كيف تتفق الرحمة مع شدة العقاب عنده سبحانه ؟!!
أبو رائد/ العراق/:قال تعالى: { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا } (سورة النساء 86) وقوله تعالى: { وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } (سورة البقرة 165) وقوله تعالى: { فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (سورة البقرة 211) فكيف يتفق الحساب على كل شيء وشدة العذاب والعقاب مع قوله عز وجل: { إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة البقرة 173 - 226)؟
الأخ أبو رائد المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس كل عقاب هو مجانب للرحمة ، فمن العقوبات ما تكون رحمة للإنسان لأنها تحاول أن تخلصه من حالة سيئة ينتقل بسبب العقاب إلى حالة أفضل ، فلو أنك عاقبت ابنك مثلا لأنه اعتدى على جاره واردت أن تعطيه درسا في احترام الجار وتوقيره فأنت بهذا العقاب تكون قد ساعدته على التغلب من الحالة السيئة التي في نفسه إلى حالة أفضل وأرقى وبالتالي يكون عقابك هذا في واقعه رحمة له وعناية به حتى يتخلص مما هو فيه ، وهكذا ينبغي أن ننظر للعقوبات الإلهية في جانب كثير منها.
نعم ، تكون بعض العقوبات هي للإقتصاص وأخذ الحق من صاحبها لأنه أجرم في حقّ الآخرين وسلب منهم حق الحياة مثلا ، أو سلب أموالهم وما شابه ، فتكون هذه العقوبات هي مقتضى العدل الإلهي وهي لا تتنافى مع الرحمة ، لأن تطبيق العدل الإلهي هو بحد ذاته رحمة للعباد ، ومن هنا جاء قوله سبحانه : ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب )البقرة : 179.
ودمتم سالمين
اترك تعليق