ما هي اقرب علامة لظهور الامام (عجّلَ اللهُ فرجه)؟ الخسف في البيداء ؟
السلام عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، الظاهرُ أنّ أقربَ العلاماتِ للظهورِ المُقدّسِ هيَ الخسفُ بالبيداء.. روى الشيخُ النُعمانيّ في [الغيبةِ ص288] بالإسنادِ عن جابرٍ بنِ يزيد الجُعفي ، قالَ: قالَ أبو جعفرٍ محمّدٌ بنُ عليٍّ الباقرِ (عليهِ السلام): ... فينزلُ أميرُ جيشِ السفيانيّ البيداءَ، فيُنادي مُنادٍ منَ السماء: يا بيداءُ، بيدي القومَ، فيخسفُ بهم، فلا يفلتُ منهُم إلّا ثلاثةُ نفر، يحوّلُ اللهُ وجوهَهم إلى أقفيتِهم، وهُم مِن كلب، وفيهم نزلَت هذهِ الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبلِ أَن نَّطمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدبَارِهَا} الآيةُ. قالَ: والقائمُ يومئذٍ بمكّةَ قد أسندَ ظهرَه إلى البيتِ الحرام مُستجيراً به، فيُنادي: يا أيّها الناسُ، إنّا نستنصرُ اللهَ فمَن أجابنا منَ الناسِ فإنّا أهلُ بيتِ نبيّكم محمّدٍ (صلّى اللهُ عليهِ وآله).. قالَ: فيجمعُ اللهُ عليه أصحابَه ثلاثمائة وثلاثةَ عشرَ رجلاً، ويجمعُهم اللهُ له على غيرِ ميعادٍ قزعاً كقزعِ الخريف.. ». روى ابنُ حمّادَ المروزيّ في [الفتنِ ص215] عن الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) قالَ: «إذا سمعَ العائذُ الذي بمكّةَ بالخسفِ خرجَ معَ إثني عشرَ ألفاً، فيهم الأبدالُ حتّى ينزلوا إيليا، فيقولُ الذي بعثَ الجيشَ حينَ يبلغُه الخبرُ بإيليا: لعمرُ الله لقد جعلَ اللهُ في هذا الرجلِ عبرةً، بعثتُ إليهِ ما بعثتُ فساخوا في الأرضِ، إنَّ هذا لعبرةٌ وبصيرة.. ». وهاتانِ الروايتانِ وغيرُها ظاهرةٌ في أنّ الفاصلةَ الزمنيّةَ بينَ الظهورِ المُقدّسِ وبينَ الخسفِ بالبيداء هيَ فترةٌ زمنيّةٌ قصيرةٌ جدّاً، وهيَ المدّةُ الزمنيّةُ التي يستغرقُها الناجي منَ البيداءِ للوصولِ إلى مكّةَ وإخبارِ الإمامِ (عليهِ السلام)، وحينئذٍ يقومُ الإمامُ (سلامُ اللهِ عليه). ويبدو أنّ البيداءَ تقعُ على بُعدِ ميلٍ مِن ذي الحليفة ـ ميقاتِ أهلِ المدينة ـ الذي يبعدُ عن مكّةَ قرابةَ 330 كم، فالفترةُ الزمنيّةُ هيَ فترةُ وصولِ هذا الناجي منَ الخسفِ إلى مكّة، فربّما يستغرقُ لحظاتٍ لو كانَ بطريقٍ إعجازيّ، أو 4ـ5 ساعات لو ذهبَ بسيّارة، أو أقلَّ لو ذهبَ بهليكوبتر ونحوِه، أو أكثرَ لو ذهبَ مشياً.
اترك تعليق