كيفَ نُوفّقُ بينَ طهارةِ النبيّ وأهلِ البيتِ (ع) كما في آيةِ التطهير وبينَ حديثِ أمِّ الفضلِ
كيفَ نُوفّقُ بينَ طهارةِ النبيّ وأهلِ البيتِ كما في آيةِ التطهير وبينَ حديثِ أمِّ الفضلِ وأنَّ الحُسينَ عليه السّلام قطرَت منهُ قطرةُ بولٍ على ثوبِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله فقرصتهُ فبكى ...إلى آخرِ الحديثِ المذكور في اللهوفِ ومثيرِ الأحزان لابنِ نما وغيرِها؟ فالحسينُ عليه السّلام طاهرٌ مُطهّرٌ وقد أذهبَ اللهُ عنهُ الرّجسَ فكيفَ يكونُ بوله نجساً وهذا بعينِه ينطبقُ على سائرِ أهلِ البيتِ عليهم السّلام ؟
السّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
بغضِّ النظرِ عَن وجودِ كلامٍ في أصلِ المسألة، فإنّهُ يمكنُ تخريجُ هذه الرّوايةِ المرويّةِ في [اللهوفِ ص13، مثيرِ الأحزان ص7، وغيرِها] على القولِ بطهارةِ فضلاتِ المعصومينَ (عليهم السّلام) بوجوهٍ عديدةٍ، منها: أنّه ليسَ في فضلاتِ المعصومينَ (عليهم السّلام) ودمائِهم استخباثٌ وقذارةٌ يجبُ الاجتنابُ عنها، فأبدانُهم ليسَت كسائرِ أبدانِ الآدميّين، ولهذا كانت لها أحكامٌ خاصّة.. ولكن يلزمُ الاجتنابُ والغُسل، لا بسببِ الخباثةِ والقذارة فإنّها مُنتفيةٌ عنهم (عليهم السلام)، بل لعمومِ الحكمةِ الباعثةِ لتشريعِ الأحكامِ الظاهريّة ولكي ينتظمَ الأمر.
وقد أشارَ لذلكَ العلّامةُ الملّا زينُ العابدين الكلبايكانيّ في كتابِه [أنوارُ الولاية ص440] حيثُ قال: « فليسَ في بولِ المعصومينَ ودمائِهم وأبوالِهم وغائطِهم استخباثٌ وقذارةٌ يوجبُ الاجتنابَ في الصّلاةِ ونحوِها ـ كما هو معنى النجاسةِ ـ، ولا نتنَ في بولِهم وغائطِهم، بل هُما كالمسكِ الأذفر، بل مَن شربَ بولَهم وغائطَهم ودمَهم يحرّمُ اللهُ عليهِ النّارَ واستوجبَ دخولَ الجنّة. لكن وردَ النهيُ عنه؛ انتظاماً للأمر، وكذا يجبُ الاجتنابُ ويلزمُ الغُسل عنه في مثلِ الصّلاة؛ طرداً للبابِ ولعمومِ الحكمةِ في تشريعِ الأحكامِ الظاهريّة ».
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق