يذكر التاريخ ان جد النبي محمد (ص) هو نبي الله ابراهيم (عليه السلام)، وعليه فيكون ابراهيم عربي. فاذا تراجع التاريخ يقول ان نبي الله ابراهيم اصله آرامي فكيف نجمع بين هذه الشيئين؟
السلام عليكم ورحمة الله
لا تقاسُ الأمورُ بهذا الشّكلِ فإذا كانَ النّبيُّ مُحمّدٌ (صلّى اللهُ عليه وآله) عربيّاً فلا يعني أنَّ كلَّ أجدادِه كانوا عرباً، فالبشريّةُ بأجمعِها ترجعُ إلى أصلٍ واحدٍ معَ أنَّها مُختلفةٌ ومُتباينَةٌ في الأعراقِ واللّغاتِ، وإذا صحَّ هذا القياسُ لصحَّ أن نقولَ أنَّ كلَّ البشرِ سريانيّو اللّغةِ؛ لأنَّ الآباءَ الأوائلَ للبشرِ مِن آدمَ إلى إبراهيمَ كانوا سريانيّينَ، وهذا خلافُ الواقعِ إذ لكُلِّ جماعةٍ لُغتُها الخاصّةُ التي تنطقُ بها وتُنسَبُ إليها فلا يُقالُ للعربيّ سريانيّ لأنَّ آباءَهُ يتكلّمونَ بالسّريانيّةِ، ومنَ المعروفِ أنَّ أوّلَ أجدادِ النّبيّ محمّدٍ (صلّى اللهُ عليه وآله) تحدّثَ بالعربيّةِ هوَ نبيُّ اللهِ إسماعيلُ عندَما تركَهُ أبوهُ إبراهيمُ في مكّةَ ومِن ثمَّ تزوّجَ مِن قبيلةِ "جرهم" العربيّةِ وأصبحَ يتحدّثُ العربيّةَ مثلَهم، وعلى ذلكَ فإنَّ نبيَّ اللهِ إبراهيم ليسَ عربيّاً معَ أنَّ إبنَهُ إسماعيل جدُّ النّبيّ محمّدٍ (صلّى اللهُ عليه وآله) عربيّ.
اترك تعليق