هل دافع أمير المؤمنين (ع) عن الزهراء (ع)؟

في حادثةِ الهجومِ على السيّدةِ الزّهراءِ عليها السلام يقولُ البعضُ إنَّ الإمامَ عليّاً عليهِ السلام لم يُدافِع عَنها لأنّه مأمورٌ بالصّبرِ حفظاً للإسلامِ.. ويقولُ البعضُ بل قد دافعَ وضربَ عُمراً وكادَ يقتلُه.. أيُّ القولينِ أصحُّ في هذهِ المسألةِ وعظّمَ اللهُ أجرَكم وأحسنَ لكُم العزاء.

: الشيخ مروان خليفات

الجوابُ :

نعَم هو مأمورٌ بالصّبر، وفي الوقتِ نفسِه دافعَ عن الزهراءِ ع، فلا تعارضَ بينَ صبرِه وبينَ دفاعِه عنها، والروايةُ ذكرَها سليمُ بنُ قيسٍ الهلالي في كتابه.

جاءَ في كتابِ سُليمِ بنِ قيس ، 585 ـ 586 : ( فَوَثَبَ عَلِيٌّ ع فَأَخَذَ بِتَلَابِيبِهِ ثُمَّ نَتَرَهُ فَصَرَعَهُ وَوَجَأَ أَنفَهُ وَرَقَبَتَهُ وَهَمَّ بِقَتلِهِ فَذَكَرَ قَولَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَمَا أَوصَاهُ بِهِ فَقَالَ وَالَّذِي كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ يَا ابنَ صُهَاكَ لَو لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّه‌ِ ص لَعَلِمتَ أَنَّكَ لَا تَدخُلُ بَيتِي فَأَرسَلَ عُمَرُ يَستَغِيثُ فَأَقبَلَ النَّاسُ حَتَّى دَخَلُوا الدَّارَ وَثَارَ عَلِيٌّ ع إِلَى سَيفِهِ )

ونقلَها الشيخُ المجلسيّ في بحارِ الأنوار، ج28 ص 271

وقد تلقّى علماءُ الإماميّةِ هذا الخبرَ ورووهُ في كتبِهم دونَ إنكار، وكتابُ سليمٍ موضعُ قبولٍ عندَ كثيرٍ مِن علمائِنا، وليسَ هذا مقاماً لتفصيلِ القولِ به، ولكن نكتفي بشهادةِ الشيخِ النعمانيّ وهوَ تلميذُ الشيخِ الكُليني ( ت 329هـ) ومِن أعلامِ القرنِ الرّابعِ الهجري، قالَ رحمَه الله : ((وليسَ بينَ جميعِ الشيعةِ ممَّن حملَ العلمَ ورواهُ عن الأئمّةِ ( عليهم السلام ) خلافٌ في أنَّ كتابَ سُليمِ بنِ قيسٍ الهلاليّ أصلٌ مِن أكبرِ كتبِ الأصولِ التي رواها أهلُ العلم ومِن حملةِ حديثِ أهلِ البيت ( عليهم السلام ) وأقدمِها ، لأنَّ جميعَ ما اشتملَ عليهِ هذا الأصلُ إنّما هوَ عن رسولِ الله ( صلّى اللهُ عليهِ وآله) وأميرِ المؤمنينَ والمقدادِ وسلمانَ الفارسيّ وأبي ذرٍّ ومَن جرى مجراهم ممَّن شهدَ رسولَ الله ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) وأميرَ المؤمنين ( عليهِ السلام ) وسمعَ منهما ، وهوَ منَ الأصولِ التي ترجعُ الشيعةُ إليها ويعوّلُ عليها ) الغيبةُ ، ص 103.