ممكن روايةُ مصادرِ حادثةِ شقِّ الصّدر؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،اعلَم أنّ حادثةَ شقِّ الصّدرِ هيَ موردٌ خلافٍ بينَ عُلمائِنا، وإليكَ بيانَ ذلك: قالَ العلّامةُ المجلسي في البحارِ ج١٦ ص١٤٠-١٤١: (اعلَم أنّ شقَّ بطنِه صلّى اللهُ عليهِ وآله في صِغرِه في رواياتِ العامّةِ كثيرةٌ مُستفيضةٌ كما عرفتَ، وأمّا رواياتُنا وإن لم يرِد فيها بأسانيدَ مُعتبرة لم يرِد نفيُها أيضاً، ولا يأبى عنهُ العقلُ أيضاً، فنحنُ في نفيهِ وإثباتِه منَ المُتوقّفينَ، كما أعرضَ عنهُ أكثرُ عُلمائِنا المُتقدّمينَ، وإن كانَ يغلبُ على الظنِّ وقوعُه، واللهُ يعلمُ وحُججُه عليهم السّلام) وعلّقَ عليهِ المُحقّقُ الشيخُ عبدُ الرّحيم الربّاني: (لعلَّ المُتقدّمينَ مِن علمائِنا أعرضوا عن ذكرِه لغرابتِه وشذوذِه، وعدمِ ورودِه في حديثٍ صحيحٍ عن طريقِ المعصومين.) ويُحتمَلُ أن يكونَ مُستندُ ترجيحِ المجلسيّ وقوعُ الحادثةِ هوَ روايةُ الرّضا (عليهِ السلام) المرويّةُ بالكافي وقُربِ الإسنادِ وتفسيرِ العيّاشي: فقد جاءَ في كلامِ الإمامِ تفسيراً لمعنى السكينةِ: (تلكَ السكينةُ في التابوتِ وكانَت فيهِ طشتٌ تُغسَلُ فيها قلوبُ الأنبياءِ وكانَ التابوتُ يدورُ في بني إسرائيلَ معَ الأنبياء ) وفي تفسيرِ فراتٍ الكوفي ص٥٧٥ (قالَ: حدّثني الحسينُ بنُ سعيدٍ مُعنعناً: عن ابنِ عبّاس رضيَ اللهُ عنه في قولِه [تعالى]: (ألم نشرَح لكَ صدرَك) ألم نُليِّن لكَ قلبَك للإسلامِ وذلكَ أَّن جبرئيلَ عليهِ السلام أتى محمّداً صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم فشرحَ صدرَه حتّى ابتدرَ [أ، ر: ابتدء] عن قلبِه ثمَّ جاءَ بدلوٍ مِن ماءِ زمزمَ فغسّلَه وأنقاهُ [ظ] ممّا فيه منَ المعاصي ثمَّ جاءَه بطشتٍ مِن ذهب قد ملأها علماً وإيماناً فوضعَه في قلبِه فليّنَ اللهُ قلبَه (ووضعنا) يقولُ: حطَطنا (عنكَ وزرَك الذي) كانَ في الجاهليّةِ (أنقضَ ظهرَك) وأوقرَه المعاصي (ورفعنا لكَ ذكرَك) يقولُ: صوتُك لا يذكرُ اللهَ إلّا ذكرت (فإنَّ معَ العُسرِ يُسراً) يقولُ: معَ العُسرِ سعةٌ ولا يغلبُ عُسرٌ واحدٌ يُسرينِ أبداً (فإذا فرغتَ فانصَب) يقولُ: في الدعاءِ (وإلى ربِّك فارغَب) يقولُ: في المسألةِ. وفي تفسير البرهان في تفسير القرآن، ج٥، ص ٦٨٨أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ بِعَلِيٍ وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ... فَإِذا فَرَغْتَ مِنْ نُبُوَّتِكَ فَانْصَبْ عَلِيّاً [وَصِيّاً] وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ فِي ذَلِكَ».وتفسير نور الثقلين، ج٥، ص٦٠٢وفي تفسير عليّ بن إبراهيم: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قال: بعلى فجعلناه وصيك. قال: حين فتح مكّة و دخلت قريش في الإسلام شرح اللّه صدره و سره وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ قال: بعلى الحرب الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ اي أثقل ظهرك و رفعنا لك ذكرك قال: تذكر إذا ذكرت، و هو قول الناس أشهد ان لا إله إلّا اللّه، و أشهد ان محمّداً رسول اللّه.ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق