ماهي البِدعة؟
السؤال: ما معنى البِدعة في الدين؟ ا
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم ـ عزيزنا السائل ـ بأنَّ المراد من (البِدعة) هي إدخال ما ليس من الدين في الدين، أي: أنَّ الذي يُدخل شيئاً خارجاً عن الدين إلى الدين بعنوان أنَّه من الدين، فهذا يُسمَّى بِدعة، وهي من المحرَّمات في الشرع الإسلاميّ.
قال العلَّامة المجلسيّ (طاب ثراه): (البدعة في الشرع ما حدث بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله) ولم يرد فيه نصٌّ على الخصوص، ولا يكون داخلاً في بعض العمومات، أو ورد نهي عنه خصوصاً أو عموماً، فلا تشمل البدعة ما دخل في العمومات، مثل بناء المدارس وأمثالها الداخلة في عمومات إيواء المؤمنين وإسكانهم وإعانتهم، وكإنشاء بعض الكتب العلميَّة والتصانيف التي لها مدخل في العلوم الشرعيَّة، وكالألبسة التي لم تكن في عهد الرسول (صلَّى الله عليه وآله) والأطعمة المحدثة، فإنَّها داخلة في عمومات الحلِّيَّة، ولم يرد فيها نهيٌ، وما يفعل منها على وجه العموم إذا قصد كونها مطلوبة على الخصوص كان بدعة، كما أنَّ الصلاة خير موضوع ويستحبُّ فعلها في كلِّ وقت، ولمَّا عيَّن عمر ركعات مخصوصة على وجهٍ مخصوص في وقت معيَّن صارت بدعة، وكما إذا عيَّن أحدٌ سبعين تهليلة في وقتٍ مخصوص على أنَّها مطلوبة للشارع في خصوص هذا الوقت بلا نصٍّ ورد فيها، كانت بدعة. وبالجملة، إحداث أمر في الشريعة لم يرد فيها نصٌّ بدعة، سوء كانت أصلها مبتدعاً أو خصوصيَّتها مبتدعة) [بحار الأنوار ج71 ص202].
ومن هنا يتَّضح الوهم الذي وقع فيه المذهب الوهابيّ الذي يحكم ببدعيَّة الكثير من الأمور المشروعة بعنوانها العام أو الخاص، كحُكمه ببدعيَّة الاحتفال بمولد النبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله)، وشدِّ الرحال لزيارة قبره (صلَّى الله عليه وآله)، والشعائر الحسينية، ونحوها، كما لا يخفى.
نعم، من أمثلة البدعة في الدين المشهورة، ما فعله عمر بن الخطَّاب من صلاة (التراويح)، فهي وإنْ لم تشرَّع في الدين أصلاً إلَّا أنَّه أدخلها في الدين، ولذلك صرَّح بنفسه بأنَّها بدعة، بل تبجَّح بفعله هذا!
إذْ روى البخاريُّ في الصحيح بسنده عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنَّه قال: (خرجت مع عمر بن الخطَّاب...ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرِّقون، يصلِّي الرجل لنفسه، ويصلِّي الرجل فيصلِّي بصلاته الرهط، فقال عمر: إنِّي أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثمَّ عزم فجمعهم على أُبي بن كعب، ثمَّ خرجتُ معه ليلة أُخرى والناس يصلُّون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه) [صحيح البخاريّ ج3 ص45].. والحمد لله ربِّ العالمين.
اترك تعليق