هل هناك تضارب في تواريخ قصة موسى؟

سؤال: حسب الروايات التوراتيّة والأبحاث التاريخيّة فإنّ قصّة موسى قد ظهرت في الفترة ما بين 1500 - 1400 ق.م والسامري الذي صنع العجل هو اللقب الذي كان ينسب لمن كان يعيش بالسامرة في المدينة الإسرائيلية التي كانت قد بنيت عام 880 ق.م أي بعد ظهور موسى بحوالي سبعة قرون؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

الإجابة:

أولاً: يجبُ أن نفهمَ أنّ القرونَ القديمة تتسمُ بالغموضِ وقد يصعبُ التحققُ من تواريخ الأحداثِ التي حدثت فيها، وعليه قد يظلُّ هناك جزءٌ من الشكِّ وعدم اليقين في مثل هذه المناقشات، وبالتالي يمكنُ قبولها كفرضياتٍ علميةٍ وليست مسلماتٍ يقينية، ففي مجال البحوثِ العلمية التاريخية يجب التعاملُ مع النتائج بحذرٍ مع احترام وجهاتِ النظر المختلفة.

ثانياً: الأبحاثُ التي يعتمدُ عليها هذا الكلام يجبُ التأكد من موثوقيتها وإنها مدروسةٌ بشكل جيد، فمثل هذه البحوث لا يستبعَدُ وجودُ آراء متضاربة حولها بين الباحثين.

ثالثاً: هناك آراءُ متباينةٌ حول تاريخ كتابةِ التوراة الموجودة بين أيدي اليهود اليوم، حيث يعتقدُ بعض الباحثين أنه تمّ تجميعها في الفترة ما بين القرن الـ 6 والقرن الـ 4 قبل الميلاد. وفي غيابِ الوثائق المكتوبة تكونُ المشافهة هي الوسيلة المتبعة لنقل المعرفة والتواريخ بين الأجيال، ولذا لا يمكنُ الاعتمادُ على التوراة في تحديدِ التواريخ القديمةِ بدقّةٍ لكونها نقلت عبر التقاليد الشفهية.

رابعاً: لا وجودَ لأيّ تأكيد يثبتُ أنّ اسم سامري موسى مُستمدٌّ من السّامرة، فهو لا يعدو كونه اجتهاداً ومقاربةً يراها الباحثُ منطقيةً، وعليه لا يمكنُ ترتيبُ أيّ أثر على ذلك.

والله أعلم.