هل الأئمّة "عليهم السلام" يخلقون ويرزقون..؟!

السؤال: ((روي عن الرِّضَا "عليه السلام" قوله: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ "عليه السلام": إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً ثُمَّ تَصِيرُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ثُمَّ تَصِيرُ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، فَإِذَا كَمَلَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ بَعَثَ اللَّه مَلَكَيْنِ خَلَّاقَيْنِ فَيَقُولَانِ: يَا رَبِّ مَا تَخْلُقُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى فَيُؤْمَرَانِ ، فَيَقُولَانِ: يَا رَبِّ شَقِيّاً أَوْ سَعِيداً فَيُؤْمَرَانِ فَيَقُولَانِ: يَا رَبِّ مَا أَجَلُه ومَا رِزْقُه وكُلُّ شَيْءٍ مِنْ حَالِه وعَدَّدَ مِنْ ذَلِكَ أَشْيَاءَ ويَكْتُبَانِ الْمِيثَاقَ بَيْنَ عَيْنَيْه ، فَإِذَا أَكْمَلَ اللَّه لَه الأَجَلَ بَعَثَ اللَّه مَلَكاً فَزَجَرَه زَجْرَةً فَيَخْرُجُ وقَدْ نَسِيَ الْمِيثَاقَ. فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ: فَقُلْتُ لَه: أفَيَجُوزُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّه فَيُحَوِّلَ الأُنْثَى ذَكَراً والذَّكَرَ أُنْثَى..؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّه يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)) في هذه الرواية في الكافي: الملكان خلّاقان – أيْ أنّهما مأموران بالخلق - فكيف يُشكَلُ على مَن يقول: إنَّ محمّداً وعليّاً خالقان رازقان..؟!".

: الشيخ فاروق الجبوري

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم.. الأخ السائل الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد.. لأجل بيان الإجابة التامّة عن سؤالكم لا بدّ من الالتفات إلى بعض الأمور المهمّة:

1- أنّ عقيدة مذهب الشيعة في أهل البيت "عليهم السلام" هي أنّهم أكرم الخلق على الله وأفضلهم عنده وأحبّهم إليه وكلّ ذلك بشكل مطلق فيشمل الملائكة والأنبياء والمرسلين "عليهم السلام" وسائر الخلق أجمعين؛ وعليه فكلّ ما كان جائزاً وثابتاً لأحد من خلقه فأهل البيت "عليهم السلام" أولى به وأجدر، ومن ذلك إعطاؤهم "عليهم السلام" الولاية التكوينيّة.

2- أنّ للخلق أربعة معانٍ أو أنواع هي: خلق الإيجاد من العدم كخلق الماء الذي خُلقت منه جميع الأشياء، وخلق الإبداع كخلق السموات والأرض من الماء في ستة أيام، وخلق التقدير كخلق عيسى للطير من الطين، وخلق الاستحالة، كتحوّل الجنين في بطن أمّه من نطفة إلى علقة ثمّ إلى المضغة ..إلخ ، وقد سبق توضيح ذلك مفصّلاً في بعض إجابات مركزنا فلا بدّ من مراجعتها على الرابط التالي: https://alrasd.net/arabic/4810 ليتسنّى لكم وضوح الموضوع بشكل تامّ.

3- أنّ الأنواع الأربعة المذكورة ليست على نسق واحد ؛ فإنّ الأوّل منها - وهو خلق الشيء من اللا شيء – يُعَدُّ من مختصّات الله تعالى التي لا يشاركه فيه أحد من مخلوقاته على الإطلاق ومن دون استثناء كما أفادت النصوص الشرعيّة ، قال الإمام الصادق "عليه السلام": ((لا يُكَوِّنُ الشَّيءَ لا مِن شَيءٍ إِلّا اللهُ ، ولا يَنقُلُ الشَّيءَ مِن جَوهَرِيَّتِهِ إِلى جَوهَر آخَرَ إِلّا اللهُ ، ولا يَنقُلُ الشَّيءَ مِنَ الوُجودِ إِلَى العَدَمِ إِلّا اللهُ))[توحيد الصدوق:ص68]. وكما هو معلوم فإنّ الاستثناء بعد النفي يفيد الحصر. على أنّه لو أمكن هذا النوع من الخلق لأحد غير الله تبارك وتعالى لبطلت جميع تحدّيات القرآن الكريم للإنسان بأن يخلق شيئاً ، كما في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}[الحج:73]. ونحن يكفينا شهادة الوجدان كدليل قاطع على عجز الإنسان عن أيجاد شيء من لا شيء..!.

