من هم الذين شهدوا معجزة شق القمر ؟

أليسَ جايزاً الاعتقادُ أنّه حسبَ الرواياتِ لا يوجدُ إلّا شخصيّةٌ واحدةٌ يُنسبُ إليها أنّها شاهدُ عيان على انشقاقِ القمر، وهيَ ابنُ مسعود، ولا يروي ذلكَ عنهُ فيما صحّ إلّا أبو مُعمّر، الذي منَ الراجحِ أنّه لم يسمَعه مِن ابنِ مسعود، بل ربّما أخذَه عَن غيرِه مثلَ عبدِ اللهِ بنَ سمرة، وعبدُ اللهِ بنُ سمرة لا أعرفُه وليسَ مِن أهلِ الرواية. وعليهِ، فكلُّ صغارِ الصحابةِ الذينَ رووا انشقاقَ القمرِ إنّما أخبرَهم به واحدٌ ليسَ له فقهٌ في علمِ الروايةِ والرّجال؟

: السيد عبدالهادي العلوي

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،يقعُ الكلامُ حولَ حادثةِ شقِّ القمرِ بما يرتبطُ بالسؤالِ في أربعِ نقاط: النقطةُ الأولى: اتّفاقُ المسلمينَ على حادثةِ شقِّ القمر: اتّفقَ المُسلمونَ ـ شيعةً وسنّةً بمُختلفِ مشاربِهم، عدا الشذّاذِ ـ على حادثةِ شقِّ القمر، وقد جاءَت الآيةُ الكريمةُ ظاهرةَ الدلالةِ واضحةَ المعنى في وقوعِ الانشقاقِ في قولِه تعالى: {اقتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ} [سورةُ القمر: 1]؛ إذ جاءَ الفعلُ {وَانشَقَّ} بصيغةِ الماضي الدالِّ على التحقّق، والكلامُ في تقريرِ مدلولِ الآيةِ والبسطِ فيها موكولٌ لمحلّه، وكلماتُ العلماءِ منَ المُسلمينَ بمُختلفِ مسالكِهم ومذاهبِهم كثيرةٌ جدّاً، وهيَ خارجةٌ عن حدّ الاستقصاء، وما نريدُه في المقامِ هو ذكرُ بعضِ كلماتِ المُفسّرينَ والمُحدّثينَ والمُتكلّمينَ والمؤرّخينَ على إثباتِ هذه الحادثةِ وبيانِ اتّفاقِهم عليها:1ـ كلماتُ المُفسّرين: وردَ في [تفسيرِ القُميّ ج2 ص340]: « وقولهُ: {وَانشَقَّ القَمَرُ} فإنّ قريشاً سألت رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أن يُريهم آيةً، فدعا اللهَ فانشقَّ القمرُ بنصفين حتّى نظروا إليه، ثمّ التأم، فقالوا: هذا سحرٌ مُستمر، أي صحيح ».قالَ الشيخُ الطوسيّ في [التبيانِ في تفسيرِ القرآن ج9 ص443]: «  ومَن أنكرَ انشقاقَ القمرِ وأنّه كانَ، وحملَ الآيةَ على كونِه في ما بعد - كالحسنِ البصري وغيرِه، واختارَه البلخيّ - فقد تركَ ظاهرَ القرآنِ؛ لأنّ قولهُ: (انشقَّ) يفيدُ الماضي، وحملهُ على الاستقبالِ مجازٌ. وقد روى انشقاقَ القمرِ عبدُ اللهِ بنُ مسعود وأنسُ ابنُ مالك وابنُ عُمر وحذيفةَ وابنُ عبّاس وجبيرٌ بنُ مطعم ومجاهدُ وإبراهيم، وقد أجمعَ المُسلمونَ عليه، ولا يعتدُّ بخلافِ مَن خالفَ فيه لشذوذِه؛ لأنّ القولَ به اشتهرَ بينَ الصحابةِ فلم يُنكِره أحدٌ، فدلّ على صحّتِه، وأنّهم أجمعوا عليه، فخلافُ مَن خالفَ في ما بعد لا يُلتفتُ إليه ».وقالَ الشيخُ الطبرسيّ في [مجمعِ البيان ج9 ص310]: « وقد روى حديثَ انشقاقِ القمرِ جماعةٌ كثيرةٌ منَ الصحابةِ منهم عبدُ اللهِ بنُ مسعود ، وأنسُ بنُ مالك ، وحذيفةُ بنُ اليمان ، وابنُ عُمر ، وابنُ عبّاس ، وجبيرٌ بنُ مطعم ، وعبدُ اللهِ بنُ عمر ، وعليهِ جماعةُ المُفسّرينَ ، إلّا ما رويَ عن عثمانَ بنِ عطاء ، عن أبيه أنّه قالَ : معناه وسينشقُّ القمر . ورويَ ذلكَ عن الحسنِ ، وأنكرَه أيضاً البلخي . وهذا لا يصحُّ لأنَّ المُسلمينَ أجمعوا على ذلكَ ، فلا يعتدُّ بخلافِ مَن خالفَ فيه ، ولأنَّ اشتهارَه بينَ الصحابةِ يمنعُ منَ القولِ بخلافِه ».وقالَ المُفسّرُ الطبريّ في [التفسيرِ ج27 ص111]: «  وقولهُ : {وَانشَقَّ القَمَرُ} يقولُ (جلَّ ثناؤه): وانفلقَ القمر، وكانَ ذلكَ فيما ذُكرَ على عهدِ رسولِ الله (ص) وهو بمكّة ، قبلَ هجرتِه إلى المدينةِ ، وذلكَ أنَّ كفّارَ أهلِ مكّة سألوه آيةً ، فأراهم (ص) انشقاقَ القمر ، آيةٌ حجّةٌ على صدقِ قوله ، وحقيقةِ نبوّتِه فلمّا أراهم أعرضوا وكذبوا ، وقالوا : هذا سحرٌ مُستمر ، سحرَنا محمّد ، فقالَ اللهُ جلَّ ثناؤه وإن يروا آيةً يُعرضوا ويقولوا سحرٌ مُستمر . وبنحوِ الذي قُلنا في ذلكَ جاءَت الآثارُ ، وقالَ بهِ أهلُ التأويل . ذكرَ الآثارَ المرويّةَ بذلكَ ، والأخبار عمَّن قالَه مِن أهلِ التأويل ». ثمَّ ساقَ الآثارَ المرويّةً والأخبارَ المحكيّةَ عن أنسٍ وابنِ مسعود وحُذيفةَ وجبيرٍ وابنِ عبّاس ومُجاهد وأبي سنان وإبراهيم. وقالَ الفخرُ الرازيّ في [التفسيرِ الكبير ج29 ص28]: « والمُفسّرونَ بأسرِهم على أنَّ المُرادَ أنَّ القمرَ انشقَّ، وحصلَ في الانشقاقِ، ودلّت الأخبارُ على حديثِ الانشقاقِ، وفي الصحيحِ خبرٌ مشهود، رواهُ جمعٌ من الصحابةِ وقالوا: سُئلَ رسولُ الله (ص) آيةَ الانشقاقِ بعينِها مُعجزةٌ، فسألَ ربَّه فشقَّه ومضى. وقالَ بعضُ المُفسّرينَ: المرادُ سينشقُّ، وهوَ بعيدٌ ولا معنى له ». 2ـ كلماتُ المُحدّثين:كلماتُ العُلماءِ في التنصيصِ على ثبوتِ حديثِ شقِّ القمرِ وعلى تواترِه كثيرةٌ جدّاً، نكتفي في المقام ـ روماً للاختصارِ ـ بما ذكرَه الشيخُ الكتانيّ في [نظمِ المُتناثرِ منَ الحديثِ المُتواتر ص211]: « قالَ التاجُ ابنُ السبكي في شرحِه لمُختصرِ ابنِ الحاجبِ الأصلي: الصحيحُ عندي أنّ انشقاقَ القمر متواترٌ، منصوصٌ عليه في القرآن، مرويٌّ في الصحيحينِ وغيرِهما مِن طرقٍ.. وله طرقٌ أخرى شتّى بحيثُ لا يمتري في تواترِه. وقالَ في الشفا ـ بعدَ ما ذكرَ أنّ كثيراً منَ الآياتِ المأثورةِ عنه (صلّى اللهُ عليهِ [وآله] وسلّم) معلومةٌ بالقطع ـ ما نصُّه: أمّا انشقاقُ القمرِ فالقرآنُ نصَّ بوقوعِه وأخبرَ بوجودِه، ولا يُعدلُ عن ظاهرٍ إلّا بدليل، وجاءَ برفعِ احتمالِه صحيحُ الأخبارِ مِن طُرقٍ كثيرة، فلا يوهنُ عزمَنا خلافُ أخرقٍ مُنحلِّ عُرى الدين، ولا يُلتفتُ إلى سخافةِ مُبتدعٍ يُلقي الشكَّ في قلوبِ الضعفاءِ المؤمنين، بل نُرغمُ بهذا أنفَه وننبذُ بالعراءِ سُخفَه، اه‍.وفي أمالي الحافظِ ابنِ حجر: أجمعَ المُفسّرونَ وأهلُ السيرِ على وقوعِه. قالَ: ورواهُ منَ الصحابةِ عليٌّ وابنُ مسعود وحُذيفة وجبيرٌ بنُ مطعم وابنُ عُمر وابنُ عبّاس وأنس. وقالَ القُرطبيُّ في المفهمِ: رواهُ العددُ الكثيرُ منَ الصحابةِ، ونقلَه عنهم الجمُّ الغفيرُ منَ التابعينَ فمَن بعدَهم، اه‍.وفي المواهبِ اللدنيّةِ: جاءَت أحاديثُ الانشقاقِ في رواياتٍ صحيحةٍ عن جماعةٍ منَ الصحابةِ، منهم: أنسٌ وابنُ مسعود وابنُ عبّاس وعليٌّ وحذيفةُ وجبيرٌ بنُ مطعم وابنُ عُمر وغيرُهم، اه‍.وقالَ ابنُ عبدِ البر: روى حديثَ انشقاقَ القمرِ جماعةٌ كثيرةٌ منَ الصحابة، وروى ذلكَ عنهُم أمثالُهم منَ التابعين، ثمَّ نقلهَ عنهُم الجمُّ الغفيرُ إلى أن انتهى إلينا وتأيّدَ بالآيةِ الكريمة، اه‍.وقالَ المناوي في شرحِه لألفيّةِ السيرِ للعراقي: تواترَت بانشقاقِ القمرِ الأحاديثُ الحِسان، كما حقّقَه التاجُ السبكي وغيرُه، اه‍.وفي نظمِ السيرةِ لأبي الفضلِ العراقي: بانشقاقِ القمرِ الأحاديثُ الحسانُ كما حقّقَه التاجُ السبكي وغيرُه، اه‍.وفي نظمِ السيرةِ لأبي الفضلِ العراقي: (فصارَ فرقتينِ فرقةٌ علت * وفرقةٌ للطودِ منهُ نزلت) (وذاكَ مرّتين بالإجماعِ * والنصِّ والتواترِ السماعي) ».3ـ كلماتُ المُتكلّمين: قالَ أبو الصلاحِ الحلبيّ في [الكافي في الفقهِ ص76]: «وأمّا دلالةُ المُعجزاتِ الخارجةِ عن القرآنِ على نبوّتِه (صلّى اللهُ عليهِ وآله) فهيَ انشقاقُ القمر، ورجوعُ الشمس ».قالَ الشيخُ الطوسيّ في [الاقتصادِ ص181]: «فأمّا مُعجزاتُه التي هيَ سوى القرآنِ... ومِنها انشقاقُ القمرِ وقد نطقَ القرآنُ به ».قالَ أبو المجدِ الحلبيّ في [إشارةِ السبق ص43]: «ومِنها ما ليسَ بباقٍ لتقضيه ، وإنّما عُلمَ بتواترِ النقلِ به ، وهو باقي مُعجزاتِه (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم)، كتسبيحِ الحصا وانشقاقِ القمر .. ».قالَ عبدُ القاهرِ البغداديّ في [أصولِ الدين ص182]: «إنَّ مُعجزاتِ نبيّنا (ص) في الأعدادِ كثيرةُ الأمداد.. ومِنها انشقاقُ القمرِ بدعوتِه، وفي ذلكَ نزلَ قوله: {اقتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ}، ولو لم يقَع ذلكَ لقالَ له أعداؤه متى كانَ هذا؟ وهذهِ مُعجزةٌ سماويّة، وكانَت معجزاتُ مَن قبلَه أرضيّة ».وقالَ عضدُ الدينِ الآيجي كما في [شرحِ المواقف ج8 ص280]: « الكلامُ في سائرِ المُعجزاتِ ـ أي ما سِوى القرآن ـ وهيَ أنواعٌ: الأوّل: انشقاقُ القمرِ على ما دلَّ عليهِ قوله تعالى: { اقتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ}، وهذا متواترٌ قد رواهُ جمعٌ كثيرٌ منَ الصحابةِ كابنِ مسعود وغيرِه، قالوا: قد انشقَّ شقّين مُتباعدين بحيثُ كانَ الجبلُ بينهما، وكانَ ذلكَ في مقامِ التحدّي فيكونُ مُعجزةً ».4ـ كلماتُ المؤرّخين: قالَ النووي في [تهذيبِ الأسماءِ واللغاتِ ج1 ص58]: «وأمّا المُعجزاتُ غيرُه ـ يعني القرآن ـ فلا يمكنُ حصرُها أبداً، لأنّها كثيرةٌ جدّاً ومُتجدّدةٌ مُتزايدة، ولكن أذكرُ منها أمثلةً كانشقاقِ القمر.. ». وقالَ ابنُ كثيرٍ في [السيرةِ النبويّة ج2 ص112]: « فصلٌ في انشقاقِ القمر في زمانِ النبي (ص)، وجعلِ اللهِ له آيةً على صدقِ رسولِ الله (ص) فيما جاءَ به منَ الهُدى ودينِ الحق... وقد أجمعَ المُسلمونَ على وقوعِ ذلكَ في زمنِه عليه [وعلى آله] الصّلاةُ والسلام، وجاءَت بذلكَ الأحاديثُ المتواترةُ مِن طرقٍ مُتعدّدةٍ تفيدُ القطعَ عندَ مَن أحاطَ بها ونظرَ فيها، ونحنُ نذكرُ ما تيسّرَ إن شاءَ الله.. ». ولمزيدٍ منَ التفصيلِ يراجع معَ كتبِه العلّامةُ المُحقّقُ السيّدُ محمّد مهدي الخرسان في كتابِه الماتع [مزيلُ اللبسِ في مسألتي شقِّ القمرِ وردِّ الشمس]، فقد حقّقَ المسألةَ بما لا مزيدَ عليه. النقطةُ الثانية: روايةُ المُحدّثينَ للحادثةِ عن جُملةٍ منَ الصحابة: حادثةُ شقّ القمرِ مرويّةٌ عن جماعةٍ من الصحابةِ، وقد أخرجَها المحدّثونَ في مدوّناتِهم الحديثيّة؛ إذ وردَت عن أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) وعبدِ الله بنِ مسعود، وجبيرٍ بنِ مطعم، وحذيفةَ بنِ اليمان، وعبدِ اللهِ بنِ عبّاس، وأنسَ بنِ مالك، وعبدِ اللهِ بنِ عُمر. وهاكَ تلخيصُ طرقِها وبعضِ مصادرها: 1ـ حديثُ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام): روى الشيخُ الطوسيّ في [الأمالي ص341] عن ابنِ الصلت، عن ابنِ عُقدة، عن عليٍّ بنِ محمّد بنِ عليّ الحسينيّ، عن جعفرٍ بنِ محمّد بن ِعيسى، عن عبيدِ اللهِ بنِ علي، عن الإمامِ عليّ بنِ موسى الرّضا (عليهِ السلام)، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائِه (عليهم السلام)، عن عليٍّ (عليهِ السلام)، قالَ: « انشقَّ القمرُ بمكّةَ فلقتين، فقالَ رسولُ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله): اشهدوا اشهدوا بهذا ».وروى الطحاويّ في [مُشكلِ الآثار ح595] عن عليٍّ بنِ عبدِ الرحمن، عن لوين، عن حديجٍ بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سلمةَ بنِ صهيب، عن عليٍّ بنِ أبي طالب قالَ: « انشقَّ القمرُ ونحنُ مع رسولِ اللهِ (عليهِ السّلام) ».2ـ حديثُ حذيفةَ بن اليمان: روى إسماعيلُ بنُ علية وسفيانُ بنُ عيينة ومحمّدٌ بنُ فضيل وحمّادُ بنُ زيد وشعبةُ بنُ الحجّاج وشريكٌ بنُ عبدِ الله وهمامٌ بن يحيى، جميعُهم: عن عطاء بن السائب، عن أبي عبدِ الرّحمنِ عبدِ الله السلميّ، عن حذيفةَ بنِ اليمان. ينظر: مصنّفُ عبدِ الرزّاق ج3 ص105، مصنّفُ ابنُ أبي شيبة ج8 ص200، المُستدرك ج4 ص609، وغيرُهم، وقالَ الحاكمُ النيسابوريّ: « هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يُخرجاه ».أقولُ: عطاءٌ بنُ السائب ثقةٌ إلّا أنّه اختلطَ بآخرِ عُمرِه، قالَ البخاريّ: « أحاديثُه القديمةُ صحيحةٌ »، وقالَ أبو حاتمٍ الرازيّ: « سمعَ منهُ حمّادُ بنُ زيدٍ قبلَ أن يتغيّر »، وهذا الحديثُ رواهُ حمّادٌ بنُ زيد عنهُ أيضاً ـ كما تقدّمَ ـ، وأبو عبدِ الرحمنِ السلميّ ثقةٌ ثبت. الحاصلُ: الإسنادُ صحيح. 3ـ حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عبّاس: روى عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ مسعود وعليٌّ بنُ أبي طلحة وعطيّةُ بنُ سعدٍ العوفيّ وعكرمةُ مولى ابنِ عبّاس ومُجاهد ومقسم جميعُهم عن عبدِ اللهِ بنِ عباس. ينظر: صحيحُ البُخاري ج4 ص186، ج6 ص53، صحيحُ مُسلم ج8 ص133، المستدركُ ج2 ص472، تفسيرُ الطبريّ ج27 ص115، مصنّفُ عبدِ الرزّاق ج3 ص105، تفسيرُ الثعلبي ج9 ص161، وغيرُهم. أقولُ: وهذا الحديثُ صحيحٌ إلى عبدِ اللهِ بنِ عبّاس، أخرجَه البُخاري ومُسلم والحاكمُ مِن طريقِ بكرٍ بنِ مضر، عن جعفرٍ بنِ ربيعة، عن عراك بنِ مالك، عن عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ مسعود، عن ابنِ عباس.4ـ حديثُ جبيرٍ بنِ مطعم: روى الحصينُ بنُ عبدِ الرحمن، عن جبيرٍ بنِ محمّدٍ بنِ جبير وسالمٍ بنِ أبي الجعد، عن محمّدٍ بنِ جبير، عن أبيهِ جبيرٍ بنِ مطعم. وفي بعضِ الطرق: الحصينُ عن محمّدٍ بنِ جبير عن أبيه.يُنظر: مسندُ أحمد ج4 ص82، سننُ الترمذي ج5 ص72، المعجمُ الكبير ج2 ص132، المستدركُ ج2 ص472، وقالَ الحاكم: « صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ ولم يُخرجاه »، ووافقَه الحافظُ الذهبي.أقولُ: الحصينُ بنُ عبدِ الرّحمن ثقةٌ، وجبيرٌ مقبولٌ وهوَ مُتابعٌ بسالمٍ بنِ أبي الجعدِ الثقةِ، ومحمّدٌ بنُ جبير ثقةٌ، فالحديثُ صحيح. 5ـ حديثُ أنسٍ بنِ مالك: روى شيبانُ وسعيدٌ وشُعبةُ ومعمر، جميعُهم: عن قتادةَ، عن أنسٍ بنِ مالك. ينظر: صحيحُ البخاري ج4 ص186، ج6 ص53، صحيحُ مُسلم ج8 ص133، سننُ الترمذي ج5 ص72، مسندُ أحمد ج3 ص165، ج3 ص207، ج3 ص220، ج3 ص275، ج3 ص278، المُستدرك ج2 ص472، مُسندُ الطيالسيّ ص265، السننُ الكُبرى للنّسائيّ ج6 ص476، وغيرُها. أقولُ: الحديثُ صحيحٌ إلى أنس، أخرجَه البُخاري ومُسلم مِن طرقِ شيبان وسعيدٍ وشعبة. 6ـ حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عُمر: روى أبو داود ومحمّدٌ بنُ جعفر وابنُ أبي عدي ومعاذ، جميعُهم: عن شعبةَ، عن الأعمشِ، عن مُجاهد، عن ابنِ عُمر. ينظر: صحيحُ مُسلم ج8 ص133، مسندُ الطيالسيّ ص257، سننُ الترمذي ج3 ص322، ج5 ص72، وقالَ في الموضعين: « هذا حديثٌ حسنٌ صحيح »، المُستدرك ج2 ص472، وقالَ: « صحيحٌ على شرطِ الشيخين ولم يُخرجاه »، ووافقَه الحافظُ الذهبي. أقولُ: الحديثُ صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ، وفي المُستدرك: (عبدُ اللهِ بنُ عمرو) بدلَ (عبدِ اللهِ بنِ عُمر). 7ـ حديثُ عبدِ اللهِ بنِ مسعود: سيأتي الكلامُ حولَه في النُقطةِ الثالثةِ والرابعة. تنبيهٌ: وتجدرُ الإشارةُ إلى ما قالَه ابنُ حجرٍ العسقلانيّ في شرحِه على صحيحِ البُخاري الموسوم بـ[فتحِ الباري ج6 ص464]: « ذكرَ فيه حديثَ ابنِ مسعود وأنسٍ وابنِ عبّاس في ذلكَ، وقد وردَ انشقاقُ القمرِ أيضاً مِن حديثِ عليٍّ وحُذيفةَ وجبيرٍ بنِ مطعم وابنِ عُمر وغيرِهم، فأمّا أنسٌ وابنُ عبّاس فلم يحضُرا ذلك؛ لأنّهُ كانَ بمكّةَ قبلَ الهجرةِ بنحوِ خمسِ سنين، وكانَ ابنُ عبّاس إذ ذاكَ لم يولد، وأمّا أنسٌ فكانَ ابنَ أربعٍ أو خمسٍ بالمدينة، وأمّا غيرُهما فيمكنُ أن يكونَ شاهدَ ذلك، وممَّن صرّحَ برؤيةِ ذلكَ ابنُ مسعود ».