معنى الاستواء على العرش

مِن صفاتِ اللهِ التي أخبرَ عَنها القرآنُ الكريم في العديدِ مِن آياتِه البيّنات أنّه سبحانَه وتعالى قد استوى على العرش، فما حقيقةُ هذا الاستواءِ وما معناه؟

: الشيخ علي محمد عساكر

الجوابُ المُختصر:

اختلفَ المسلمونَ في حقيقةِ هذا الاستواء ومعناه، وكثرَ الجدلُ بينَهم في ذلك، فذهبَ أهلُ الحديث والأشاعرةُ إلى أنَّ للهِ تعالى عرشاً، وهوَ سبحانَه وتعالى فوقَ ذلكَ العرش مستقرٌّ عليه، بل ذهبوا إلى أنَّ مَن يقولُ بخلافِ ذلك فهوَ ضال!

ولا شكَّ في أنَّ الاعتقادَ بأنَّ استواءَ اللهِ على عرشِه هو بمعنى أنّه تعالى قد اعتلاهُ واستقرَّ عليه يلزمُ منه محذوراتٌ عقليّةٌ ودينيّةٌ كثيرة جدّاً، مِنها أن يكونَ اللهُ جسماً ومركّباً ومحدوداً ومُتناهياً ويشغلُ حيّزاً وأن يكونَ العرشُ حاملاً له...إلى غيرِ ذلك ممّا يجبُ تنزيهُ اللهِ عنه.

أمّا المعنى الصحيح لقولهِ تعالى في الآيةِ (5) مِن سورةِ طه: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} (وفي جميعِ الآياتِ التي وردَ فيها استواءُ اللهِ على العرش) والذي لا يلزمُ منه أيُّ محذور، ويتناسبُ مع تنزيهِ الله، كما أنَّ له دلالتهُ في اللغة، هو :

أنَّ {استَوَى} ليسَ بمعنى العلوِّ والاستقرار، وإنّما بمعنى الاحتواءِ والاستيلاء.

كما أنَّ (العَرش} ليسَ سريرَ المَلِك، وإنّما هو المُلك.

أي: أنَّ (استواءَ اللهِ على العرش) هوَ بمعنى استيلائِه على المُلك، تماماً كما دلّت على ذلكَ الرواياتُ الواردةُ عن أئمّةِ أهلِ البيت، والتي مِنها الحديثُ المرويّ عن حنانِ بنِ سدير أنّه قال: سألتُ أبا عبدِ الله عن العرشِ والكُرسي فقال: (إنَّ للعرشِ صفاتٍ كثيرةً مُختلفة، له في كلِّ سببٍ وُضعَ في القرآنِ صفةٌ على حدة، فقولهُ: {رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ} النمل (26)، يقولُ: ربُّ المُلكِ العظيم، وقولهُ: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} يقولُ: على المُلكِ احتوى...) ( التوحيدُ للشيخِ الصّدوق، ص322.)

إلى غيرِ ذلكَ منَ الأحاديثِ الواردةِ عنهم عليهم السلام ممّا لا نرى داعياً إلى نقلها، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للِه ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ على محمّدٍ وآله الطيّبينَ الطاهرين.

تفصيلُ الجواب:

اختلفَ المسلمونَ في حقيقةِ هذا الاستواءِ ومعناه، وكثرَ الجدلُ بينَهم في ذلكَ في بحوثِهم الكلاميّةِ وكتبِهم العقائديّة، ولا يمكنُنا عرضُ ذلكَ بالتفصيل لأنّه يستدعي الإطالة، ولكنّنا نشيرُ إليه على نحوِ الإجمال، ومعَ ذلكَ قد نطيلُ قليلاً.

ذهابُ أهلِ الحديثِ والأشاعرة إلى أنّه تعالى فوقَ العرش:

ذهبَ أهلُ الحديثِ في تفسيرِهم لهذهِ الآياتِ الكريمة إلى أنَّ للهِ تعالى عرشاً في السّماواتِ أو في السّماءِ السابعةِ لهُ قوائم، وهوَ سبحانهُ وتعالى فوقَ ذلكَ العرشِ مُستقرٌّ عليه، بل ذهبوا إلى أنَّ مَن يقولُ بخلافِ ذلك فهوَ ضال!

يقولُ ابنُ تيمية: (أهلُ السنّةِ والحديثِ وسلفُ الأمّة متّفقونَ على أنّه فوقَ سماواتِه على عرشه، بائنٌ مِن خلقِه، ليسَ في ذاتِه شيءٌ مِن مخلوقاتِه، ولا في مخلوقاتِه شيءٌ مِن ذاته، وعلى ذلكَ نصوصُ الكتابِ والسنّة، وإجماعُ سلفِ الأمّةِ وأئمّةِ السنّة، بل على ذلكَ جميعُ المؤمنينَ منَ الأوّلينَ والآخرين.

وأهلُ السنّةِ وسلفُ الأمّةِ متّفقونَ على أنَّ مَن تأوّلَ {استَوَى} بمعنى استولى، أو بمعنىً آخر ينفي أن يكونَ اللهُ فوقَ سماواتِه فهوَ جهميٌّ ضال)[1].

وقالَ إمامُ الأشاعرةِ الشيخُ أبو الحسنِ الأشعري: (فإن قالَ قائلٌ ما تقولونَ في الاستواءِ قيلَ له: نقولُ إنَّ اللهَ عزَّ وجل مستوٍ على عرشِه)[2]

أدلّتُهم على ذلك:

لقد حاولَ أهلُ الحديثِ والأشاعرة أن يستدلّوا على أنَّ اللهَ مستوٍ على عرشِه مستقرٌّ عليه بعدّةِ أدلّة، منها:

1ـ الآياتُ القرآنيّة التي تصرّحُ باستوائِه على العرش كقولِه تعالى: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ}[3].

2ـ بعضُ الآياتِ الأخر التي فهموا مِنها أنَّ اللهَ في السماءِ ومستوٍ على العرش، مثلَ قولِه تعالى: {إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُهُ}[4]، وقولِه: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ}[5] وقولِه في شأنِ المسيح عيسى عليهِ السلام: {بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ}[6]، وما شابهَها مِن آيات.

3ـ بعضُ الأحاديثِ الدالّةِ على أنَّ اللهَ فوقَ العرش وينزلُ إلى السماء، مثل الحديثِ المرويّ عن أبي هريرةَ عن رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآله: (إذا بقيَ ثلثُ الليلِ ينزلُ اللهُ تباركَ وتعالى فيقول: مَن ذا الذي يدعوني فأستجيبُ له، مَن ذا الذي يستكشفُ الضرَّ فأكشفُه عنه، مَن ذا الذي يسترزقُني فأرزقه، حتّى ينفجرَ الفجر)[7].

4ـ إنَّ الاستواءَ إذا عُدّيَ بعلى كما في قولِه تعالى: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} أفادَ العلوَّ والارتفاع.

5ـ إنَّ تأويلَ الاستواءِ بالاستيلاء قد ردَّه أئمّةُ اللغةِ العربيّة قديماً وحديثاً، ونقلوا في ذلكَ ما رواه الحافظُ ابنُ حجر في ج13ص417 مِن (فتحِ الباري) مِن طريقِ أبي إسماعيلَ الهروي عن محمّدِ بنِ أحمد بنِ النضرِ الأزدي أنّه قال: سمعتُ ابنَ الأعرابي يقول: أرادَني أحمدُ بنُ أبي دواد أن أجدَ له في لغةِ العربِ {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} بمعنى استولى، فقلتُ: واللهِ ما أصبتَ هذا.

6ـ وعلّقوا عليهِ بقولهم: (وهذا يدلُّ على أنّ الجهميّةَ حاولوا أن ينتزعوا اعترافَ بعضِ أئمّةِ اللغةِ بأنَّ "استوى" يأتي بمعنى الاستيلاءِ، دونَ أن تلقى تلكَ الجهودُ دليلاً لدى أئمّةِ اللغة)[8].

النتيجةُ المُترتّبةُ على هذا الاعتقاد:

هذا الاعتقادُ بأنَّ معنى الاستواءِ على العرش هوَ أنَّ اللهَ عزَّ وجل قد اعتلى هذا العرشَ واستوى عليه، أوصلَ أصحابَهُ إلى نتيجةٍ أخرى، وهيَ أنّهم -مِن حيثُ يشعرونَ أو لا يشعرون- جعلوا للهِ وجوداً مادّيّاً، وحصروا وجودَه فوقَ العرشِ وأخلوا منهُ جميعَ الأماكن، حتّى أصبحَ ذلكَ مِن عقائدِهم في اللهِ كما يُصرّحون.

يقولُ الباقلاني: (فإن قالوا: فهل تقولونَ إنّه في كلِّ مكان؟

قيلَ: معاذَ الله! بل هوَ مستوٍ على العرش، كما خبّرَ في كتابِه فقال: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} ...ولو كانَ في كلِّ مكانٍ لكانَ في جوفِ الإنسانِ وفمِه وفي الحشوشِ والمواضعِ التي يُرغَبُ عن ذكرها، تعالى عن ذلك...)[9].

ومثلهُ قولُ أبي الحسنِ الأشعري[10]

مناقشةُ هذا المُعتقد:

إنّ الاعتقادَ بأنَّ اللهَ تعالى قد اعتلى العرشَ واستقرَّ عليه يواجهُ إشكالاتٍ كثيرةً وكبيرة، وجميعُ ما ذُكرَ في الاستدلالِ به في محاولةِ إثباتِ ذلكَ ضعيفٌ ولا تنهضُ به حُجّة.

فأمّا الاستدلالُ بآياتِ الاستواءِ على العرش، فقد قالَ الفخرُ الرّازي -الذي هوَ أحدُ كبارِ أعلامِ الأشاعرة- عندَ تفسيرِ قولِه تعالى: {ثُمَّ استَوَىٰ عَلَى العَرشِ} منَ الآيةِ الكريمة: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَىٰ عَلَى العَرشِ يُغشِي اللَّيلَ النَّهَارَ يَطلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ}[11]، (فاعلَم أنّه لا يمكنُ أن يكونَ المرادُ منه كونُه مستقرّاً على العرش، ويدلُّ على فسادِه وجوهٌ عقليّةٌ ووجوهٌ نقليّة) ثمَّ ملأ صفحاتٍ كثيرةً في ذكرِ تلكَ الوجوهِ الدالّةِ على عدمِ صحّةِ هذا القول[12].

أمّا الاستدلالُ بالآياتِ الأخر التي تصوّروا أنّها تؤيّدُ ما ذهبوا إليهِ مِن رأيٍ في آياتِ الاستيلاءِ على العرش مثلَ قولِه تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ}[13]، وغيرُها مِن آيات، فلا ينفعُ في المقامِ شيئاً، إذ كلّها مُفسّرةٌ بما يُنافي التجسيمَ والمكان، ويناسبُ التنزيهَ عن كلِّ ما لا يليقُ به سبحانَه وتعالى، وإلّا فإذا كانَت هذهِ الآياتُ تدلُّ على أنّه تعالى في السّماء، فماذا نقولُ في مثلِ قولِه تعالى: {لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[14]، وقولِه عزَّ وجل: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرضِ إِلَٰهٌ}[15]؟! فهل نقول: إنّه تعالى موجودٌ -وجوداً مادّيّاً- في السماءِ وفي الأرض، كما هوَ الحالُ في قولِ القائلينَ بوجودِه فوقَ العرش؟!

بل يكفي في نقضِ هذا الاستدلال بهذهِ الآيات قولُ ابنِ تيمية: (وهذهِ الآياتُ التي استشهدَ بها الأشعريّ هيَ التي استشهدَ بها الإمامُ أحمد نقلاً عن عبدِ الله بنِ المبارك، وكذلكَ هيَ التي احتجَّ بها عثمانُ الداراميّ وغيرُه على ذلك، ولكنَّ الرّازي وموافقوهُ على النفيّ منَ المُعتزلة ومتأخّري الأشعريّةِ يسلّمونَ أنَّ الاستدلالَ بهذه الآياتِ على أنَّ اللهَ فوقَ العرشِ يستلزمُ القولَ بدلالتِها على أنَّ اللهَ مُتحيّزٌ في جهةٍ، وأنَّ له حدّاً)[16].

وما يردُ على الاستدلالِ بهذهِ الآياتِ بأنَّ اللهَ فوقَ العرش يردُ أيضاً على تلكَ الأحاديثِ المرويّةِ عن أبي هُريرةَ وغيرِه مِن (أنَّ اللهَ ينزلُ فيقول: مَن ذا الذي يدعوني فأستجيبُ له...)

وعن يعقوبَ بنِ جعفرٍ الجعفريّ، عن أبي إبراهيمَ موسى بنِ جعفرٍ عليهِ السلام، قال: ذُكرَ عندَه قومٌ زعموا أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى ينزلُ إلى السّماءِ الدّنيا، فقالَ عليهِ السلام: (إنّ اللهَ لا ينزلُ ولا يحتاجُ أن ينزل، إنّما منظرُه في القُربِ والبُعدِ سواء، لم يبعُد منهُ بعيد، ولم يقرُب منهُ قريب، ولم يحتَج إلى شيءٍ، بل يحتاجُ إليه كلُّ شيء، وهوَ ذو الطولِ العزيزِ الحكيم.

أمّا قولُ الواصفين: إنّه ينزلُ تباركَ وتعالى عن ذلكَ علوّاً كبيراً، فإنّما يقولُ ذلكَ مَن ينسبُه إلى نقصٍ أو زيادة، وكلُّ مُتحرّكٍ يحتاجُ إلى مَن يحرّكُه أو يتحرّكُ به، فمَن ظنَّ باللهِ الظنون فقَد هلك، فاحذروا في صفاتِه مِن أن تقفوا له على حدٍّ تحدّونَه بنقصٍ أو زيادة، أو تحريكٍ أو تحرّك، زوالٍ أو استنزال، أو نهوضٍ أو قعود، فإنَّ اللهَ جلَّ وعز عن صفةِ الواصفين، ونعتِ الناعتين، ووهمِ المتوهّمين)[17].

أمّا الادّعاءُ بأنَّ الاستواءَ في اللغةِ العربيّةِ إذا عُدي (بعلى) أفادَ العلوَّ والارتفاع، وأنَّ أئمّةَ اللغةِ نفوا أن يأتي بمعنى (الاستيلاء) فغيرُ صحيح، والحقُّ أنّه كما يأتي بمعنى العلوِّ، أيضاً يأتي بمعنى القهرِ والاستيلاء.

يقولُ مُحمّدُ بنُ أبي بكر بنِ عبدِ القادرِ البغدادي[18]: (استوى أي استولى وظهر)

وقالَ اللغويّ الفيومي[19]: (واستوى على سريرِ المُلك، كناية عن التملّكِ وإن لم يجلِس عليه)

وقالَ الرّاغب[20]: (متى عُديَ بعلى اقتضى معنى الاستيلاء، كقولِه تعالى: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ}

ونقلَ القُرطبيّ عن الجوهريّ قوله: (استوى مِن اعوجاجٍ، واستوى على ظهرِ دابّتِه أي استقرَّ، واستوى إلى السماءِ أي قصد، واستوى أي استولى وظهر)[21].

كما جاءَ الاستواءُ بمعنى الاستيلاءِ في الشعرِ العربي، ومِن ذلكَ قولُ الأخطل في مدحِ بشرٍ أخِ عبدِ الملك بنِ مروان لمّا وليَ إمرةَ العراق:

قد استوى بشرٌ على العراق *** مِن غيرِ سيفٍ ودمٍ مهـراق

وقولُ الآخر:

ولمّا علونا واستوينا عليهم *** تركناهُم مرعىً لنسرٍ كاسر

وكلُّ هذهِ الشواهدِ والأدلّةِ ممّا تؤكّدُ عدمَ صحّةِ ذلكَ الادّعاءِ بأنَّ الاستواءَ لا يأتي في اللغةِ العربيّةِ بمعنى الاستيلاء، وأنَّ تأويلَ الاستواءِ بالاستيلاء قد ردَّهُ أئمّةُ اللغةِ قديماً وحديثاً.

أمّا الادّعاءُ بأنَّ اللهَ فوقَ العرش، وأنّه (لو كانَ في كلِّ مكان لكانَ في جوفِ الإنسانِ وفمه، وفي الحشوشِ والمواضعِ التي يُرغَبُ عن ذكرِها، تعالى عن ذلك...) فلازمُه أن يكونَ اللهُ جسماً ومحدوداً وفي مكانٍ مادّي، وكلُّ ذلكَ يُنافي التنزيه.

وفي أسئلةِ ابنِ أبي العوجاء للإمامِ أبي عبدِ الله عليهِ السلام: فهوَ في كلِّ مكان؟! أليسَ إذا كانَ في السماءِ كيفَ يكونُ في الأرض؟! وإذا كانَ في الأرضِ كيفَ يكونُ في السماء؟!

فقالَ أبو عبدِ الله عليهِ السلام: (إنّما وصفتَ المخلوقَ الذي إذا انتقلَ مِن مكانٍ اشتغلَ به مكان، وخلى منهُ مكان، فلا يدري في المكانِ الذي صارَ إليه ما حدثَ في المكان الذي كانَ فيه، فأمّا اللهُ العظيمُ الشأن، الملكُ الديّان، فلا يخلو منهُ مكان، ولا يشتغلُ به مكان، ولا يكونُ إلى مكانٍ أقربَ منهُ إلى مكان...)[22].

