ماهو سبب تأخر ظهور الامام الحجه عجل الله فرجه ؟
السلام عليكم ورحمة الله
هناكَ أجوبةٌ متعدّدة على هذا السؤال تدورُ معظمها حول عدم توفّر الناصر أو عدم إكتمال الظروف الموضوعية لظهوره المقدس، إلا أنّ كلها تنطلق من رؤيةٍ تحليلية إجتهادية لا يمكن الجزم بصحتها، وذلك لكون خروج المهديّ وتكليفه بالظهور من الأمور الغيبية التي لم يُطلع الله عليها أحد، ومن هنا فإنّ الإجابة الصحيحة على مثل هذا السؤال هو أنّ الأمر معلق بإرادة الله وليس على إرادة الناس، والله وحدهُ هو العالم بوقت ظهوره، أمّا الإجابات الأخرى فتعدّ صحيحة إذا كانت على نحو التحليل والتوقع وليس على نحو الجزم والحتم، ومن بين هذه الإجابات أنّ الإنسانية بشكل عام والشيعة بشكل خاص لم يعملوا بوظائفهم ولم يكونوا على إستعداد لإستقبال ظهوره المبارك، يقول نصير الدين الطوسي قدّس سرّه بالنسبة للإمام المهدي: (وجودهُ لطف وتصرّفه لطف وعدمه منّا)، وقد يعتمد هذا الرأي على قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) فكون هذه الآية حاكمة على كون التغيير لا يحدث إلا إذا أراد الناس ذلك فيمكن أيضاً أن نتأوّل بأنّ ظهور المهدي (عليه السلام) موقوفٌ على تغيير نحدثه نحن ايضاً في نفوسنا وأفعالنا، وقد يقال أيضاً أنّ حركة الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وظهوره، ثورة عالمية يقصد منها أن تمتلأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت جوراً وظلماً، الأمر الذي يتطلب إستعداد البشرية عامة لقبول هذه النهضة العالمية، وهذا لا يتحقق إلا بعد أن تصل البشرية إلى مرحلة العجز والإستسلام وفقد الأمل من كلّ الأنظمة والحكومات والحركات الإصلاحية، وحينها لا تجد مفراً إلا باللجوء إلى الله لطلب العون والنصرة، وحينها يأذن الله لوليه بالظهور ليقود العالم، إلا أنّ كلّ ذلك كما أكّدنا لا يعدو التحليلَ بحسب مقدرتنا العقلية، فالله قادرٌ على أن يصلح له الأمرَ بين يوم وليلة كما في بعض الروايات.
اترك تعليق