أقولُ: وممَّن شاهدَ شقَّ القمرِ ـ إضافةً إلى عبدِ اللهِ بن مسعود ـ أميرُ المؤمنينَ (عليهِ السلام)؛ فقد  روى الطحاويّ في [شرحِ مُشكلِ الآثارِ ح595] بالإسنادِ عنهُ (عليهِ السلام) قالَ: « انشقَّ القمرُ ونحنُ معَ رسولِ الله (عليهِ السلام) »، ولا يبعدُ مُشاهدتُه لذلك. وكذلكَ جبيرٌ بنُ مطعم، فقد روى الطبرانيّ في [المُعجمِ الكبير ج2 ص132] بالإسنادِ عنه قالَ: « انشقَّ القمرُ ونحنُ معَ رسولِ الله (ص) »، وروى الحاكمُ في [المُستدرك ِج2 ص472] بالإسنادِ عنه قالَ: « انشقَّ القمرُ ونحنُ بمكّةَ على عهدِ النبيّ (ص) »، وهيَ ظاهرةٌ في تحقّقِ الرؤيةِ والمُشاهدة. وبهذا يظهرُ أنَّ ما وردَ في السؤال: (أليس جايزاً الاعتقاد أنّه حسب الروايات لا يوجد إلّا شخصيّةٍ واحدةٍ ينسبُ إليها أنّها شاهدُ عيانٍ على انشقاقِ القمر، وهيَ ابنُ مسعود) غيرُ صحيح، والقضيّةُ لا تنحصرُ في عبدِ اللهِ بنِ مسعود، بل شاهدَها غيرُه بلا شكّ، وقد ذكَرنا بعضَهم. النقطةُ الثالثة: طرقُ حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعود:     وردَ حديثُ شقِّ القمرِ عن الصحابيّ عبدِ اللهِ بنِ مسعود ـ حسبَ الاستقراءِ السريع ـ مِن خمسةِ طرقٍ، وهيَ: 1ـ أبو مُعمّرٍ عبدُ اللهِ بنُ سَخبَرة الأزديّ الأسديّ. ورواهُ عنه: مجاهدٌ وإبراهيمُ النخعي. ينظر: صحيحُ البُخاري ج4 ص186، ج6 ص52، صحيحُ مُسلم ج8 ص132، سننُ الترمذي ج5 ص71ـ72، مسندُ أحمد ج1 ص377، ج1 ص456، المُستدركُ ج2 ص471، السُننُ الكُبرى للنسائيّ ج6 ص476، وغيرُها. 2ـ أبو عمرو الأسودُ بنُ يزيدَ النخعيّ. ورواهُ سمّاكُ بنُ حرب عن إبراهيمَ النخعي عنه. ينظر: مسندُ أحمدَ بنِ حنبل ج1 ص413، مسندُ أبي داودَ الطيالسيّ ص37، تفسيرُ عبدِ الرزّاقِ الصنعاني ج3 ص257، تفسيرُ الطبريّ ج27 ص113، المُستدرك ج2 ص471، شرحُ مُشكلِ الآثار ج1 ص302. 3ـ أبو شبل علقمةُ بنُ قيس النخعيّ. ورواهُ الأعمشُ وعبدةُ الضبيّ عن إبراهيمَ عنه. ينظرُ: تفسيرُ الثعلبيّ ج9 ص161.4ـ أبو عائشةَ مسروقٌ بنُ الأجدعِ الوادعيّ. ورواهُ عنهُ أبو الضُّحى مسلمٌ بنُ صبيح. ينظر: مسندُ أبي داودَ الطيالسيّ ص38، تفسيرُ الطبريّ ج27 ص113، 5ـ أبو سليمانَ زيدٌ بنُ وهب الجهنيّ. ورواهُ عنه منصورٌ بنُ المعتمر. ينظر: المعجمُ الكبير ج10 ص75، تخريجُ الأحاديثِ والآثار ج3 ص389 عن تفسيرِ ابنِ مردويه. أقولُ: وبهذا يظهرُ أنَّ الحديثَ مُستفيضٌ عن عبدِ اللهِ بنِ مسعود، ولم ينفرِد به أبو معمّرٍ عبدُ اللهِ بنُ سبخرة، فتلكَ الطرقُ الأخرى شواهدُ لحديثِ أبي معمّر كما هوَ معلوم. فما وردَ في السؤالِ مِن أنّه (ولا يروي ذلكَ عنه فيما صحّ إلّا أبو معمر) غيرُ تامٍّ؛ بدلالةِ صحّةِ بعضِ الطرقِ الأخرى أيضاً، كطريقِ الأسودِ بنِ يزيد عن عبدِ اللهِ بنِ مسعود مثلاً، فإنّه صحيحٌ كما نصَّ غيرُ واحدٍ منَ العلماء، وقد رواهُ إسرائيلُ بنُ يونسَ السبيعيّ ويزيدُ بنُ عطاء وأسباطُ بنُ نصر، ثلاثتُهم عن سمّاكَ بنِ حرب، عن إبراهيمَ بنِ يزيد النخعيّ، عن الأسودِ بنِ يزيد النخعيّ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعود. قالَ الحاكمُ النيسابوريّ في [المُستدرك ج2 ص471]: « هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يُخرجاه بهذهِ السياقةِ وبهذا اللفظ »، ووافقَه الحافظُ الذهبيُّ في تلخيصِه على