عقيدة الانتظار ليست عقيدة معطّلة للنّاس.
ألا تعتبر عقيدة انتظار المخلِّص (الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف) عقيدة معطِّلة للناس عن مطالبة حقوقهم وتحسين أوضاعهم؟
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بالعكس أخي العزيز ، عقيدةُ الإنتظارِ لا نفهمها كما تقول ، بل نفهمها أنّها حالةٌ من التهيّؤ وإعداد النّفس بما يؤهّلها لاستقبال غائبٍ عزيزٍ جداً لا يصلحُ لإستقباله أيٌّ كان من البشر بل لابدّ أن يكون مُستقبلوهُ من ذوات النّفوس العالية المخلصة التي امتثلتْ للشّريعة وتفانتْ في تطبيق أحكامها بكلّ أبعادها، هكذا نفهمُ الإنتظار ونعملُ عليه بإذن الله ، ونسألُ الله سبحانه أن يجعلنا ممّن أعدّهم لهذا الاستقبال العظيم .
أمّا من يفهمُ الإنتظارَ بأنّه تعطيلٌ للنّاس في المطالبة بحقوقهم فهو من تسويلاتِ إبليس وترويج المضلّلين ، ولا يوجدُ عليه دليلٌ من شرع أوعقل ، والإنتظارُ الذي نفهمهُ ونعملُ عليه هو الانتظار الإيجابيّ ، تماماً كما أنت في بيتك وتنتظرُ ضيفاً عزيزاً جداً عليك قد طالَ غيابه فما هي الوظيفة الملقاةُ على عاتقك لاستقباله ؟!!
هل تركنُ جالساً في زاويةٍ من زوايا بيتك بلا حراك ولا تقومُ بما يليقُ من لوازم الاستقبال المميّز هذا ؟!!
لا يوجد عاقلٌ يقول بذلك .
فإذن لا بدّ من إعداد النّفس وتهيئتها لاستقبال هذا الضّيف العظيم ، وكما قلنا هو استقبالٌ من نوع خاص ؛ لأنّ هذا العظيم القادم ليس كلّ النّاس مؤهّلين لاستقباله إلاّ من أخلص في عمله ونيّته لله عزّ وجل ، ومن ضمن شروط الإعداد هو الامتثالُ لأوامر الشّريعة في كل فروعها ومنها الأمرُ بالمعروف والنّهي عن المنكر.
ودُمتم سالمين.
اترك تعليق