وبصورةٍ عامّة فإنَّ القولَ بأنَّ استواءَ اللهِ على عرشِه هوَ بمعنى أنّه تعالى قد اعتلاهُ واستقرَّ عليه يلزمُ منه محذوراتٌ عقليّةٌ ودينيّةٌ كثيرةٌ جدّاً، مِنها أن يكونَ اللهُ جسماً ومركّباً ومحدوداً ومتناهياً ويشغلُ حيّزاً وأن يكونَ العرشُ حاملاً له...إلى غيرِ ذلكَ ممّا يجبُ تنزيهُ اللهِ عنه.

تفسيرُ البعضِ للعلوّ بما يناسبُ التنزيه:

نعُم، بعضُ الذينَ فسّروا الاستواءَ بالعلوِّ ذكرَ وجوهاً لا يلزمُ مِنها تلكَ المحذورات، كما هوَ الحالُ في القرطبيّ الذي نقلَ ما حكاهُ أبو عُمر بنُ عبدِ البر عَن أبي عُبيدةَ في قولِه تعالى: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} قالَ: علا.

وقالَ الشاعر:

فـأوردَتهـم مـاءً بـفـيـفـاء قـفـرة *** وقد حلّقَ النجمُ اليمانيّ فاستوى

أي علا وارتفع.

ثمَّ قالَ القُرطبي مُبيّناً ما يذهبُ إليه هوَ في معنى هذا العلوّ والارتفاع: (فعلوّ اللهِ تعالى وارتفاعُه عبارةٌ عن علوِّ مجدِه وصفاتِه وملكوتِه، أي ليسَ فوقَه فيما يجبُ له مِن معاني الجلالِ أحد، ولا معَه مَن يكونُ العلوّ مُشتركاً بينَه وبينه، لكنّه العليُّ بالإطلاقِ سُبحانَه وتعالى)[23].

القولُ الأصحُّ في آياتِ الاستواءِ على العرش:

القولُ الأصحُّ في معنى استواءِ اللهِ على العرش، والذي لا يلزمُ منه أيُّ محذورٍ منَ المحذوراتِ السابقة، ويتناسبُ معَ تنزيهِ اللهِ تعالى مِن كلِّ نقص، كما أنَّ له دلالتَه في اللغةِ العربيّة، هوَ أنَّ استواءَ اللهِ على العرش بمعنى استيلائِه واحتوائِه على المُلك.

وبهذا المعنى يكونُ المرادُ مِن كلمةِ (العرش) في جميعِ الآيات التي وردَ فيها استواءُ اللهِ عليه ليسَ سريرَ المُلك، كما وردَ ذلكَ في بعضِ الآيات مثلَ قولِه تعالى: {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرشَهَا}[24]، وقولِه عزَّ وجل: {وَرَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ}[25]، وإنّما المرادُ بالعرشِ هوَ (المُلك)

وكما يقولُ العلّامةُ الطباطبائي: (الاستواءُ على العرشِ كنايةٌ عن الاحتواءِ على المُلك، والأخذِ بزمامِ تدبيرِ الأمور، وهوَ فيهِ تعالى -على ما يناسبُ ساحةَ كبريائِه وقُدسِه- ظهورُ سلطنتِه على الكون، واستقرارُ مُلكِه على الأشياء بتدبيرِ أمورِها وإصلاحِ شؤونِها.

فاستواؤه على العرشِ يستلزمُ إحاطةَ مُلكِه بكلِّ شيء، وانبساطَ تدبيرِه على الأشياء: سماويّها وأرضيها، جليلها ودقيقها، خطيرها ويسيرها، فهوَ تعالى ربُّ كلِّ شيء، المتوحّدُ بالربوبيّة، إذ لا نعني بالربِّ إلّا المالكَ للشيء، المُدبّرَ لأمرِه، ولذلكَ عقّبَ حديثَ الاستواءِ على العرشِ بحديثِ مُلكِه لكلِّ شيء وعلمِه بكلِّ شيء، وذلكَ في معنى التعليل والاحتجاجِ على الاستواءِ المذكور)[26].

مؤيّداتُ هذا التفسير:

هناكَ مؤيّداتٌ كثيرةٌ لهذا التفسير، لا بأسَ أن نذكرَ جُملةً منها:

أوّلاً: إنَّ آياتِ الاستواءِ على العرشِ منَ المُتشابهات، وتفسيرُها استناداً فقَط إلى اللغةِ العربيّةِ أو ما شابهَ ذلكَ قد يوقعُنا في المَحذور، ويجعلُنا ننسبُ إلى اللهِ ما لا يليقُ بجلالِه، ولذا لابدَّ مِن إرجاعِها إلى المُحكمات، كقولِه تعالى: {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ}[27]، وغيرها منَ الآياتِ التي تساعدُنا على فهمِ المعنى الصحيحِ لكلِّ آيةٍ متشابهةٍ تتحدّثُ عن اللهِ تعالى ويلزمُ مِن ظاهرِها أو مِن بعضِ المعاني اللغويّةِ لبعضِ مُفرداتِها التجسيمُ أو غيرُه ممّا لا يجوزُ على الذاتِ الإلهيّةِ المُقدّسة.

