إشكال من ملحد: الله من الأمور التي لا يمكن إثباتها على مستوى العلم التجريبي
مضمون الإشكال: إنكم تنسبون أي حقيقة علمية مكتشفة إلى الله، والحال أنّ الله من الأمور التي لا يمكن إثباتها على المستوى التجريبي، على عكس الحقائق العلمية التي أثبتتها التجربة، وإلاّ فما هو دليلكم التجريبي على وجود الله.
الجواب الإجمالي:
1- إنّ نسبتنا بعض الحقائق العلمية إلى الله تعالى ليس جزافاً، إنما هي بالدليل القاطع.
2- إنّ الكثير من الحقائق العلمية مما لا يمكن إثباتها على المستوى التجريبي، فهل يؤدي ذلك إلى نكران تلك لحقائق.
3- إنّ العلوم تقسم إلى ثلاثة أقسام: العلوم التجريبية، والعلوم العقلية، والعلوم النقلية. ولكل واحد منها وسائل إثبات تخصه.
الجواب التفصيلي:
أولاً: بالعكس تماماً، فأنتم الذين تنسبون لأنفسكم الحقائق العلمية التي اكتشفها القرآن قبل مئات السنين، نحن لم ننسب حقيقة علمية إلى الدين والإسلام والخالق جزافاً، إنما هو بالدليل القاطع، وفي الحقيقة أننا كمسلمين نعلم بجملة من الحقائق العلمية كــ (كروية الأرض ودورانها وجريانها، وجريان الشمس أيضا بل المجرة) كلها حقائق ثابتة عندنا قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، وأنتم لم تكتشفوها إلاّ قبل قرنين من الزمان، وهنالك حقائق علمية لم تصلوا إليها إلى الآن، وقد أنبأنا القرآن بها جميعاً.
ثانياً: إنّ هنالك الكثير من الحقائق الثابتة، كــ (الحسد، والبخل، والعشق، والفرح، والشجاعة، والجبن) لا تُرى بالعين, بل هنالك حقائق علمية لا يمكن نكرانها، كالجاذبية، فهي لا يمكن أنْ تُرى، ومهما حاول العلماء - كالعالم الألماني بلانك - ليبرهنوا على ماديّة الجاذبية (تكميم الجاذبية)، لإثبات (كمومية الجاذبية)، ولكن دون جدوى، وإلى الآن يحاولون عبثاً إثبات ذلك، غير أنهم يعجزون عنها، فبناءً على إشكال المستشكل يجب أنْ ننفي كلّ هذه الحقائق، والسبب واضح، لأنها لا يمكن إثباتها مختبرياً.
ثالثاً: إنّ هذا الإشكال ينمُّ عن جهل المستشكل وضحالة اطلاعه وثقافته، فكيف يمكن لاحد أنْ يحصر العلوم بالتجريبيات؟! أ ليست العلوم ثلاثة أقسام، وهي:
أ. العلوم العقلية.
ب. العلوم النقلية.
ج. العلوم التجريبية.
ولكلِّ قسم منها وسائل اثباته الخاصة، وإلاّ فإننا نسألك أيها المستشكل، كيف يمكنك إثبات أنّ هنالك علماء أسماؤهم - اينشتاين، واسحاق نيوتن، ولويس باستور، وكوبرنيكوس وغاليلو ... – إلخ، عن طريق التجربة؟
خلاصة الجواب:
1- أنتم الذين تنسبون كلَّ الحقائق التي نطق بها القرآن والسنة، لأنفسكم لا العكس.
2- إنّ هنالك الكثير من الحقائق التي يسلّم بها الكل، غير أنها لا يمكن إثباتها مختبرياً وتجريبياً، فهل تنكرونها؟
3- إنّ العلوم ثلاثة أنحاء-كما بيّنا في الجواب التفصيلي- والعلوم التجريبية هي واحدة من اقسام العلوم، فكيف يحق لأحد تعميم القوانين التجريبية على كلِّ العلوم؟، أ ليس هذا من الجهل أو التجني.
اترك تعليق