المُستدرك، وقالَ المُحقّقُ شعيبٌ الأرنؤوط في تحقيقِه على [مُسندِ أحمد ج7 ص39]: « حديثٌ صحيح... رجالهُ ثقاتٌ رجالُ الشيخينِ غيرُ سماك ـ وهو ابنُ حرب ـ فمِن رجالِ مُسلم، وهو صدوقٌ في روايتِه عن غيرِ عكرمةَ، إسرائيلُ هوَ ابنُ يونسَ بنِ أبي إسحاقَ السبيعيّ، وإبراهيمُ هوَ ابنُ يزيدَ النخعيّ، والأسودُ هوَ ابنُ يزيدَ النخعي ». النقطةُ الرّابعة: طريقُ أبي معمّر عن عبدِ اللهِ بنِ مسعود: تقدّمَ في النُقطةِ السابقةِ أنَّ حديثَ ابنِ مسعود مرويٌّ مِن خمسةِ طُرق، ويقعُ الكلامُ فِعلاً حولَ طريقِ أبي مُعمّر عبدِ اللهِ بن سَخبَرة الأزديّ الأسديّ. وقد رواهُ عنه: مجاهدُ وإبراهيمُ النخعيّ. فيقعُ الكلامُ حولَ اتّصالِ روايةِ أبي معمّرٍ عن ابنِ مسعود، فنقول: لا شكَّ أنّ أبا معمّرٍ التقى عبدَ اللهِ بنَ مسعود؛ إذ جاءَ تصريحُه برؤيتِه والسماعِ عنه، ونصَّ تلميذُه مجاهدُ أنّه كانَ يُعدّ مِن أصحابِ ابنِ مسعود، وردَ في [مُسندِ أحمد ج1 ص414]: « حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سيفٌ قالَ: سمعتُ مُجاهداً يقولُ: حدّثني عبدُ اللهِ بنُ سخبرة أبو معمر، قالَ: سمعتُ ابنَ مسعود يقول.. »، وذكرَ البُخاريّ في [التاريخِ الكبير ج5 ص98] في ترجمتِه: « قالَ أبو نعيم: حدّثنا سيفٌ قالَ: سمعتُ مُجاهداً يقولُ: حدّثني عبدُ اللهِ بنُ سخبرة أبو معمر قالَ: سمعتُ ابنَ مسعودٍ (رضيَ اللهُ عنه) يقول:.. ». ونقلَ أحمدُ بنُ حنبل في [العللِ ج3 ص469]: « عن مُجاهدَ قالَ: كانَ أبو معمّر عبدُ اللهِ بنُ سخبرة الأزديّ يُعدُّ عاشرَ عشرةٍ مِن أصحابِ عبدِ اللهِ »، وقالَ العجليّ في [الثقاتِ ج2 ص31]: « عبدُ اللهِ بنُ سخبرة أبو معمر: مِن أصحابِ عبدِ الله، ثقةٌ، وكانَ مُجاهدٌ يقول: هو عاشرُ عشرةٍ مِن أصحابِ عبدِ الله »، وقالَ الخطيبُ البغداديّ في [تاريخِ بغداد ج14 ص241]: « وأبو معمر صاحبُ عبدِ اللهِ بنِ مسعود »، ونقلَ الحافظُ الذهبيّ في [سيرِ أعلامِ النبلاء ج1 ص467]: « وفيهِ لمُجاهد عن عبدِ اللهِ بنِ سخبرة، قالَ: رأيتُ ابنَ مسعود آدم، لطيفَ الجسمِ، ضعيفَ اللحم ». وقد جاءَت رواياتُه عن ابنِ مسعود في الصّحاحِ والسُننِ والمسانيدِ وغيرِها، وما شكّكَ أحدٌ منَ النقّادِ في اتّصالِها، خصوصاً عندَ البُخاريّ المعروفِ تشدّدُه باشتراطِه ثبوتَ اللقاءِ بينَ الرواة. وروايةُ أبي معمر عن ابنِ مسعودٍ لحديثِ شقِّ القمرِ ثابتةٌ أيضاً، فقد جاءَت سائرُ المدوّناتِ الحديثيّةِ بهذهِ السياقةِ « عن أبي مُعمر عن عبدِ اللهِ بنِ مسعود » دونَ واسطةٍ، سيّما في الصحاحِ، وهوَ غيرُ موصوفٍ بالتدليسِ في كلماتِ النقّادِ ولا عُرفَ ذلكَ عنه حتّى يكونَ إسقاطهُ لراوٍ مجهولٍ منَ السندِ إخفاءً لعلّته. وحينئذٍ، يظهرُ أنّ الثابتَ مِن حديثِ عبدِ الله بنِ مسعود هو روايةُ أبي معمر عنهُ مُباشرةً بلا توسّطِ أحدٍ، وهذا الطريقُ محفوظٌ عندَ المُحدّثينَ والحفّاظِ والنقّاد، لا يتعتعونَ فيه أبداً. نعم، وردَ في تحقيقِ علي شيري لكتابِ [البدايةِ والنهاية ج3 ص149] لابنِ كثير، عند ذكرِ حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعود: « مِن حديثِ الأعمش، عن إبراهيمَ، عن أبي معمر، عن عبدِ اللهِ بنِ سمرة، عن ابنِ مسعود »، هكذا وردَ في هذا التحقيقِ للكتاب. ويبدو أنّ ما وردَ في السؤالِ: (أبو معمر الذي منَ الراجحِ أنّه لم يسمَعه مِن ابنِ مسعود، بل ربّما أخذَه عن غيرِه مثلَ عبدِ اللهِ بنِ سمرة، وعبدَ اللهِ بنِ سمرة لا أعرفُه، وليسَ مِن أهلِ الرواية) مبنيٌّ على ذلك. ولكنَّ هذا الكلامَ ليسَ بشيءٍ، وما وردَ في مطبوعةِ عليّ شيري غلطٌ جزماً، بيانُ ذلك: 1ـ كلامُ ابنِ كثيرٍ المُتقدّم « مِن حديثِ الأعمش.. » يعني: أخرجَه البُخاريّ ومسلمٌ مِن حديثِ الأعمشِ عن إبراهيم.. إلخ؛ لأنّهُ ذكرَ قبلَها روايتَهما من حديثِ سفيانَ بنِ عيينة، فابنُ كثيرٍ في المقامِ حاكٍ لإخراجِ البُخاري ومُسلم لحديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعود مِن طريقِ سُفيانَ بنِ عيينة ومِن طريقِ الأعمش، وعندَ مُراجعةِ صحيحي البُخاري ومُسلم نجدُ أنّهما يرويانِ بطُرقِهما « عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن أبي معمر، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعود » مِن دونِ وجودِ (عبدِ اللهِ بنِ سمرة) في السند. 2ـ جاءَ في تحقيقِ عبدِ الله بنِ عبدِ المُحسنِ التركيّ لكتابِ [البدايةِ والنهاية ج8 ص562] هكذا: « وأخرجاهُ مِن حديثِ الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن أبي معمرٍ عبدِ الله بن سَخبَرة، عن ابنِ مسعود »، ومثلهُ في تحقيقِ مُحي الدينِ ديب مستو لكتابِ [البدايةِ والنهاية ج6 ص117] الذي راجعَه الشيخُ عبدُ القادرِ الأرنؤوط والدكتور بشار عوّاد معروف.وبهذا يتبيّن: أنّ ما جاء في تلك الطبعة (عن أبي معمر، عن عبد الله بن سمرة) اشتباه وغلط جزماً. كما يتبيّنُ أنّ ما وردَ منَ الاستنتاجِ في السؤال: (وعليهِ، فكلُّ صغارِ الصحابةِ الذينَ رووا انشقاقَ القمرِ إنّما أخبرَهم به واحدٌ ليسَ له فقهٌ في علمِ الروايةِ والرجال) غيرُ صحيحٍ أبداً؛ لبُطلانِ مقدّماتِه التي أوضحنا زيفها. الخلاصةُ: 1ـ حادثةُ شقِّ القمرِ مُتّفقٌ عليها بينَ المُسلمينَ سنّةً وشيعة، عدا بعضِ الشذاذِ ممَّن لا يُعبأ بهم. 2ـ الحادثةُ مرويّةٌ عن جُملةٍ منَ الصحابة، وهُم: الإمامُ علي (عليهِ السلام) وابنُ مسعود وابنُ عبّاس وابنُ عُمر وحذيفةُ وأنسٌ وجبير. وقد نصَّ كثيرٌ منَ العُلماءِ على تواترِها. 3ـ لا تنحصرُ مُشاهدةُ شقِّ القمر ـ فيما وصلَتنا منَ الرواياتِ ـ في ابنِ مسعود، بل ظاهرُ روايةِ أميرِ المؤمنينَ وجبيرٍ بنِ مطعم أنّهما شاهدا ذلك. 4ـ حديثُ عبدِ اللهِ بنِ مسعود لا ينحصرُ في أبي معمر، بل رُويَ عنه بخمسة طُرق. 5ـ روايةُ أبي مُعمّرٍ مُتّصلةُ الإسنادِ وقد تلقّاها مِن ابنِ مسعود، ولا توجدُ واسطةٌ بينَهما، وما يوجدُ في بعضِ طبعاتِ الكتبِ مِن توسّطِ (عبدِ اللهِ بنِ سمرة) فهوَ تحريفٌ عن اسمِ أبي معمر (عبدِ اللهِ بنِ سبخرة). والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.