ثانياً: إنَّ الاستواءَ على الشيءِ كما يأتي في اللغةِ بمعنى العلوِّ والارتفاع، أيضاً يأتي بمعنى الاستيلاءِ والاحتواءِ كما رأينا، والعرشُ كما يأتي بمعنى (سريرِ المُلك) أيضاً يأتي بمعنى المُلكِ والسّلطان، نقول: ثُلَّ عرشُ فلان، إذا ذهبَ مُلكُه وسلطانُه، ومِن قولِ زهير:

تدارَكتُما عبساً وقد ثُلّ عرشُها *** وذبيانُ إذ ذلّت بأقدامِها النعـل

وقد أكّدَ الشيخُ الطبرسيّ أنَّ المُتعارفَ مِن كلامِ العرب قولُهم: (استوى الملكُ على عرشِه. إذا انتظمَت أمورُ مملكتِه، وإذا اختلَّ أمرُ مُلكِه قالوا: ثلَّ عرشُه، ولعلَّ ذلكَ المُلك لا يكونُ لهُ سرير، ولا يجلسُ على سريرٍ أبداً)

واستشهدَ بقولِ الشاعر:

إذا ما بنو مروانَ ثُلّت عروشُهم *** وأودَت كمـا أودَت أيـادُ وحميـر

وقولُ الآخر:

إن يقتلوكُ فقد ثللتَ عروشَهم *** بعتيبةَ بنِ الحارثِ بن شهـاب[28]

ولهذا قالَ القُرطبي: (وقد يؤوّلُ العرشُ في الآيةِ بمعنى المُلك، أي ما استوى المُلك إلّا له عزَّ وجل)[29].

ثالثاً: إنَّ الآياتِ التي تحدّثَت عن استوائِه تعالى على العرشِ دائماً تعقّبُ ذلكَ بالحديثِ عن مُلكِه، أو تدبيرِه، أو ما هوَ مِن مصاديقِ المُلكِ والتدبير، ليكونَ ذلكَ مُفسّراً ومبيّناً لمعنى الاستواء، وأنّه ليسَ بمعنى العلوّ والاستقرارِ على العرش، وإنّما هوَ بمعنى المُلكيّةِ المُطلقة والتدبيرِ الكاملِ لجميعِ العوالم.

فمثلاً في الآيتين (5-6) مِن سورةِ طه يقولُ تعالى: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ وَمَا بَينَهُمَا وَمَا تَحتَ الثَّرَىٰ} ليكونَ المعنى هوَ استيلاؤه على عرش الملكِ للسّماواتِ والأرضِ وما فيهما وما بينَهما وما هوَ تحتَ الأرضِ وفي جوفها.

وفي الآيةِ (2) مِن سورةِ الرّعد يقولُ عزَّ وجل: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا ۖ ثُمَّ استَوَىٰ عَلَى العَرشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُم تُوقِنُونَ} وفيها نلاحظُ أنّه عزَّ وجل بعدَ ذكرِ استيلائِه على العرشِ يبيّنُ تسخيرَه للشمسِ والقمر، والذي هوَ منَ التدبير، ثمَّ يؤكّدُ أنّه سبحانَه المُدبّر للأمرِ كلّه، ليتّضحَ لنا أنَّ المُرادَ بالاستواءِ ليسَ العلوَّ فوقَ العرش، وإنّما هوَ الاستيلاءُ على المُلكِ وتدبيرِ أمرِ العوالم.

وفي الآيةِ (54) مِن سورةِ الأعراف يشيرُ إلى حقيقةِ تدبيرِه بذكرِ بعضِ مصاديقه، فيقولُ عزَّ وجل: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَىٰ عَلَى العَرشِ يُغشِي اللَّيلَ النَّهَارَ يَطلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ} فهوَ سُبحانَه يؤكّدُ أنّه الخالق، كما يجعلُ التدبيرَ المُتمثّلَ في (غشيانِ الليلِ النهار، وطلبِه حثيثاً، وتسخيرِ الشمسِ والقمرِ والنجومِ بأمرِه) مترتّباً على الاستواءِ على العرش، ليكونَ المعنى هوَ الاستواءُ على عرشِ التدبيرِ لِما خلقَ سُبحانه وتعالى.

