في شروط الإمام
محمد/ : وضع الشيعة عدة شروط للإمام، منها: أن يكون أكبر أبناء أبيه، وأن لا يغسله إلا الإمام، وأن درع الرسول صلى الله عليه وسلم يستوي عليه، وأن يكون أعلم الناس، وأن لا تصيبه جنابة ولا يحتلم، وأنه يعلم الغيب! ... إلخ. ولكنهم وقعوا في حرج - فيما بعد - بهذه الشروط!! لأننا وجدنا أن بعض الأئمة لم يكن أكبر إخوته؛ كموسى الكاظم والحسن العسكري، وبعضهم لم يغسله إمام، كعلي الرضا الذي لم يغسله ابنه محمد الجواد، حيث لم يكن يتجاوز الثامنة من عمره آنذاك، وكذلك موسى الكاظم لم يغسله ابنه علي الرضا لغيابه عنه آنذاك، بل الحسين بن علي لم يغسله ابنه علي زين العابدين، لملازمته الفراش، ولحيلولة عساكر ابن زياد دون ذلك. وبعضهم لا يستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مثل محمد الجواد الذي لم يتجاوز الثامنة عند وفاة أبيه، وكذلك ابنه علي بن محمد الذي مات عنه وهو صغير.
كم نتمنى على السائلين وباعثي الشبهات أن يرفدوا مدعياتهم بالمصادر المعتبرة، حتى نعرف أنهم أهل معرفة واطلاع، أما أنهم يبعثون الكلام هكذا على عواهنه من دون ذكر المصادر المستقاة منها هذه المعلومات، فهذا معناه أن الإنسان ينقل من غير تدبر ولا تحقيق، وما ذكرتموه من شرائط الإمامة بأن يكون الإمام أكبر الأولاد، وأنه لا يصيبه جنابة فلا نعرف لها قولاً ولا مصدراً معتبراً في كتبنا، أو أنه يعلم الغيب هكذا بشكل مطلق، ومن دون تعلم، فهذا لا يوجد دليل عليه .. بل شرائط الإمامة التي ذكرتها كتب الإمامية هي ستة شرائط:
الأول: أن يكون منصوصاً عليه، فلا إمامة من غير نص يرد عليه من المعصوم السابق .
الثاني: أن يكون معصوماً .
الثالث: أن يكون جامعاً للكمالات النفسية من العلم والفقه والشجاعة .
الرابع: أن يكون أفضل أهل زمانه في كل ما يعد كمالاً نفسياً.
الخامس: أن يكون مبرءاً من العيوب الخلقية، أو العيوب المنفرة في نسبه وحسبه .
السادس: أن تظهر الكرامات على يديه في محل الحاجة اليها لتصديق الناس به .
وأما بقية الأمور من تغسيل المعصوم للمعصوم، وفي استواء درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يذكرها الإمامية في شرائط الإمامة، ولا يوجد دليل عليها أنها من الشرائط.
اترك تعليق