لولا الحُجة لساخت الأرض بأهلها

هل حديث "لولا الحُجة لساخت الأرض بأهلها" حديث صحيح؟

: فريق اللجنة العلمية

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

{الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}

أولاً: هذا الحديث الشريف رُوِيَ في مصادرنا بعدة أسانيد وعدة متون، وهو حديث ثابت متواتر عن أهل البيت (ع)، على أن كثيراً من أسانيده معتبرة بذاتها.

ويُرْوَى من طُرق عن ..

١- الله (تعالى).

٢- رسول الله (ص).

٣- أمير المؤمنين (ع).

٤- الإمام الحسين (ع).

٥- الإمام الباقر (ع).

٦- الإمام الصادق (ع).

٧- الإمام الكاظم (ع).

٨- الإمام الرضا (ع).

٩- الإمام العسكري (ع).

١٠- الإمام المهدي (ع).

وممن رواه:

• الشيخ الصفار في بصائر الدرجات: ج٢ ص٨٦٩ ب١٢ أن الأرض لا تبقى بغير إمام (ع) ولو بقيت لساخت، وأخرج فيه ٨ أحاديث.

• الشيخ ابن بابويه في الإمامة والتبصرة: ص٢٥ ب أن الأرض لا تخلو من حُجة، أخرج فيه ١٥ حديثاً.

• الشيخ الكليني في الكافي: ج١ ص٤٣٣ ب٥ أن الأرض لا تخلو من حُجة، أخرج فيه ١٣ حديثاً.

• الشيخ النعماني في الغيبة: ص١٣٦ ب٨ ما رُوِيَ في أن الله لا يُخلي أرضه بغير حُجة، أخرج فيه ١١ حديثاً.

• الشيخ الصدوق في علل الشرائع: ج١ ص٢٦١ ب١٥٣ العلة التي من أجلها لا تخلو الأرض من حُجة لله (عز وجل) على خلقه، أخرج فيه ٣٢ حديثاً.

• الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا (ع): ج١ ص٤٠٥ ب٢٨، أخرج بهذا المعنى ٤ أحاديث.

• الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة: ج١ ص٢٩٧ ب٢١ العلة التي من أجلها يُحتاج إلى الإمام (ع)، أخرج فيه ٢٣ حديثاً.

• الشيخ الطبري في دلائل الإمامة: ص٤٣٣ ب معرفة أن الله لا يُخلي الأرض من حُجة، أخرج فيه ١٦ حديثاً.

وقد جمع مصادره وأسناده ومتونه العلاَّمة المجلسي في البحار: ج٢٣ ص١-٥٦ ب١ الاضطرار إلى الحُجة وأن الأرض لا تخلو من حُجة، ورَوَى فيه ١١٨ حديثاً.

ثانياً: هذا الحديث الشريف رُوِيَ بعدة ألفاظ، يمكن فرزها إلى فئات متنوعة، تشترك في حقيقة واحدة .. منها:

[أ] ما دلَّ على أن عالم التكوين لا ينتظم إلا بالحُجة.

[ب] ما دلَّ على أن عالم التشريع لا ينتظم إلا بالحُجة.

[ج] ما دلَّ على أن عالم الإنسان لا ينتظم إلا بالحُجة.

ويمكن أن نشير إلى شيء من التعليلات الواردة في بعض ألفاظ هذا الحديث، والدالة على وجوب وجود الحُجة في الأرض، وعدم جواز خلوِّها منه .. مثلاً:

١- لبقاء نظام العالم على صلاحه.

٢- لتصلح به الأرض.

٣- ليأمن به العباد من سخط الله وعقابه.

٤- ليُعرف به الله فيُطاع ولا يُعصى.

٥- ليحتجَّ الله به قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.

٦- لئلاَّ يحتجَّ أحدٌ على الله بعده.

٧- لئلاَّ تبطل حُجج الله وبيِّناته.

٨- ليهدي به الله السعداء ويحتجَّ به على الأشقياء.

٩- ليقيم الله به العدل في الأرض.

١٠- ليدعو الناس إلى سبيل الله.

١١- ليُفزع إليه في معرفة الحلال والحرام.

١٢- لئلاَّ تلتبس على المؤمنين أمورهم.

١٣- ليأمن به المؤمنون من الزيادة والنقصان في الدِّين.

١٤- ليمتاز به الحق عن الباطل.

١٥- ليصلح به أمر الناس.

وهذا الحديث الشريف يُثبت أن للإمام (ع) أدواراً وجودية وتشريعية جمَّة، وما منصِب الحكومة والخلافة الظاهرية بالنسبة إليها إلا كقطرة في محيط، فمن الخطأ الواضح أن يُختزل شأن الإمامة في الموقع الإداري والقيادة السياسية

ثالثاً: لنتبرَّك بسرد نصٍّ صحيح صريح لهذا الحديث، رواه: الصفار في البصائر: ج٢ ب١٢ ص٨٧١ ح١٧٢٢-٨، والصدوق في العلل: ج١ ب١٥٣ ص٢٦٦ ح٢١، وفي العيون: ج١ ب٢٨ ص٤٠٦ ح٢١٦-٤، وفي الكمال: ج١ ب٢١ ص٣٠١ ح٦٢-١٥ ..

بالإسناد، عن سليمان الجعفري، قال: «سألتُ أبا الحسن الرضا (ع) فقلتُ: أتخلو الأرض من حُجة [الله]؟ فقال: لو خلت الأرض ـ طرفة عين ـ من حُجة، لساخت بأهلها!».