هل صحيحٌ أنَّ الرسولَ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ) في أيّامِ مرضِه كانَ يغشى عليهِ بينَ الحينِ والآخرِ فالبعضُ يقولُ أنَّ النبيّ أو الإمام لا يغشى عليه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
منَ المؤكّدِ أنَّ الرسولَ أو المعصومَ مُنزّهٌ عن كلِّ ما يخرجُه عن مرتبتِه ومكانتِه مثلَ الجنونِ وفقدِ الوعي وكلِّ ما يُذهبُ العقلَ، حتّى لو كانَ عروضُه في وقتٍ وجيز، بل حتّى نومُهم ليسَ كنومِ عامّةِ الناسِ، كما جاءَ في الرواياتِ تنامُ أعينُهم وقلوبُهم لا تنام، ففي كتابِ اختيارِ معرفةِ الرجالِ للشيخِ الطوسي عن زيدٍ الشحّام، قالَ سمعتُ أبا عبدِ الله (عليهِ السلام) يقولُ طلبَ أبو ذرٍّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) فقيلَ له أنّه في حائطِ كذا وكذا، فتوجّهَ في طلبِه فوجدَه نائماً فأعظمَه أن يُنبّهَه، فأرادَ أن يستبرئ نومَه مِن يقظتِه فأخذَ عسيباً يابساً فكسرَه ليُسمعَه صوتَه فسمعَه رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) فرفعَ رأسَه، فقالَ: يا أبا ذر تخدعُني أما علمتَ أنّي أرى أعمالَكم في منامي كما أراكُم في يقظتِي إنّ عينيَّ تنامانِ ولا ينامُ قلبي) وعليهِ فإن كانَ المقصودُ مِن كونِ النبيّ يغشى عليهِ في مرضِه بمعنى تمكّنِ المرضِ منه وظهورِ الآثارِ الشديدةِ عليه فلا إشكالَ في ذلك، وإن كانَ بمعنى أنَّ المرضَ غلبَ عليهِ إلى درجةٍ يفقدُ معَه عقلهُ ووعيَه فلا يمكنُ قبوله.
اترك تعليق