ما هي فائدة دعاء الفرج وفي أي وقت يقرأ؟

: - اللجنة العلمية

الجوابُ:

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،

توجدُ عدّةُ أدعيةٍ مأثورةٍ تُسمّى بـ(دُعاءِ الفرج)، والظاهرُ أنَّ السّؤالَ ناظرٌ إلى دُعاءِ الفرج للإمامِ المهديّ (عجّلَ اللهُ فرجَه) وهوَ: « اللهمَّ كُن لوليّك.. ». وهذا الدّعاءُ الشريفُ يذكرُه العلماءُ ضمنَ أعمالِ ليلةِ القدرِ الثالثة، وأعمالِ شهرِ رمضان، والأدعيةِ للحُجّةِ ابنِ الحسن (عجّلَ اللهُ فرجَه).

وقد جاءَ في الحديثِ عن بعضِ المعصومين: أنَّ هذا الدعاءَ غيرُ مخصوصٍ بيومٍ مُعيّن أو حالةٍ مُعيّنة، بل يُقرأ في أيّ يومٍ مِن أيّامِ الشهرِ والسنة، وفي أيّ حالةٍ كانَت.. روى الشيخُ الكُلينيّ في [الكافي ج4 ص162]، والشيخُ الطوسيّ في [تهذيبِ الأحكام ج3 ص103]، والشيخُ المشهديّ في [المزارِ الكبير ص612]، وابنُ طاوس في [إقبالِ الأعمال ج1 ص191]، والكفعميُّ في [المصباح ص586] وغيرُهم عن الصادقينَ (عليهم السلام): « تُكرّرُ في ليلةِ ثلاثٍ وعشرين مِن شهرِ رمضان هذا الدعاءُ ساجداً وقائماً وقاعداً، وعلى كلِّ حال، وفي الشهرِ كلِّه، وكيفَ أمكنَك، ومتى حضرَكَ مِن دهرِك، تقولُ ـ بعدَ تحميدِ اللهِ تباركَ وتعالى والصّلاةِ على النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله ) ـ: اللهمَّ كُن لوليّكَ فلانٍ بنِ فُلان في هذهِ الساعة، وفي كلِّ ساعة، وليّاً وحافظاً وناصراً ودليلاً وقائداً وعوناً [وعيناً] حتّى تُسكنَهُ أرضكَ طوعاً، وتمتّعَهُ فيها طويلاً ».

أقولُ: قولهُ: « عن الصّادقين » كناية عن الأئمّةِ (عليهم السلام) كما يُعلَمُ ذلكَ مِن أسلوبِ الأصحابِ في مدوّناتِهم الحديثيّة. وقولهُ « فلانٌ بنُ فلان » كناية عن صاحبِ العصرِ والزمان (عجّلَ اللهُ فرجه) إذ وردَ النهيُ عن التصريحِ باسمِه المُبارك، وقد وردَ في المصباح: « محمّدُ بنُ الحسنِ المهدي » ونحوهُ في الإقبال، وقالَ الشيخُ عبّاسُ القُمّي في مفاتيحِ الجنان: « وتقولُ عوضَ فلانٍ بنِ فلان: الحجّة بن الحسن ».

على كلِّ حال، فقد ذكرَ الميرزا الأصفهانيّ في [مكيالِ المكارم ج2 ص37] الوجهَ في تخصيصِ ليلةِ القدرِ الثالثة وشهرِ رمضان، فقالَ: « دلَّ هذا الحديثُ الشريفُ على أنَّ الدّعاءَ لذاكَ الأمر المنيفِ في الليلةِ الثالثةِ والعشرين مِن شهرِ رمضان أهمُّ وآكدُ مِن سائرِ الأزمان، كما أنّه في شهرِ الصيام أهمُّ وآكدُ مِن سائرِ شهورِ العام، ووجهُه اجتماعُ جهاتِ الإجابةِ والإنابةِ والإثابةِ في الليلةِ المزبورةِ ونزولِ الملائكةِ والرّوح، وانفتاحِ ما لا يفتحُ في غيرِها مِن أبوابِ الفتوح، بل يظهرُ مِن صريحِ بعضِ الرواياتِ أنّها ليلةُ القدر، التي هيَ خيرٌ مِن ألفِ شهر ».