هذا، فضلاً عن دلالة العقل على استحالة صدور ذلك عن الممكنات؛ إذ لو أمكن لبطلت جميع أدلّة إثبات الصانع، ولَصَحَّ أيضاً القول بفرضيّة أن تكون الطبيعة هي التي أوجدتنا، ولما أمكن للعقل كذلك أن يحكم ببطلان التسلسل في سلسلة العلل والمعاليل التي لا بدّ أن تنتهي إلى موجود يكون واجبَ الوجودِ بذاته، ومن الواضح أنّ أحكام العقل لا تتناقض فيما بينها، فما دام قد حكم ببطلان التسلسل فإنّ لازمه، بل معناه هو استحالة صدور هذا النوع عن أحد الممكنات. وأمّا الأنواع والمعاني الثلاثة الأخرى للخلق فإنّها جميعاً تعني خلق شيء من شيء ، وهي ممّا يمكن أن يتسلّط بعض العباد عليها لحكمة هنا أو هناك ، كما في تسلُّطِ عيسى "عليه السلام" على خلق التقدير فخلق الطير من الطين ؛ لغرض هداية بني إسرائيل وتصديقهم بنبوّته ، أو تسلّط الملَكين الخلّاقين المذكورين في سؤالكم على خلق الاستحالة ؛ امتثالاً لأمره تعالى وأداءً لخدمته ، وكتسلّط الناس جميعاً على عمارة الأرض وتحويلها إلى بلدان ومدنٍ عامرة بشكل مدني جذّاب ، مع أنّ أكثر الناس هم من الكافرين والمشركين..!.

والمهمّ في المقام أنّ كلّ ذلك التسلّط إنّما يتمُّ بإذنه وتمكينه تبارك وتعالى ، وغير خارج عن سلطانه وقدرته ، فإنّ له عزّ وجلّ القدرةَ على أن يأذن بوقوع شيء منه ، كما أنّ له أن يمنعه فلا يقع البتّة، وليس المعنى أنّه تعالى فوّض الأمر إلى عيسى أو الملَكين الخلّاقين أو الناس واعتزل عن سلطانه جانباً فصار عاجزاً عن منعهم وغير قادر على الحيلولة بينهم وبين ما يشاؤون ، فإنّ الاعتقاد بمثل هذا التفويض أمر فاسد بلا إشكال ؛ لأنّه يُمثّل تعطيلاً للذّات المقدّسة ، ومذهبُ أهل البيت "عليهم السلام" وأتباعه يبرؤون إلى الله تعالى منه ، فإنّ عقيدة مذهبنا هي نفوذ قدرته وسلطانه في كلّ شيء، فلا ينتقل حجر عن حجر إلّا بإذنه ومشيئته ، وإلى ذلك أشار الله تعالى بقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير:29] ، أي أنّه تعالى مدبّر شؤون العالمين الذي لا يُعجِزه شيء في السماوات والأرض ولا ترتفع يد قدرته عنهم ولا قاهريّته لهم ، وبالتالي فلا مشيئة لأحد من العالمين إلّا بمشيئته تبارك وتعالى.

فإذا عرفت ذلك فإنّ الجواب عن سؤالكم يتّضح من البيان التالي:

أوّلاً: أنّ النوع الأوّل من معاني الخلق وأنواعه المذكورة أعلاه خارج عن محلّ كلامنا لاستحالته بذاته وللنصّ على خروجه ، فيكون شركاً وغلوّاً في أهل البيت "عليهم السلام" وهم بريئون ممّن يعتقد به كما جاء في رواياتهم، فعن الرضا "عليه السلام" قال: ((إنّ مَن تجاوز بأمير المؤمنين "عليه السلام" العبوديّةَ فهو من المغضوب عليهم ومن الضالّين)) ، وقال أمير المؤمنين "عليه السلام": ((لا تتجاوزوا بنا العبوديّة، ثمّ قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا، وإيّاكم والغلوَّ كغلوّ النصارى فإنّي برئٌ من الغالين))[ كلا الحديثين عن الاحتجاج للطبرسيّ:ج2،ص233] ؛ وعليه فلا بدّ أن يكون متعلّق السؤال هو أنواع ومعاني الخلق الثلاثة المتبقيّة.

ثانياً: قد عرفت ممّا تقدّم إمكان الأنواع الثلاثة، بل وقوعها وتحقّقها لبعض عباده تعالى بإذن منه جلّت قدرته، كما في مسالة عيسى "عليه السلام"، أو الملكين الخلّاقين؛ وعليه فإنّ إمكانيّة تسليط أهل البيت "عليهم السلام" على تلك الأنواع والمعاني أمر لا ما نع منه في حدِّ ذاته على الإطلاق عقلاً وشرعاً؛ فإنّهم أعظم منزلة عند الله تعالى من عيسى "عليه السلام" ؛ فيكونون أحقُّ منه بنيل هكذا معجزة أو كرامة إلهيّة، وهم أولى من الملكين الخلّاقين؛ لأنّهم "عليهم السلام" أقرب إليه تعالى من سائر الخلائق باختلاف أجناسها وأنواعها، ويكفي أنّه لولاهم "عليهم السلام" لم يخلق البارئ تعالى الكون ومَن فيه حتّى الملائكة. وإنّما الكلام هو في وقوع ذلك منهم "عليهم السلام" ، وهذا ما يسمّى علميّاً بالنزاع الصغرويّ ، فإنّ كبرى الموضوع وهي إمكان تسليط الله تعالى لبعض خاصّته من عباده على التصرّف في الكون أو إمكان وقوع الخلق بمعانيه الثلاثة لبعض الأنبياء أو الأولياء أو الملائكة "عليهم جميعاً أفضل التحيّة والسلام" أمر مُسلّم عند جميع المسلمين بلا استثناء ، إلّا أنّ الصغرى ، أعني تحقّق ذلك في الواقع الخارجيّ لأهل البيت "عليهم السلام" هي التي وقع الكلام والنزاع فيه ، أو كما يقول أهل العلم فإنّ النزاع هو في عالم الإثبات لا عالم الثبوت، إذْ يتوقّف إثبات وقوع الخلق منهم "عليهم السلام" على توفّر مقدّمتين، كلتاهما مفقودتان في المقام:

