مامعنى (أنا أبن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين وطعن برمحين)؟
السلام عليكم مامعنى قول الإمام السجاد (عليه السلام) حين خطب في مجلس يزيد (لعنه الله) (أنا أبن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين وطعن برمحين) فما المراد بهذا التثني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : المكانُ والمقامُ الذي قيلَت فيهِ الخُطبةُ كانَ يستوجبُ التعريفَ بأهلِ البيتِ (عليهم السلام)، فبنو أميّة عمدوا على تجهيلِ أهلِ الشامِ وبخاصّةٍ فيما يتعلّقُ بمكانةِ ومنزلةِ الإمامِ عليّ (عليهِ السلام) في الإسلام، وقد كانَ وجودُ الإمامِ زينِ العابدين (عليهِ السلام) في مسجدِ الشامِ معَ أسرى كربلاءَ هيَ الفرصةُ الوحيدةُ التي أتيحَت لتعريفِ أهلِ الشام بمكانةِ أهلِ البيتِ عامّةً والإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام) خاصّةً، ولذلكَ أصرَّ الإمامُ زينُ العابدين على أن يسمحَ له بمُخاطبةِ المُجتمعينَ في المسجد، ومعَ أنَّ يزيدَ كانَ رافِضاً لذلكَ إلّا أنَّ إصرارَ الحضورِ على سماعِ ما يقولُ اضطرَّ يزيد على الموافقة، وعندَما صعدَ الإمامُ (عليهِ السلام) المنبرَ عملَ على تبديدِ كلِّ الدعايةِ المُضلّلةِ التي مارسَها الحزبُ الأمويُّ في حقِّ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)، وبذلكَ كشفَ أهلُ الشامِ حجمَ الجريمةِ التي ارتكبَها يزيدُ في حقِّ الإمامِ الحُسين (عليهِ السلام). وعليهِ فإنَّ السياقَ العامِّ لهذهِ الخُطبةِ يقودُنا لفهمِ الكلماتِ التي أشارَ إليها السائل، فالكلامُ عن الضربِ بسيفينِ والطعنِ برُمحين يكشفُ عن جهادِ الإمامِ عليّ (عليهِ السلام) ودورهِ في تثبيتِ دعائمِ الإسلام، حيثُ قالَ (عليهِ السلام): (أَنَا ابنُ عَلِيٍّ المُرتَضَى، أَنَا ابنُ مَن ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الخَلقِ حَتَّى قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَنَا ابنُ مَن ضَرَبَ بَينَ يَدَي رَسُولِ اللَّهِ بِسَيفَينِ، وَ طَعَنَ بِرُمحَينِ، وَ هَاجَرَ الهِجرَتَينِ، وَ بَايَعَ البَيعَتَينِ، وَ قَاتَلَ بِبَدرٍ وَ حُنَينٍ، وَ لَم يَكفُر بِاللَّهِ طَرفَةَ عَينٍ) ويبدو أنَّ الإمامَ لا يشيرُ إلى وجودِ سيفينِ أو رُمحين على الحقيقةِ وإنّما يشيرُ إلى نصيبِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام) في الجهادِ بينَ يدي رسولِ الله، حيثُ كانَ يزيدُ على الجميعِ بسهمين في كلِّ شيء، فإذا حاربَ الآخرونَ بسيفٍ فإنَّ الإمامَ (عليهِ السلام) حاربَ بسيفين، وإن طعنَ الآخرونَ برُمحٍ فإنَّ الإمامَ (عليهِ السلام) طعنَ برُمحين، ولو نالَ الآخرونَ فضيلة الهجرةِ والبيعةِ فإنَّ الإمامَ (عليهِ السلام) له في جميعِ ذلكَ فضلين، فالإمامُ (عليهِ السلام) لا يُقاسُ بغيرِه ولا يدنو أحدٌ مِن فضلِه، وقد قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله): (لو أنَّ السماواتِ السبعَ والأرضينَ السبعَ وضعنَ في كفّةِ ميزانٍ ووضعَ إيمانُ عليٍّ في كفّةِ ميزانٍ لرجحَ إيمانُ علي) واللهُ أعلم.
اترك تعليق