هَلْ كَانَ الإِمَامَانِ الحَسَنَانِ ﴿ع﴾ يَقْبَلَانِ عَطَايَا مُعَاوِيَةَ؟

مُؤَمَّلُ عَبْدِ الرَّحمَنِ: السَّلَامُ عَلَيكُم وَسَلَامٌ عَلَى عُلَمَائِنَا العِظَامِ.. وَأَنَا أَتَصَفَّحُ كِتَابَ البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ لِٱبْنِ كَثِيرٍ، وَصَلتُ إِلَى الجُزءِ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِسَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الإِمَامِ الحَسَنِ وَالإِمَامِ الحُسَينِ وَهُوَ: أَنَّ الإِمَامَينِ كَانَا يَسْتَلِمَانِ هَدَايَا وَعَطَايَا كَنُقُودٍ وَذَهَبٍ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ ٱبْنِهِ (لَعَنَهُمَا ٱللهُ)؟؟ فَهَلْ هَذَا صَحِيحٌ؟ عِلمَاً بِأَنَّ ٱبْنَ كَثِيرٍ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ حَالُهُ حَالُ البُخَارِيّ عَالِمٌ عَظِيمٌ.

: اللجنة العلمية

الأخُ مؤمَّلٌ المُحترَمُ، السَّلامُ عليكُم ورحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ 

وَرَدَ فِي بَعضِ رواياتنا أَنَّ الحَسَنَينِ ﴿عَلَيهِما السَّلَامُ﴾ كَانَا يَقبَلَانِ جَوَائِزَ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ الصَّادِقُ وَالكَاظِمُ ﴿عَلَيهِما السَّلَامُ﴾ يَقبَلَانِ جَوَائِزَ المَنصُورِ وَهَارُون العَبَّاسِيِّ.

عَنْ يَحيَى بْنِ أَبِي العَلَاءِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ ٱللهِ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الحَسَنَ والحُسَينَ ﴿عَلَيهِما السَّلَامُ﴾ كَانَا يَقبَلَانِ جَوَائِزَ مُعَاوِيَةَ. وَسَائِلُ الشِّيعَةِ ج17 ص214.

وَمَوقِفُ أَهْلِ البَيتِ ﴿ع﴾ مَعرُوفٌ مِنَ الدَّولَةِ الأُمَوِيَّةِ وَالعَبَّاسِيَّةِ، إِذ مَعَ أَخذِهِم عَطَايَاهُم لَمْ يَسكُتُوا عَنْ بَيَانِ ظُلمِهِم وَغَصْبِهِم لِلخِلَافَةِ، رَوًى الحُسَينُ بْنِ عَلوَانَ عَنْ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ﴿عَلَيهِما السَّلَامُ﴾ أَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ ﴿عَلَيهِما السَّلَامُ﴾ كَانَا يَغمِزَانِ مُعَاوِيَةَ، وَيقَعَانِ فِيهِ وَيَقبَلَانِ جَوَائِزَهُ. وَسَائِلُ الشِّيعَةِ ج17 ص217.

وَقَدْ ذَكَرَ فُقَهَاؤُنَا - ٱستِنَادَاً إِلَى الرُّوَايَاتِ - أَنَّ جَوَائِزَ السُّلْطَانِ الجَائِرِ وَعَطَايَاهُ، يَجُوزُ أَخْذُهَا مَا لَمْ يُعلَمُ بِكَونِهَا حَرَامَاً.

قَالَ المُحَقِّقُ الحِلِّيُّ: (جَوَائِزُ الجَائِرِ إِنْ َعُلِمَتْ حَرَامٌ بِعَينِهَا فَهِيَ حَرَامٌ، وَإِلَّا فَهِيَ حَلَالٌ) شَرَائِعُ الإِسلَامِ ج2 ص266.

وَلِلِٱسْتِزَادَةِ يُمكِنُكُم مُرَاجَعَةَ: جَوَاهِرِ الكَلَامِ ج22 ص170 وَمَا بَعْدَ، وَالمَكَاسِبِ لِلشَّيخِ الأَنصَارِيِّ ج2 ص165، الحَدَائِقِ النَّاضِرَةِ ج18 ص261.

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.