فأمّا المقدّمة الأولى: فهي توفّر الأدلّة الكافية والمعتبرة سنداً والواضحة في دلالتها على المطلوب، وهذا غير متحصّل ؛ فإنّ الأخبار القليلة الواردة في نسبة بعض صور الخلق إليهم "عليهم السلام" إمّا أن تكون قاصرة من حيث السند أو من حيث الدلالة أو من الجهتين معاّ ؛ وبالتالي لا يمكن التعويل على هكذا أخبار ولاسيّما أنّنا أمام واحدة من المسائل العقديّة الكبيرة والمهمّة.

وأمّا الثانية: فهي عدم تعارض تلك الأدلّة - على فرض توفّرها - مع القرآن الكريم، ومن الواضح لمن أجال النظر في الكتاب العزيز وقوع معارضة الاعتقاد بخلق أهل البيت "عليهم السلام" للسماوات والأرض أو الكون كلّه مع العشرات من الآيات الشريفة التي تصرّح بأنّ خالق الكون بسماواته وأرضه وجميع الممكنات التي فيه هو الله سبحانه وتعالى دونما أحدٍ سواه، فمن ذلك قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}[الأنعام:101]، وقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِ

رْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الأحقاف:4]، وقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[لقمان:25]، وكذا قوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}[النمل:60] وغيرها الكثير والكثير.

نعم لأهل البيت "عليهم السلام" الكرامة عنده تعالى بأنّ لا يرُدَّ لهم مسالة ولا يحجب لهم دعاءً فإذا سألوه أنّ يخلق شيئاً أو يرزق أحداً فعل ذلك؛ لأنّهم لا يطلبون إلّا ما فيه رضاً له تعالى ومصلحةً لعباده بعد أن أطلعهم الله تعالى على ملاكات المصالح والمفاسد المكنونة في غيبه ؛ وبهذا المعنى نحن نتوسّل بهم "عليهم السلام" إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا. روى الشيخ الطوسي أنّه: ((اختلف جماعة من الشيعة في أنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى الأئمّة "صلوات الله عليهم" أن يخلقوا أو يرزقوا..؟، فقال قوم: "هذا محال لا يجوز على الله تعالى، لأنّ الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزّ وجلّ" وقال آخرون: "بل الله تعالى أَقدرَ الأئمّة على ذلك وفوّضه إليهم فخلقوا ورزقوا". وتنازعوا في ذلك تنازعاً شديداً، فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري [ أي السفير الثاني] فتسألونه عن ذلك فيوضّح لكم الحقَّ فيه ؛ فإنّه الطريق إلى صاحب الأمر "عجَّل الله فرجه"، فَرَضِيت الجماعة بأبي جعفر وسلّمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه [أي إلى الإمام "عجّل الله تعالى فرجه"]، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: "إنّ الله تعالى هو الذي خلق الأجسام وقسم الأرزاق؛ لأنّه ليس بجسم ولا حالٌّ في جسم، ليس كمثله شيءٌ وهو السميع العليم، وأمّا الأئمّة "عليهم السلام" فإنّهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق، إيجاباً لمسألتهم وإعظاماً لحقهم"))[كتاب الغيبة للشيخ الطوسيّ:ص294].

فالمتحصّل من جميع ما تقدّم هو أنّ علماء المذهب حين يمنعون من نسبة خلق الكون أو السماوات والأرض إليهم "عليهم السلام" إنّما هو لأمانتهم العلميّة ، وذلك لأنّه إمّا أن يكون المقصود منه هو الخلق بالمعنى الأوّل، وقد عرفت استحالته في نفسه، أو يكون المقصود هو ما عداه من المعاني وقد ظهر لك عدم دلالة الدليل على شيء منها، وهكذا الكلام في الرّزق بلا فرق يذكر، قال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[سبأ:24].

وأخيراً نلفت انتباهكم إلى كون الاعتقاد بمثل هذه المسألة الدقيقة ليس واجباً على الناس، كما أنّ إلقاءَها في أوساط العوامّ منهم غير جائز شرعاً ؛ لأنّها قد تلحق الضرر في عقيدتهم إمّا لخلطهم بين معاني الخلق، أو لعدم إحاطتهم بطرق التعامل مع الأخبار والروايات، وعلى كلا التقديرين يتحمّل المروّجون لها وزر أنفسهم ووزر من أضلّوه بها ؛ لذا أنصحكم ونفسي وجميع المؤمنين بتجنّب الخوض في مثل ذلك والله من وراء القصد .. هذا ، ودمتم سالمين.