هل قال الإمام الحسين (ع): «إن كان دينُ محمدٍ لم يستقمْ إلا بقتليَ يا سيوفُ خُذيني»؟!
خلال متابعتي لأحد البرامج الشعرية، تطرَّق شاعر إلى مقولة، لا أدري هل هي بيت شعري؟ أم رواية للمولى أبي عبدالله الحسين (ع) في يوم العاشر؟ وهي: «إن كان دينُ محمدٍ لم يستقمْ إلا بقتليَ يا سيوفُ خُذيني!». هل هذا الكلام للإمام الحسين (ع)؟ أم قيل على لسانه؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾
السائل المحترم / سلام عليكم
أولاً: هذا بيت شعري شهير جداً، وهو للشيخ محسن أبي الحُب (الكبير)، شاعر كربلاء وخطيبها في وقته.
والبيت بقصيدة نونية جزلة، زهاء ٦٢ بيتاً، من بحر الكامل، عنوانها (بيضة الإسلام)، وهي في ديوانه المطبوع: ص١٦٨، رقمها ٨٠، وهذا البيت رقمه ٢٣.
ثانياً: الشيخ محسن أبو الحُب (الكبير)، وُلِد سنة ١٢٣٥هـ، ومات سنة ١٣٠٥هـ، من أساطين العلماء، وفحول الشعراء، ومشاهير الخطباء، في كربلاء المقدسة.
ممَّن ترجَم له:
١- الشيخ حرز الدين في معارف الرجال: ج٢ ص١٨١.
٢- الشيخ محمد السماوي في الطليعة: ج٢ ص١٦٩.
٣- السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: ج٩ ص٥٥.
٤- الشيخ الطهراني في طبقات الشيعة: ج١٧ ص١٢٧.
٥- السيد جواد شبر في أدب الطف: ج٨ ص٥٤.
٦- الدكتور حسن الأمين في المستدركات: ج٣ ص١٩٠.
٧- الدكتور آل طعمة في شعراء كربلاء: ج٤ ص١٣٣.
ثالثاً: البيت يعبِّر على لسان حال الإمام الحسين (ع)، وهو من أعذب الرثاء وأشجاه، لأن سيِّد الشهداء (ع) أعطى لله (جل جلاله) ماله وجاهه وأصحابه وأهله ونساءه وأطفاله ونفسَه القدسية، وفاءً وفداءً لدين جدِّه النبي (ص).
ولفَرْطِ شفافيته خلَّده التاريخ، فما يجيء موسم عاشوراء، إلا وتترنم به الحناجر، وتصدح به المنابر، ليلاً ونهاراً.
بل أُعيد نظمُه في أبيات مرَّات وكرَّات، والله أعلم بحُفاظه من الناس، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً. لدرجة أن ناظمه ما يكاد يُعرف إلا به، ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الجمعة٤].
{السَّلامُ عَلى الحُسَينِ، وَعَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ، وَعَلى أولادِ الحُسَينِ، وَعَلى أصحابِ الحُسَينِ}.
اترك تعليق