لماذا قال الإمام علي "كنتم جنود المرأة وأتباع البهيمة"؟

السؤال: ما المقصود بقول أمير المؤمنين (عليه السلام) "كنتم جنود المرأة وأتباع البهيمة"؟ ومن هم الأشخاص الذين يُشار إليهم في هذا السياق؟

: السيد أبو اَلحسن علي الموسوي

الجواب:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

هذا النصّ نقله الشريف الرضي في [نهج البلاغة ج1 ص44] تحت عنوان: (ومن كلام له (عليه السلام) في ذمّ البصرة وأهلها بعد وقعة الجمل). وقد رواه جملة من المؤرّخين [ينظر ربيع الأبرار ج1 ص253، المناقب للخوارزميّ ص189، وغيرها].

وأمّـا ما يتعلّق بشرح مفردات هذه الفقرة من الخطبة، فيمكن توضيحه من نحوين:

أوّلاً: عندما قال (عليه السلام): «كُنْتُمْ جُنْدَ الْمَرْأَةِ»، كان يقصد بـ (الجند) أهل البصرة، وبـ (المرأة) عائشة.

ثانياً: عندما ذكر (عليه السلام): «وَأَتْبَاعَ الْبَهِيمَةِ»، كان (عليه السلام) يشير إلى جمل عائشة الذي يُدعى (عسكر)، والذي قُتل من أجله رجال، حيث كانت المرأة في هودجٍ على هذا الجمل، الذي كان يمثّل محور تجمّع الناس ورمز ارتباطهم، وكانوا يلتفون حوله ويدافعون عن الراكبة فيه، بينما كان الخصوم يستهدفونهم في هجماتهم.

فيشير الإمام (عليه السلام) في هذا الكلام إلى ذمّ أصحاب الجمل بسبب انقيادهم لحكم امرأة، روى أبو بكرة أنّه استفاد في أيّام الجمل من كلمةٍ كان قد سمعها من رسول الله، وذلك أنّه كاد أن ينضمّ إلى أصحاب الجمل ويقاتل معهم، تذكّر قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) – عندما بلغه أنّ أهل فارس قد ولّوا ابنة كسرى -: «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة» [صحيح البخاري ج4 ص1610].

نكتفي بهذا المقدار، والحمد لله أوّلاً وآخراً.