ما جاء الإسلام ليرغم النّاس على الدين بقوة السيف.

نائل/ لبنان/: القرآن يقول { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } ونرى جماعات المسلمين يرغمون الناس على التدين والدخول الى الإسلام أ ليس هذا خلاف ما نص عليه كلام الله؟!

: اللجنة العلمية

الأخ نائل المحترم .. السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم القران يصرّحُ وبوضوح أنّه لا اكراه في الدّين وقد علّل سبحانه وتعالى ذلك بقوله قد تبيّن الرّشد من الغيّ فلا يحقّ لأحدٍ أن يُكرهَ أحداً على الطّاعة وأمّا تلك الجماعات التي أشرتَ لها في سؤالك فهي قد تمّ إعدادها من قبل أعداء الإسلام، هدفها هو تشويهُ سمعة الإسلام بأعمالٍ ما أنزل الله بها من سلطان .. فالإسلامُ لا يرغمُ أحداً على الطّاعة فهل تعلم أنّه في الإسلام لو أُكرهَ أحد على الطاعة فأطاع مكرهاً لا يؤجر ولا يكون أجرهُ كأجر من أطاع باختياره بل حتّى في الحروب الّتي أمر بها الله النبيّ الاكرم محمد (صلّى الله عليه وآله) لم تكن غايتها إرغام النّاس على الطّاعة بقوة السيف فالقتال كما قيل لم يُشرّع لفرض منهج، إنّما شُرّع ليفرض حرّية اختيار المنهج، بدليل قول الحق: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256].

وعلى ذلك فالإسلامُ لا يفرض الدّين، ولكنّه جاء ليفرض حريةَ الاختيار في الدّين، فالقُوَى التي تعوق إختيارَ الفرد لدينه، يقف الإسلام أمامها لترفعَ تسلّطها عن الّذين تبسط سلطانها عليهم ثم يترك النّاس أحراراً يعتنقون ما يشاؤون، بدليل أنّ البلاد التي فتحها الإسلام بالسّيف، ظلّ فيها بعض القوم على دياناتهم. فلو أنّ القتال شرّع لفرض دين لما وجدنا في بلد مفتوح بالسّيف واحداً على غير دين الإسلام".

ودمتم سالمين.