الفَرقُ بَينَ النَّبِيّ والإمامِ وأيُّهُما أفضَلُ.

علي عَبدِ الكاظِم: السَّلامُ عَلَيكُم... ما الفَرقُ بَينَ الإمامِ والنَّبيِّ ومَنْ هوَ أفضَلُ وهلْ كانَ إبراهيمُ عَليهِ السَّلامُ نَبيَّاً وإماماً وخَليلاً   قالَ تَعالى (البَقَرةُ) : وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ

: اللجنة العلمية

الأخُ عليٌّ المحتَرَمُ، عَليكُمُ السَّلامُ ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ 

الْفَرْقُ بَيْنَ الْإمَامَةِ وَالنُّبُوَّةِ هُوَ فِي تَلَقّي الْوَحْيّ، فَالنَّبِيُّ يَتَلَقَّى الْوَحْيَ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَالْإمَامُ لَا يُوحَى إِلَيْهِ بَلْ يَصِلُهُ الْعِلْمُ الْإلَهِيُّ عَنْ طَرِيقِ الْإلْهَامِ، وَهُمَا قَدْ يَجْتَمِعَانِ، كَمَا فِي إبراهيمَ (عَلَيْهِ السّلَامُ) وَأَنْبِيَاءِ أَولِي الْعَزْمِ، وَقَدْ يَفْتَرِقَانِ، كَمَا فِي سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ لَيْسُوا أئِمَّةً، وَأئِمَّةُ أهْلِ الْبَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلامُ) الَّذِينَ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْأفْضَلِيَّةِ، فَالْمُسْتَفَادُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَإِذِ اِبْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ( 124)} الْبَقَرَةُ.

أَنَّ الْإمَامَةَ أَفَضَلُ وَأَعْلَى رُتْبَةً مِنَ النُّبُوَّةِ ؛ لِأَنَّهَا مُنِحَتْ لإبراهيمَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) تَكْريمًا لَهُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالْخُلَّةِ وَحَالَةِ الْاِبْتِلَاءِ ؛ فَالْمَعْلُومُ أَنَّ إبراهيمَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) رَزَقَهُ اللهُ بِالذُّرِّيَةِ فِي أُخرَياتِ حَيَاتِهِ وَكِبَرِ سِنِّهِ: { وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ( 69 )

فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)

وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ( 71 )

قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ( 72 )} هود .

فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَهَذَا يَعْنِي أَنَّ مَنْحَ هَذَا الْمَنْصِبِ الْجَدِيدِ (الْإمَامَةَ) لإبراهيمَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالْخُلَّةِ وَسِلْسلَةِ الْاِبْتِلَاءَاتِ الَّتِي تَعَرَّضَ لَهَا يُستفادُ مِنْهُ أَنَّ هَذَا الْمَنْصِبَ أَعَلَى مِنَ الْمَنَاصِبِ السَّابِقَةِ ؛ وَإِلَّا لَا يَسْتَقِيمُ التَّكْريمُ بِمَنْحِ الْمَنْصِبِ الْأَدْنَى مَعَ وُجُودِ الْمنْصِبِ الْأعْلَى.

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.