( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء........) هل هذا الحديث صحيح و إذا كان صحيحا أحتاج إلى شرحه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : هذا الحديثُ إنفردَ بهِ أحدُ رواةِ العامّةِ, وهوَ أبو فُضالةَ الفرجُ بنُ فُضالةَ الشّاميّ, وكلُّ مصنّفٍ روى هذا الحديثَ كانَ يُسندُه إلى الفرجِ بنِ فُضالةَ , إذْ كانَت طرقُه جميعها تلتقي بهذا الرّاوي وكانَ الإسنادُ مِن بعدِه واحداً, أي كانَ إسنادُه عن أبي فُضالةَ الفرجِ بنِ فُضالة الشّامي عُن يحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريّ عَن محمّدٍ بنِ عليّ عن عليٍّ مرفوعاً: (إذا فعلَت أمّتي خمسَ عشرةَ خصلةً حلَّ بها البلاءُ ... إلخ الحديث). قلتُ: وأبو فُضالةَ الفرجُ بنُ فضالةَ لا يحتجُّ به, إذْ ضعّفهُ أغلبُ نقّادِ الحديثِ مِن أهلِ السّنّةِ, كما في ترجمتِه في كتابِ (تهذيبُ التّهذيبِ) لابنِ حجرٍ العسقلانيّ وغيرِه, فلاحِظ تعليقَ عُلمائِهم على هذا الحديثِ.
قالَ التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفُه مِن حديثِ عليّ إلّا مِن هذا الوجهِ، ولا نعلمُ أحداً رواهُ عَن يحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريّ غيرِ الفرجِ بنِ فُضالةَ، والفرجُ بنُ فُضالةَ قد تكلّمَ فيهِ بعضُ أهلِ الحديثِ وضعّفهُ مِن قبلِ حفظِه.
وقالَ الطّبرانيّ: لم يَرو هذا الحديثَ عَن يحيى إلّا فرجٌ بنُ فُضالة.
وقالَ البرقانيّ عن الدّارقطنيّ: هذا باطلٌ. قلتُ: مِن جهةِ الفرجِ؟ قالَ: نعم. كما في (تاريخِ بغداد) 12/ 396.
وأمّا معنى الألفاظِ الواردةِ في هذا الحديثِ على فرضِ التّسليمِ بصحّةِ الحديثِ, فسنقتصرُ على الألفاظِ الغريبةِ الواردةِ فيه, ونتركُ شرحَ الواضحِ منها.
(دُوَلاً): الدُّوَل جمعُ دُولةٍ، وهوَ ما يُتداولُ منَ المالِ، فيكونُ لقومٍ دونَ قوم.
(الأمانةَ مغنماً): يعني أنَّ المُؤتمنَ على الأمانةِ يخونُ صاحبَه, فيرى تلكَ الأمانةَ التي ائتُمنَ عليها غنيمةً قد غنمَها.
(والزّكاةَ مغرماً): يعني أنَّ صاحبَ المالِ يرى أنّ إخراجَ زكاتِه الواجبةِ عليهِ غرامةٌ يغرمُها وخسارةٍ.
(القيانُ), جمعُ قينةٍ، وهيَ المُغنِّيةُ. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق