سؤال عن الآيات التي تتحدث عن الانسان الذي يعبد من دون الله ما لا ينفعه ولا يضره وسؤالي لماذا ذكر الضر مع ان العاقل لايمكن أن يعبد موجود يضره؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لعلّ المقصودَ في سؤالكَ ما وردَ في قولهِ تعالى: (( أفتعبدونَ من دونِ اللهِ ما لا ينفعكُم شيئاً ولا يضرّكم )) [الأنبياء:66].فإذا كانَ الأمرُ كذلك, فإنّ هذهِ الآيةَ كانت محاورةً بينَ النبيّ إبراهيم (عليهِ السّلام), وبينَ قومه لَـمّا حطّم أصنامهم, فأرادوا أنْ يعرفوا مَنْ فعلَ ذلكَ بهم, فقال لهم النبيّ إبراهيم (عليهِ السّلام): ألا ترونَ أنّهم لم يدفعوا عن أنفسهم الضرَّ الذي أصابهم ، وأنّهم لا ينطقونَ فيخبرونكم مَنْ صنعَ ذلك بهم ، فكيفَ ينفعونكم أو يضرّون .
وقولهُ عليهِ السّلام: ( أُفٍّ لكم ) يقولُ : قبحاً لكم وللآلهةِ التي تعبدونَ من دونِ الله، أي أفلا تعقلونَ قُبْحَ ما تفعلونَ من عبادتكم ما لا يضرُّ ولا ينفع ، وتركِكم عبادةَ اللهِ الذي فطرَ السّماواتِ والأرض ، والذي بيدهِ النفعُ والضر .
وبعبارةٍ أخرى: هذهِ الآيةُ جاءت في مقام التّوبيخ لِـما كانَ عليهِ قومُ إبراهيم عليهِ السّلام من عبادةِ الأصنام, إذْ بيّنت لنا أنّ هؤلاء القومَ لو كانوا يعقلونَ لَـما عبدوا هذهِ الأصنامَ التي لا تنفعهم شيئاً , ولا تضرّهم إنْ لم يعبدوها, فلَـمّا وجدناهم عابدينَ لهذهِ الأصنام مع كونها لا تنفعُ ولا تضرّ, ولا تنطقُ, دلَّ ذلكَ على أنّهم ما كانوا يعقلون, وهكذا هو حالُ كلِّ مَنْ يعبدُ غيرَ اللهِ جلَّ وعلا. هذا ما يُفهمُ من الآيةِ الكريمة, وليسَ صحيحاً ما فُرِضَ في منطوقِ السّؤال. ودُمتم سالمين.
اترك تعليق