هل الطاقةُ أبديّةٌ بطبيعتِها دونَ تدخّلِ اللهِ سُبحانَه وتعالى؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : كلُّ ما له بدايةٌ لابدَّ أن يكونَ لهُ نهايةٌ، وكلُّ ما هوَ قديمٌ وأزليٌّ لابدَّ أن يكونَ سرمديّاً، واللهُ سبحانَه وتعالى وحدَه هوَ القديمُ والأزليُّ وهوَ وحدَه الباقي والسّرمدي، وبالتالي كلُّ ما هوَ حادثٌ يستمدُّ وجودَه وبقاءهُ منَ اللهِ تعالى، ففي الحديثِ عن الإمامِ الرّضا (عليهِ السلام): (القِدمُ صفةٌ دلَّت العاقلَ على أنّه لا شيءَ قبلَه، ولا شيءَ معَه في ديمومتِه، فقد بانَ لنا بإقرارِ العامّةِ معَ مُعجزةِ الصّفةِ أنّه لا شيءَ قبلَ اللهِ ولا شيءَ معَ اللهِ في بقائِه، وبطُلَ قولُ مَن زعمَ أنّهُ كانَ قبله أو كانَ معَه شيءٌ، وذلكَ أنّه لو كانَ معهُ شيءٌ في بقائِه لم يجُز أن يكونَ خالقاً له).ويقولُ الإمامُ الباقر (عليهِ السلام): (إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى كانَ ولا شيءَ غيرُه، نوراً لا ظلامَ فيه، وصادقاً لا كذبَ فيه، وعالماً لا جهلَ فيه، وحيّاً لا موتَ فيه، وكذلكَ هو اليوم، وكذلكَ لا يزالُ أبداً).وفي الدعاءِ الذي علّمَه رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) لأميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام): (لا إلهَ إلّا أنت، كنتَ إذ لم تكُن سماءٌ مبنيّة، ولا أرضٌ مدحيّة، ولا شمسٌ مُضيئة، ولا ليلٌ مُظلِم، ولا نهارٌ مُضيء، ولا بحرٌ لُجّي، ولا جبلُ رأسٍ، ولا نجمٌ سار... كنتَ قبلَ كلِّ شيءٍ، وكوّنتَ كلَّ شيءٍ، وقدرتَ على كلِّ شيءٍ، وابتدعتَ كلَّ شيء) ومنَ المعلومِ بالضرورةِ أنَّ الطاقةَ مُرتبطةٌ بعالمِ الكونِ والخلقِ وهيَ بذلكَ حادثةٌ بحدوثِه، ولا تملكُ مِن نفسِها الوجودَ ولا تملكُ لنفسِها البقاءَ، وإنّما مُعلّقةٌ في وجودِها وبقائِها على إرادةِ اللهِ تعالى، وهيَ بذلكَ فانيةٌ بفناءِ الكونِ ولا يبقى حينَها غيرُ اللهِ سبحانَه وتعالى، يقولُ الإمامُ عليٌّ (عليهِ السلام) في خُطبتِه رقم 184: (وإنَّ اللهَ سبحانَه، يعودُ بعدَ فناءِ الدنيا وحدَه لا شيءَ معه، كما كانَ قبلَ ابتدائِها، كذلكَ يكونُ بعدَ فنائِها بلا وقتٍ ولا مكانٍ ولا حينٍ ولا زمان عُدمَت عندَ ذلكَ الآجالُ والأوقات، وزالَت السنونُ والساعات. فلا شيءَ إلّا اللهُ الواحدُ القهّار. الذي إليهِ مصيرُ جميعِ الأمور. بلا قُدرةٍ مِنها كانَ ابتداءُ خلقِها، وبغيرِ امتناعٍ منها كانَ فناؤها. ولو قدرَت على الامتناعِ لدامَ بقاؤها..).
اترك تعليق