ما صحة الروايات بكتب الشيعة التي تثبت تحريف القرآن ولماذا المخالفون يثبتون بان الشيعة تعترف بتحريف القرآن.
السلام عليكم ورحمة الله
ما عليهِ إجماعُ علماءِ الشّيعةِ أنَّ القُرآنَ الذي بينَ أيدينا والذي يبدأُ بسورةِ الحمدِ وينتهي بسورةِ النّاسِ هوَ كتابُ اللهِ تعالى من دونِ نقصٍ ولا زيادةٍ، وقَد ناقشَ العُلماءُ والمُحقّقونَ هذهِ الشّبهةَ بشكلٍ مُفصّلٍ وبيّنوا بُطلانَها، وهُناكَ مقالةٌ نُشرَت في مركزِ الرّصدِ تُعالجُ هذهِ الشّبهةَ يمكنُ الرّجوعُ إليها، مُضافاً إلى الكثيرِ منَ الكُتبِ التي خُصّصَت لمُناقشةِ هذهِ المسألةِ، ولتكوينِ صورةٍ كاملةٍ عَن كُلِّ ما قيلَ يمكنُ الرّجوعُ إلى كتابِ المُحقّقِ جعفر مُرتضى العامليّ (حقائقُ هامّةٌ حولَ القُرآنِ الكريم) حيثُ تعرّضَ لكُلِّ ما قيلَ في هذا الأمرِ سواءٌ كانَ رواياتٍ أو أقوالَ عُلماء، وناقشَها بشكلٍ علميٍّ ومُحكمٍ، وقَد أثبتَ بما لا يدعُ مجالاً للشّكِّ بأنَّ ما جاءَ مِن رواياتِ الشّيعةِ الصّحيحِ مِنها والغيرِ الصّحيح لا يدلُّ على وقوعِ التّحريفِ صراحةً؛ بَل كُلّها قابلةٌ للتّأويلِ وصرفِ دلالتِها بعيداً عَن ذلكَ، وفي قبالِ ذلكَ نجدُ أنَّ مرويّاتِ السّنّةِ صريحةٌ في وقوعِ التّحريفِ بالشّكلِ الذي يتعذّرُ معهُ تأويلُها، ومعَ ذلكَ لا نُلزمُهم بالقولِ بالتّحريفِ حتّى لو إعتقدوا بصحّةِ تلكَ الرّواياتِ؛ وذلكَ لأنَّ مُجرّدَ وجودِ مرويّاتٍ صحيحةٍ لا يعني إعتقادَهُم بمَدلولاتِها، وهذا هوَ مُقتضى الإنصافِ، بينَما يتحاملُ بعضُ السّنّةِ على الشّيعةِ وبشتّى الطّرقِ معَ أنّهُم يُصرّحونَ بعدَم الإعتقادِ بتحريفِ القُرآنِ.
اترك تعليق