وهكذا هوَ الحالُ في سائرِ الآياتِ التي تمَّ فيها ذكرُ الاستواءِ على العرش.

رابعاً: إنَّ الرواياتِ الواردةَ عن أئمّةِ أهلِ بيت العصمةِ والطهارة -والذينَ هُم عدلُ الكتاب، وأهلُ الذكر، والراسخونَ في العلم، والعالمونَ بالتأويل- كلّها تنفي أن يكونَ الاستواءُ على العرشِ هوَ بمعنى العلوِّ والاستقرار، وتؤكّدُ أنّه بمعنى الاستيلاءِ على المُلكِ والتدبيرِ لأمرِ العوالم.

ففي حديثٍ طويل عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام: قالَ السائل: فقولهُ: {الرَّحْمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ}؟

قالَ أبو عبدِ الله عليهِ السلام: (بذلكَ وصفَ نفسَه، وكذلكَ هوَ مستول ٍعلى العرش، بائنٌ مِن خلقِه مِن غيرِ أن يكونَ العرشُ حاملاً له، ولا أن يكونَ العرشُ حاوياً له، ولا أن يكونَ العرشُ ممتازاً له، ولكنّا نقول: هوَ حاملُ العرشِ ومُمسكُ العرش، ونقول: مِن ذلكَ ما قال: {وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ}[30]، فثبّتنا منَ العرشِ والكُرسي ما ثبّتهُ، ونفينا أن يكونَ العرشُ أو الكرسي حاوياً، وأن يكونَ عزَّ وجل محتاجاً إلى مكان، أو إلى شيءٍ ممّا خلق، بل خلقُه مُحتاجونَ إليه)[31]

وعن الحسنِ بنِ راشد قالَ: سُئلَ أبو الحسنِ موسى عليهِ السلام عن قولِ الله تعالى: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} فقال: (استولى على ما دقَّ وجل)[32].

ومِن جُملةِ حديثٍ عن حنانِ بنِ سدير قال: سألتُ أبا عبدِ الله عليهِ السلام عن العرشِ والكُرسي فقالَ عليهِ السلام: (إنّ للعرشِ صفاتٍ كثيرةً مُختلفة، لهُ في كلِّ سببٍ وضعَ في القرآنِ صفةٌ على حدة، فقولهُ: {رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ}[33]، يقولُ: ربُّ المُلكِ العظيم، وقولهُ: {الرَّحمَٰنُ عَلَى العَرشِ استَوَىٰ} يقولُ: على المُلكِ احتوى...)[34].

إلى غيرِ ذلكَ منَ الأحاديثِ الشريفةِ الواردةِ عنهم صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم ممّا لا نرى داعياً إلى نقلِها حتّى لا نُطيلَ أكثرَ ممّا أطلنا، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربّ العالمين، وصلّى اللهُ على محمّد وآلهِ الطيّبينَ الطاهرين.

