ما الحكمة من رفع المصحف على الرأس في ليلة القدر؟

رفعُ المصحف على الرأس في ليلة القَدْر، هل هو ثابت بالنص؟ وما هي الحكمة فيه؟

: فريق اللجنة العلمية

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾

السائل المحترم / سلام عليكم

أولاً: هذا الفعل ـ مصحوباً ببعض الصلوات والدعوات ـ ورد بروايات أهل البيت (ع)، تجاوباً مع عدة أمور حياتية وعبادية، منها مثلاً:

١- لقضاء الدَّين، ولكفِّ الظُّلم: كما روى الشيخ الطوسي في الأمالي: م١١ ص٢٩٢ ح٥٦٧، عن الإمام الصادق (ع).

٢- لدفع الحُزن: كما روى القطب الراوندي في الدعوات: ص٥٧ ح١٤٦، عن الأئمة (ع).

٣- لخوف الأمر الشديد: كما روى الشيخ الطبرسي في مكارم الأخلاق: ص٣٢٦، عن الإمام الرضا (ع).

٤- من أعمال ليلة القَدْر: كما روى السيد ابن طاووس في الإقبال: ج١ ص٣٤٦-٣٤٧، عن الإمامين الصادق والكاظم (ع).

ثانياً: عند فقهائنا، يكفي لتصحيح الأعمال العبادية، التي لا إلزام فيها ـ كبعض المستحبات والمكروهات المأثورة ـ أن يعمل بها المكلَّف بـ(رجاء المطلوبيَّة)، وليس مطالباً شرعاً بأكثر من هذا، فالبحث عن صحة النصوص أو عن ضعفها، ليس من وظيفة المقلِّد، بل من وظيفة المرجع.

قال السيد محمد سعيد الحكيم بالمنهاج: ج١ ص١٧ م٢١:

«إن كثيراً من المستحبات المذكورة في هذه الرسالة، يَبتني استحبابُها على: ذِكر العلماء لها، أو ورود بعض الأخبار بها، وإن لم تكن معتبرة السَّند، فيحسُن الإتيان بها برجاء المطلوبية. وكذا الحال في المكروهات، فيحسُن الترك لها برجاء الكراهة. ولا يجوز في المقامَين الجزمُ بالاستحباب والكراهة. هذا، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المعتبرة عن الأئمة (ع): «أن من بلغه ثوابٌ على عملٍ فعمله، كان له أجرُ ذلك، وإن لم يكن الأمر على ما بلغه». ومن هنا لا ينبغي الزهدُ في العمل من أجل ضعف الدليل على استحبابه، لأن المهم هو تحصيل الثواب».

ثالثاً: لم يرد عن أهل البيت (ع) علة أو حكمة لهكذا فعل، ولكن يستفاد من مجموع روايات هذا الباب بضعة أشياء، لربما تصلح أن تكون من جملة حِكَمه، والله العالم:

• تعليم أهل البيت (ع) للمؤمنين أن يعظِّموا القرآن.

• تعليم أهل البيت (ع) للمؤمنين أن يتوسَّلوا بالقرآن.

• ربطُ أهل البيت (ع) بالقرآن، فهما ثِقلان لا يفترقان.

• إثباتٌ عمليٌّ أن القرآن فيه بَركة وشفاء ملحوظَين.

• جعلُ القرآن وِرداً للعبادة، وأماناً من مشاكل الحياة.