التبرك بآثار النبي (ص).
فائز/الأردن/: تزعمون أن ابن عمر كان يتحرى الأماكن التي كان يصلي فيها النبي، والحق أن ابن عمر ما كان يطلب البركة بفعله هذا، وإنما كان يطلب مجرد المتابعة بكل ما فعله النبي في جميع أحواله، ودليل ذلك: أن ابن عمر كان ينهى عن مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه الحافظ الذهبي (قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: "رجاله ثقات" (سير أعلام النبلاء 12/ 373). بل يرد ذلك ما ثبت سنده عن عمر أنه قد هلكت الأمم الماضية بتتبع آثار أنبيائها.
الأخ فائز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والله إننا لنعجب ولا ينقضي عجبنا من ردكم للنصوص الواضحة والصريحة في موضوع التبرك في القرآن الكريم والسنة الصحيحة عندكم!!
ألم تقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة يوسف: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً). فماذا تسمي أنت هذا الأمر؟ هل تسميه وصفة القميص الطبية، أم سترمي الموضوع على شفاء يعقوب بدعاء ابنه يوسف - كما هي العادة عند ابن تيمية وأمثاله في هذه الموارد- وهو خلاف الظاهر تماماً؟!!
ألم يبلغك ما رواه البخاري في كتاب اللباس ج7 ص 57 عن عثمان بن عبد الله ابن موهب قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) بقدح من ماء فيه شعر من شعر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكان إذا أصاب الإنسانَ عينٌ أو شيء بعث إليها مخضبة، فاطلعت في الجلجل فرأيت شعراً أحمراً. انتهى.
قال ابن حجر في الفتح ج10 ص 299: "والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه وتعيده، فيشربه صاحب الإناء أو يغتسل به استشفاء بها، فتحصل له بركتها" انتهى.
فتأمل قول ابن حجر: "فتحصل له بركتها".
وجاء في صحيح مسلم ج6 ص 140 عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر قال: أخرجت إلينا جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج، وفرجاها مكفوفان بالديباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها. وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى يستشفي بها. انتهى.
وهناك الكثير الكثير من الروايات الصحيحة الواردة في تبرك الصحابة بآثار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم تأتي وتحاول تفسير عمل ابن عمر بما لا يفيد التبرك، أو تأتي بقول لعمر ينفي التبرك!!
إن هذا رد للقرآن ورد للسنة الصحيحة المجمع عليها. نتمنى أن تصحو من غفلته!!
ودمتم سالمين.
اترك تعليق