......................................
1/ موسوعةُ العقيدةِ والأديانِ والفرقِ المُعاصرة، تصنيفُ وإعدادُ مجموعةٍ منَ الأكاديميّينَ والباحثينَ المُختصّين في جامعاتِ العالم، مراجعةُ وتقديمُ عددٍ مِن كبارِ العُلماء في العالمِ الإسلامي، المشرفُ العامُّ أستاذُ العقيدةِ والمذاهبِ في قسمِ الدراساتِ الإسلاميّة بجامعةِ الملكِ سعود بالرّياض، صاحبِ السموّ الأميرِ الدكتورِ سعود بنِ سلمان بنِ محمّدٍ آل سعود، ص199.
2/ الإبانةُ عن أصولِ الديانة، لأبي الحسن، عليٍّ بنِ إسماعيلَ الأشعري، تحقيقُ ودراسةُ عضوِ هيئةِ التدريسِ بجامعةِ الإمامِ محمّدٍ بنِ سعود الإسلاميّة، الدكتور أبو عبدِ الإله، صالحُ بنُ مقبلٍ بنِ عبدِ الله العصيميّ التميمي، ص405.
3/ سورةُ طه الآية 5.
4/ سورةُ فاطر الآية 10.
5/ سورةُ الملك، الآية 6.
6/ سورةُ النساء الآية 158، وانظُر عن الاستدلالِ بهذه الآياتِ وأمثالِها كتابَ الإبانةِ لأبي الحسنِ الأشعري، تحقيقُ ودراسةُ عضو هيئةِ التدريسِ بجامعةِ الإمامِ محمّدٍ بنِ سعودٍ الإسلاميّة، الدكتور أبو عبدِ الإله، صالحٌ بنُ مقبل بنِ عبدِ الله العصيميّ التميمي، ص407-408
7/ استدلَّ الأشعريُّ على أنَّ اللهَ فوقَ العرش وأنّه سبحانَه وتعالى ينزلُ إلى السماءِ بثلاثةِ أحاديثَ مِنها هذا الحديث، فانظُر ذلك في ص414-421 مِن كتابِه الإبانةُ عن أصولِ الديانة، تحقيقُ ودراسةُ عضوِ هيئةِ التدريس بجامعةِ الإمامِ محمّدٍ بنِ سعود الإسلاميّة، الدّكتور أبو عبدِ الإله، صالحُ بنُ مقبل بنِ عبدِ الله العصيميّ التميمي.
8/ انظُر موسوعةُ العقيدةِ والأديانِ والفرقِ والمذاهبِ المعاصرة، ج1ص203-204.
9/ موسوعةُ العقائدٓ والأديانِ والفرق والمذاهب المعاصرة، ج1ص203.
10/ الإبانةُ عن أصولِ الديانةِ لأبي الحسنِ الأشعري، تحقيقُ دراسةِ عضو هيئةِ التدريسِ بجامعةِ الإمامِ محمّدٍ بنِ سعود الإسلاميّة، الدكتور أبو عبدِ الإله، صالحُ بنُ مقبل بنِ عبد الله العصيمي التميمي، ص413.
11/ سورةُ الأعراف الآية 54.
12/ فراجع ذلكَ في ج7ص202-217 منَ (التفسيرِ الكبير) المعروفُ بمفاتيحِ الغيب، تحقيقُ سيّد عمران.
13/ سورةُ الملك، الآية 6.
14/ سورةُ الأنبياء الآية 22.
15/ سورةُ الزخرف الآية 84.
16/ الإبانةُ عن أصولِ الديانةِ لأبي الحسنِ الأشعريّ: تحقيقُ ودراسةُ عضو هيئةِ التدريس بجامعةِ الإمامِ محمّد بنِ سعود الإسلامية، الدكتور أبو عبدِ الإله، صالح بن مقبل بنِ عبد الله العصيمي التميمي، ص407، الهامش.
17/ الاحتجاجُ للشيخِ أبي منصور، أحمد بنِ عليّ بنِ أبي طالب الطبرسي، تعليقاتُ وملاحظاتُ السيّدِ محمّد باقر الموسوي الخرسان، الجزءُ الثاني، ص386.
18/ مختارُ الصحاح، ص136.
19/ المصباحُ المنير، لأبي العبّاسِ أحمد بنِ محمّد بنِ عليّ الفيومي الحموي، ص113.
20/ مفرداتُ ألفاظِ القرآنِ للرّاغب الأصفهاني، تحقيقُ صفوان عدنان داووري، ص439.
21/ الجامعُ لأحكامِ القرآن، لأبي عبدِ الله، محمّدُ بنُ أحمد الأنصاري القرطبي، تحقيقُ عبدِ الرزّاق المهدي، المجلّدُ الرّابع الجزءُ السابع، ص196.
22/ التوحيدُ للشيخِ أبي جعفر، محمّدِ بنِ علي بنِ الحسين بنِ بابويه القمّي، المعروف بالشيخِ الصّدوق، تصحيحُ وتعليقُ السيّدِ هاشمٍ الحُسيني الطهراني، ص254.
23/ الجامعُ لأحكامِ القرآن، المجلّدُ الرّابع الجزءُ السابع، ص197.
24/ سورةُ النمل الآية 41.
25/ سورةُ يوسف الآية 100.
26/ الميزانُ، ج14ص121
27/ سورةُ الشورى الآية 11.
28/ مجمعُ البيان، للشيخِ أبي علي، الفضلِ بنِ الحسنِ الطبرسي، تصحيحُ وتحقيقُ وتعليق السيّدِ هاشم الرّسولي المحلاتي، والسيّدِ فضلِ الله اليزدي الطبطبائي، المجلّدُ الثاني، الجزءُ الرابع، ص659-660.
29/ الجامعُ لأحكامِ القرآن، المجلّدُ الرّابع الجزءُ السابع، ص197.
30/ سورةُ البقرة الآية 255.
31/ التوحيدُ، للشيخِ الصّدوق، ص248.
32/ الاحتجاجُ للشيخِ الطبرسي، الجزءُ الثاني، ص386.
33/ سورةُ النمل، الآية 26.
34/ التوحيدُ، ص322.