هل أبو لهبٍ ابنُ زِنا؟

أبو لهبٍ كانَ يبغضُ النبيَّ وأهلَه، فهل هوَ ابنُ زِنا؟

الجواب :

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته، 

أوّلاً: وردَت رواياتٌ مُستفيضةٌ في كتبِ الفريقينِ أنَّ مُبغِضَ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) ابنُ زنا، أخرجَه كبارُ المُحدّثينَ والحفّاظِ في كُتبِهم، كأسنى المطالبِ للجزريّ، وشرحِ نهجِ البلاغةِ للمُعتزليّ، والنهايةِ لابنِ الأثير، والولايةِ للحافظِ الطبريّ، والرياضِ النضرةِ للمُحبِّ الطبريّ، والصواعقِ المُحرقةِ لابنِ حجر، وتاريخِ بغداد للخطيبِ البغداديّ، وكفايةِ الطالبِ للكنجيّ الشافعيّ، وغيرِهم، وقد ذكَرنا جُملةً مِنها في جوابِ سؤالٍ سابقٍ على هذا الرابط: اضغط هنا

وحينئذٍ، يكونُ إشكالُ المُستشكلِ ـ كما هوَ واردٌ في نصِّ السؤالِ ـ ليسَ على الشيعةِ الإماميّةِ (أنارَ اللهُ بُرهانَهم)، وإنّما هوَ إشكالٌ على النبيّ الأكرم (صلّى اللهُ عليهِ وآله) وعلى الدينِ الإسلاميّ. 

وثانياً: لا شكَّ أنَّ أبا لهب ـ عمَّ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ـ كانَ مذمومَ السيرة، وقد قالَ عنهُ اللهُ تعالى في كتابِه الكريم: {سَيَصلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}، ولم يؤمِن بالدينِ الإسلامي، وماتَ كافِراً. ولكن، لم يثبُت بشكلٍ واضحٍ أنَّ أبا لهب كانَ يُبغِضُ شخصَ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أو شخصَ الأميرِ (عليهِ السلام)، وإنّما الثابتُ هوَ أنّه ما كانَ يقبلُ بالدعوةِ الإسلاميّة، ولا يرتضي الدينَ الذي جاءَ به النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، بل جاءَت بعضُ الرواياتِ تُبيّنُ أنّه فرحَ بمولدِ النبيّ الأعظمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، كما أنّه دافعَ عن النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) في بعضِ المواقفِ لمّا أرادَت قريشُ قتلَه، فمُشكلةُ أبي لهب معَ النبيّ كانَت في التديّنِ بدينِ الإسلام لا معَ شخصِ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله). 

وعلى هذا، يسقطُ كلُّ ما يُبنى على هذا السؤالِ مِن محاولاتِ النواصبِ منَ الوهّابيّةِ وأشباهِهم، للطعنِ بجدِّ النبيّ الأكرمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) والنيلِ مِنه.