الأسبَابُ في اخْتلَافِ شَهادةِ الزَّهراءِ (ع).
لمَاذا اخْتلَفتْ الأقوَالُ في تأرِيخِ شَهادةِ الصِّديقَةِ الزَّهراءِ (ع)؟
الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.
الظُّروفُ التي حَدثتْ قبلَ شَهادةِ الزَّهراءِ (عليها السلام) والظُّروفُ التي حَدثتْ بَعدَها هي التي جَعلَتْ الأقوَالَ تَتعدَّدُ في مَعرفَةِ يومِ وَفَاتِها بالضَّبطِ، فقد كَانتْ حَالةُ العَداءِ التي قامَ بِتأجِيجِها تَيارُ السَّقِيفةِ ضدَّ البَيتِ النَّبويِّ بمُحاوَلةِ حَرقِ الدَّارِ (كما يَروِي ذلك ابنُ أبي شَيبةَ في مُصنَّفِه 8: 572 بسَندٍ صَحِيح)، ثم الهُجومُ عليْه [كما في الإكمَالِ في أسمَاءِ الرِّجالِ ص4، ومُستَدرك الحَاكِم 3: 66 بسند صحيح]، ثم كَسرُ ضِلِعها وإسقَاطُ جَنِينِها [كما صرَّح بتَواتُرِه الشَّيخ مُحمَّد حُسَين كَاشِف الغِطَاء في جَنةِ المأوى 78 -81]، ثم غَصْبُ فَدَكٍ، ثم مَنعُ فَاطِمةَ (ع) مِن إقامةِ العَزاءِ لأبِيها رسُولِ اللهِ (ص) حتى اضْطَرَّ أميرُ المُؤمِنينَ (عليه السلام) أنْ يَبنِيَ لها بَيتاً خَارِجَ المَدينةِ أسمَاه (بَيت الأحزَانِ) تَخرُجُ فَاطِمةُ فيه للبُكاءِ على أبِيها رسُولِ اللهِ، كلُّ هذِه الأمُورِ جَعلَتْ هذا البَيتَ الطَّاهِرَ - الَّذي صَارَ مُحارَباً مِن قِبَلِ السُّلطةِ الحَاكِمةِ آنذَاك - يَعِيشُ حَالةً منَ التَّقيةِ والسِّريةِ في البيَانِ عن أفرَاحِه وأحزَانِه، مما أُخفِىَ يومُ وَفاةِ الزَّهراءِ (عليها السلام) عن كَثِيرينَ... بالإضَافةِ إلى ما وَردَ مِن وَصِيَّتِها هي نَفسِها (عليها السلام) مِن دَفنِها سرّاً وتَضيِيعِ قَبرِها (عليها السلام) حتى لا يَحضَرَ جَنازَتَها ويُصلِّيَ عليْها مَن لا تُحبُّ، فكَانَ عَاملاً مُضَافاً لحَالةِ الإخفَاءِ هذِه.. واللهُ العَالِمُ.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق