ممكن اعطائي عناوينَ لكتبِ تحملُ وتناقشُ نشأةَ الحياةِ ونظريّةَ التطوّرِ

السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته    أنا أحدُ مُتابعي مركزِكم الموقّرِ الذي لطالما استفدنا منهُ في تفسيرِ الكثيرِ منَ الحقائقِ والثوابتِ وأنارَ أبصارنا في كثيرٍ منَ الأمور، نواجهُ الكثيرَ ممَّن يؤمنونَ بنظريّةِ التطوّرِ وممّن يشكّكونَ بالوجودِ وبواجبِ الوجود وأرى مِن واجبنا الردُّ على هذهِ الشبهاتِ وهذا لا يحصلُ إن لم نتحصّن بمصادرَ ومعلوماتٍ تمكنُنا منَ النّقاشِ والإقناعِ لذا أريدُ نصحَكم في إعطائي عناوينَ للكتبِ تحملُ وتناقشُ نشأةَ الحياةِ ونظريّةَ التطوّرِ وسأكونُ مُمتنّاً جدّاً    دمتُم في رعاية الله .  

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :   

منَ المُفيدِ الإشارةُ إلى أنَّ النظريّةَ الداروينيّةَ تواجهُ رفضاً كبيراً منَ المُختصّينَ سواءٌ في العلومِ التطبيقيّةِ أو العلومِ الإنسانيّة، وقد فنّدَت هذهِ النظريّةُ الكثيرَ منَ البحوثِ الأكاديميّةِ المُحكمةِ والمنشورةِ في المجلّاتِ العلميّة، فالحقائقُ العلميّةُ لا تخدمُ تلكَ النظريّة، بل قد تكونُ على نقيضِها تماماً، مُضافاً إلى وجودِ بعضِ الكتبِ ومِن تخصّصاتٍ علميّةٍ مُختلفة عملَت على نقدِ النظريّةِ وتفنيدِ ما ترتكزُ عليه مِن مُدّعيات، إلّا أنَّ تلكَ الكتبَ والدراساتِ تستهدفُ العلماءَ والمُختصّينَ ولذا فإنّها غيرُ مُفيدةٍ للقارئِ العادي.  

 وما يمكنُ تأكيدُه هوَ أنَّ الداروينيّةَ كنظريّةٍ لا تُشكّلُ عقبةً أمامَ الأديانِ بقدرِ ما تشكّلُ عقبةً أمامَ العلمِ الذي لم يُسلّم بها كنظريّةٍ متكاملةِ الأركان، ولو فرضنا اجتيازَ النظريّةِ للاختبارِ العلمي فإنّها لا تشكّلُ خطراً على الأديانِ ولا تعدُّ سبباً مُقنعاً للإلحاد، فحتّى لو سلّمنا بالمسارِ التطوّري الذي رسمته النظريّة فإنّها سوفَ تقفُ عندَ حدودِ الخليّةِ الأولى التي بدأت منها الحياة، وهذا ليسَ كافياً لأن يكونَ بديلاً عن الإله، لأنَّ السؤالَ الإيمانيَّ يبحثُ عن مصدرِ تلكَ الخليّة، وهذا ما لا تدّعي النظريّة ُالإجابةَ عليه.  

أمّا النظريّةُ الداروينيّة على مستوى الشارعِ العربي وما يروّجُه الإلحاد، ليسَ له ربطٌ بالبحثِ العلمي وإنّما مجرّدُ توظيفٍ غيرِ نزيهٍ لبعضِ مُدّعياتِ النظريّة، ولذا نجدُ الإلحادَ يسوّقُ لها على أنّها حقائقُ تطابقَ عليها العلماءُ ووصلَ فيها البحثُ العلميّ إلى مُنتهاه، وهذهِ مغالطاتٌ مفضوحةٌ لا تنطلي إلّا على مَن يبحثُ عمّا يُبرّرُ بهِ إلحادَه، ولمواجهةِ تلكَ الحالةِ هناكَ الكثيرُ منَ الكتبِ الإسلاميّة التي تصدّت لهذهِ النظريّةِ في الوسطِ الإسلامي وواجهتها بكلِّ صلابةٍ، ومنَ الكتبِ الحديثةِ التي تصدّت لهذهِ النظريّةِ كتابُ (الداروينيّةِ الجديدةِ والإلهيّاتُ الإسلامية) للدكتورِ فخرِ الدينِ الطباطبائي الصّادرِ عن مؤسّسةِ الدليلِ للدّراساتِ والبحوثِ العقديّةِ التابعةِ للعتبةِ الحُسينيّة المُقدّسة، وهناكَ كتابٌ للسيّدِ هادي المُدرّسي باسمِ (تهافتِ النظريّةِ الداروينيّةِ وسقوطِ النظريّاتِ التابعة) الصّادرِ عن دارِ العلوم، إضافةً إلى بعضِ الكتبِ المُترجمةِ مثلَ كتابِ (تصميمُ الحياةِ واكتشافُ علاماتِ الذكاءِ في النظمِ البيولوجيّة) تأليفُ الدكتور ويليام ديمبسكي، والدكتورِ جوناثان ويلز، ترجمةُ الدكتورِ موسى ادريس، والدكتورِ مؤمن الحسن، والدكتور محمّد القاضي. منشوراتُ دارِ الكاتب، وهذه الكتاباتُ تُغني السّائلَ في ما يحتاجُه لمواجهةِ تشكيكاتِ الداروينيّة.