الأعمال المرتبطة بكون القمر في العقرب

سؤال: يشاع الآن موضوع (دخول القمر في برج العقرب) حيث يبدأ باليوم الفلاني، وينتهي باليوم الكذائي، ويكره شراء شيء في هذه الأيام، وكذلك الشراء والسفر وغيرها، ويستدل برواية مرفوعة في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، فما رأيكم حول الموضوع؟

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوارد في تراث أهل البيت (عليهم السلام) ـ حسب استقرائنا ـ هو ارتباط ثلاثة أمور بكون القمر في العقرب، وهي: الزواج، والسفر، وحرز الإمام الجواد (ع). ونقل المخالفون عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ارتباطه أيضاً بـ: الحجامة والابتداء بالأعمال.

أمّا الزواج والسفر:

فقد روى الشيخ الصدوق في [علل الشرائع ج2 ص514، وعيون أخبار الرضا ج1 ص260] بالإسناد عن الإمام الهادي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن الباقر (عليه السلام) قال: « من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى ».

وروى البرقيّ في [المحاسن ج2 ص347]، والكليني في [الكافي ج8 ص275]، والصدوق في [من لا يحضره الفقيه ج2 ص267]، والطوسي في [تهذيب الأحكام ج7 ص407 وص461]، وغيرهم بأسانيدهم عن حمران بن أعين، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: « مَن سافر أو تزوّج والقمر في العقرب لم يرَ الحسنى ».

وورد فيما يُسمّى بـ[فقه الرضا ص235] عن الصادق (عليه السلام): « من تزوّج والقمر في العقرب لم ير خيراً أبداً ».

وروى المخالفون عن أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا المعنى، فنقل ابن أبي الحديد المعتزليّ في [شرح نهج البلاغة ج19 ص376]، والزمخشري في [ربيع الأبرار ج1 ص100]، والسيوطيّ في [تاريخ الخلفاء ص295]، وغيرهم عن أمير المؤمنين (عليه السلام): « أنه كان يكره أن يسافر أو يتزوج في محاق الشهر، وإذا كان القمر في العقرب ».

وعلى ضوء رواياتنا أفتى فقهاؤنا الأبرار بكراهة إيقاع عقد النكاح وكراهة السفر في كون القمر في العقرب؛ عملاً بالنصوص الشرعية الآنفة، وهذه بعض كلماتهم:

قال الشيخ الصدوق في [الهداية ص261]: « ويكره التزويج والقمر في العقرب؛ لأنه من فعل ذلك لم ير الحسنى ».

وقال الشيخ المفيد في [المقنعة ص514]: « ولا ينبغي لأحد أن يعقد نكاحاً والقمر في العقرب؛ فإنه رُوي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من فعل ذلك لم ير الحسنى ».

وقال يحيى بن سعيد في [الجامع للشرائع ص453]: « ويكره السفر وعقد النكاح والقمر في برج العقرب، فمن فعله لم ير الحسنى ـ على ما رُوي ـ ».

وقال السيد الخوئيّ في [منهاج الصالحين ج2 ص259]: « مسألة 1231: يكره إيقاع العقد والقمر في العقرب.. ».

وقال السيد السيستانيّ في [منهاج الصالحين ج3 ص9]: « مسألة 3: .. ويكره إيقاع العقد والقمر في برج العقرب.. ».

وأما استعمال حرز الإمام الجواد (عليه السلام):

فقد نقل السيد ابن طاوس في [مهج الدعوات ص39، والأمان ص77] رواية حرز الإمام الجواد (ع)، وفيها: « وليتوضأ وضوءاً حسناً سابغاً، وليصلِّ أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة: فاتحة الكتاب، وسبع مرات آية الكرسي، وسبع مرات شهد الله، وسبع مرات والشمس وضحاها، وسبع مرات والليل إذا يغشى، وسبع مرات قل هو الله أحد. فإذا فرغ منها فليشدّه [يعني الحرز] على عضده الأيمن عند الشدائد والنوائب بحول الله وقوته وكل شيء يخافه ويحذره، وينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب، ولو أنه غزا أهل الروم وملكهم لغلبهم بإذن الله وبركة هذا الحرز ».

وأمّا الحجامة والابتداء بالأعمال:

فقد قال ابن قتيبة (وهو من أبناء العامة) في [عيون الأخبار ج1 ص203]: « ويروي قوم عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): أنه كان يكره الحجامة والابتداء بعمل في محاق القمر، وفي حلوله في برج العقرب ».

هذا ما عثرنا عليه، ولم نعثر على ما يدلّ على كراهة التجارة والشراء وغيرها. نعم، يقال بنحوسة هذا اليوم، وذكر المرزوقي في [الأزمنة والأمكنة ص269] وغيره: (يقال: مَن ولد والقمر في العقرب فهو نحس)، ولكن لم نعثر في الأخبار عن أهل البيت (عليهم السلام) شيئاً يدلّ على ذلك، والله العالم.