سُبحانَهُ قالَ بَيتَيْنِ منَ الشِّعرِ في حقِّ الإمامِ عليٍّ عليهِ السَّلامُ يومَ ولادتهِ  خُصِصتُما بالوَلدِ الزَّكي ***** والطّاهرِ المُنتَجبِ المَرضي  وإسمُهُ مِنْ شامخٍ عَلي ***** عَليٌ اشتُقَّ مِنَ العَلي  فماذا نَرُدُّ عَليهم ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ عليٌ المُحترَمُ، السَّلامُ عليكُم ورحمَةُ اللهِ وبَركاتُهُ 

ذكرَتْ بعضُ كُتُبِنا كَكِتابَي ( مَناقِبُ آلِ أبي طالِب ) لإبنِ شَهر آشوب : ( أنَّهُ لَمّا وُلِدَ عَلِيٌّ عليهِ السَّلامُ أخذَ أبو طالِبٍ بِيَدِ فاطمةَ وعَليٌ على صَدرهِ وخَرجَ إلى الأبطحِ ونادى :

يا رَبَّ ذا الغَسَقِ الدَّجي * والقَمَرِ المُبتَلجِ المُضِي

بَيِّنْ لنا مِنْ حُكمِكَ المَقضِى * ماذا تَرى في إسمِ الصَّبي

قالَ لَجأ شيءٌ يَدُبُّ على الأرضِ كالسَّحابِ حتّى حَصلَ في صدرِ أبي طالبٍ فَضَمَّهُ معَ عَليّ إلى صدرِهِ فلمّا أصبحَ إذا هوَ بلوحٍ أخضرٍ فيهِ مَكتوب :

خُصِصتُما بالوَلَدِ الزَّكي * والطّاهرِ المُنْتَجَبِ الرَّضي

فَإسمُهُ مِنْ شامِخٍ عَلي * عَلِيٌّ إشْتُقَّ مِنَ العَلي

قالَ : فَعلَّقوا اللَّوحَ في الكَعبةِ وما زالَ هناكَ حتّى أخذَهُ هشامُ بنُ عبدِ المَلكِ ) . [مناقِبُ آلِ أبي طالِب  2: 23]

وأيضاً جاءَ في كِتابِ ( الفَضائلِ ) لابنِ شاذان : ( فلَمَّا كانَ في اللَّيلةِ الّتي وُلِدَ فيها ( ع ) أشرقَتِ الأرضُ وتضاعَفَتِ النُّجومُ فأبصرتُ من ذلكَ عَجَباً فصاحَ بعضُهم في بعضٍ وقالوا إنَّهُ قد حدَثَ في السَّماءِ حادِثٌ ألا تَرَونَ إشراقَ السَّماءِ وضِياءَها وتَضاعُفَ النُّجومِ بِها قالَ فخرَجَ أبو طالِبٍ وهوَ يَتخلَّلُ سِكَكَ مَكَّةَ ومواقِعَها وأسواقَها وهوَ يقولُ لَهُم أيُّها النّاسُ وُلِدَ اللَّيلةَ في الكعبةِ حُجَّةُ اللهِ تَعالى ووليُّ اللهِ فبَقِيَ النّاسُ يسألونَهُ عن عِلَّةِ ما يَرونَ مِنْ إشراقِ السَّماءِ فقالَ لَهُم أبشِروا فقد وُلِدَ في هذهِ اللّيلةِ ولِيٌّ مِنْ أولياءِ اللهِ عزَّ وجلَّ يَختمُ بهِ جميعَ الشَّرِّ ويَتجنَّبُ الشِّركَ والشُّبهاتِ ولم يزلْ يذكرُ هذهِ الألفاظَ حتّى أصبحَ فَدخلَ الكعبةَ وهوَ يقولُ هذهِ الأبياتِ :

يا رَبَّ  الغَسَقِ الدَّجي * والقَمَرِ المُنبَلِجِ المُضي -

بَيِّنْ لنا مِنْ حُكمِكَ المَقضي * ماذا تَرى لي في إسمِ ذا الصَّبي

فسمعَ هاتفاً يقولُ :

خُصِصتُما بالولَدِ الزَّكي * والطّاهر المُطَهَّرِ المَرضي -

إنَّ إسمَهُ مِنْ شامخٍ علي * عَلِيٌّ إشتُقَّ مِنَ العَلِي) . [ الفضائِلُ لابنِ شاذان ، ص 57]

فكَما نلاحِظُ في كِلا الكِتابَينِ لم يَرِدْ أنَّ هذينِ البَيتينِ هُما عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا يَعني أنَّ كلَّ هاتفٍ أو صَوتٍ يسمعُهُ النّاسُ ولا يَرونَ مصدرَهُ أن يكونَ منَ اللهِ ، فلا يوجَدُ دليلٌ على ذلكَ ، فقد يكونُ مصدرُ هذا الصَّوتِ ملَكاً مِنَ الملآئكَةِ ، أمّا على روايَةِ ابنِ شهرِ آشوب فالمَوضوعُ أوضَحُ ، فَهذينِ البَيتينِ وَرَدا على لَوحٍ أخضرٍ ، ولمْ يثبتْ أنَّهما مِنَ اللهِ مباشرةً بل قد يكونُ مِنْ إنشاءِ مَلَكٍ أو عبدٍ صالحٍ مِنَ الصّالحينَ  ، فلا يَعلمُ الغيبَ واسرارَهُ إلا الله. 

فلا دَليلَ على ما يخرص بهِ هؤلاء ، ولا حجّةَ لَهُم فيما يَقولونَهُ ، وليسَ عزيزاً على مَولى الثَّقلَينِ أنْ تَرِدَ فيهِ الأشعارُ والأحاديثُ ، فقَد وَرَدَتْ فيهُ المئاتُ مِنَ الآياتِ ، جاءَ عن ابنِ عبّاسٍ : ( ما في القرآنِ آيةُ : الَّذين آمنوا وعملوا الصالحات ، إلا وعَليٌّ أميرُها وشَريفُها ، وما مِنْ أصحابِ محَمَدٍ رَجُلٌ إلاّ وقَد عاتَبَهُ اللهُ ، وما ذكَرَ عليَّاً إلا بِخَير ! ) [ شواهِدُ التَّنزيل 1: 30] .

وقالَ أحمدُ بنُ حنبلٍ كَما في مُستدرَكِ الحاكِم : ( ما جاءَ لأحدٍ مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ مِنَ الفضائِلِ ، ما جاءَ لِعَلِيّ بنِ أبي طالِب )  [ المستدرَكُ على الصَّحيحَين 3:  107] 

  ودُمتُم سالِمين