الألعَابُ الألِكترُونيةُ سِلبيَّاتُها وإيجَابيَّاتُها.

أم مريم/ العراق/: سَلامٌ علَيكم، هل هُنالِك خَطرٌ على الأطفَالِ والشَّبابِ مِن مُمارَسةِ اللَّعبِ بالألعَابِ الألِكترُونيةِ على الأيبادِ والمُوبايلِ والكُمبيوتر وما هو الحلُّ؟ وشُكراً لجُهُودِكم.

: اللجنة العلمية

 الجواب:   

      الأُختُ أمُّ مَريمَ المحتَرَمةُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.

     هُنالِك العَديدُ منَ الدِّراسَاتِ التي سَلَّطتْ الضَّوءَ على خُطورَةِ الألعَابِ الألِكترُونيةِ وتأثِيرِها المُباشرِ على الأطفَالِ والشَّبابِ، ووَاحِدةٌ مِن هذِه الدِّراسَاتِ العِلمِيةِ التي أجَرتْها جَامِعةُ بوسطن الأمريكيَّة والتي حَذَّرتْ مِن تأثِيرِ الألعَابِ والتَّطبِيقاتِ الألِكترُونيةِ التي تُستَخدَمُ في الأجهِزةِ اللَّوحِيةِ على عُقولِ الأطفَالِ في سنٍّ مُبكِّرةٍ، مُشِيرةً إلى أنَّ إعطَاءَهم الأجهِزةَ الذَّكيةَ للخَلاصِ مِن بُكائِهم أو غَضبِهم قد يُؤدِّي إلى تَدمِيرِ عُقُولِهم.

     وكَشفَتْ دِراسَةٌ أُخرَى نَشرَتْها الرَّابِطةُ الأمرِيكيَّةُ للطِّبِّ النَّفسِي، بعدَ أنْ أُجرِيتْ على مَجمُوعَتيْنِ منَ الأطفَالِ تَترَاوحُ أعمَارُهم بينَ 13 و15 عَاماً، أنَّ الأطفَالَ الَّذين اعْتادُوا مُمارَسةَ ألعَابِ الكُمبيُوتر، خاصَّةً العَنِيفةَ منْها وتلك التي تَشمِلُ الحُروبَ والقَتلَ، زَادَ لَديْهِم السُّلوكُ العُدوَانيُّ، وأصبَحُوا سَرِيعِيَّ الغَضبِ.

     فهذِه الدِّراسَاتُ تَكشِفُ عن مَدى تأثِيرِ هذِه الألعَابِ على الأطفَالِ والشَّبابِ مِن عِدةِ جَوانِبَ:

     1- أنَّها تُنمِّي لدَى الطِّفلِ العُنفَ وحسَّ الجَرِيمةِ، لأنَّ أكثرَ هذِه الألعَابِ تُركِّزُ على تَسلِيةِ الطِّفلِ واسْتِمتَاعِه بقَتلِ الآخرِينَ، وإرشَادِ الشَّبابِ المُراهِقينَ وتَطبِيعِهم على ارْتكَابِ الجَرِيمةِ وابْتكَارِ السُّبلِ لإمَاتتِ شُعورِ الرَّحمةِ والإنسَانِيةِ في قُلوبِهم.

     2- تَتسبَّبُ لهم تَراجُعُ وضَعفٌ في التَّحصِيلِ الأكادِيمِي.

     3-  تُؤدِّي بهم إلى العَيشِ في عُزلةٍ عن الآخرِينَ.

     4 - تُؤدِّي إلى إصَابتِهم بالتِهابَاتِ المَفاصلِ، وفضلاً عن ذلك الإصَابةِ بالإضطِرابَاتِ النَّفسيَّةِ.

     نعم لا تَخلُوا بَعضُ الألعَابِ الألِكترُونيةِ مِن إيجَابِياتٍ - مع الإلتِزامِ بالأمُورِ المَذكُورةِ في أدناه - إذ أنَّ كَثيراً منْها يُحفِّزُ الأطفَالَ على ابْتِكارِ الحُلولِ والأفكَارِ الإبدَاعِيةِ، الأمرُ الَّذي يُمكِّنُه مِن تَطبِيقِها في العَالَمِ الوَاقِعيِ في حَياتِه اليَومِيةِ.

     أما بالنِّسبةِ للْحُلولِ:

    1- يَتولَّى الأبُ أو الأمُّ تَحدِيدَ وَقتٍ مُعيَّنٍ لمُمارَسةِ الطِّفلِ ألعَاباً مُعيَّنةً يَتمُّ اخْتِيارُها له.

    2- المُراقَبةُ والمُتابَعةُ مِن قِبَلِ الأبوَينِ لمَعرِفةِ ما يُمارِسُه الطِّفلُ مِن ألعَابٍ بعد اخْتيَارِهِما العَاباً مُعيَّنةً له.

    3- أنْ تَكُونَ مُمارَسةُ الطِّفلِ للألعَابِ على نَحوٍ جَماعِيٍّ ومُشتَركٍ مع أصدِقَائِه أو إخوَتِه كي لا يَتفَاقمُ لدَيه المُيولُ إلى الوَحدَةِ والعُزلَةِ.

    4- إشغَالُه بالألعَابِ التَّقلِيديَّةِ المَعرُوفةِ.

    5- مُمارَسةُ رِياضَةٍ فيْها نَوعُ تَسلِيةٍ. 

     ودُمتُم سَالِمينَ.