مَن قُتِلَ بسيفِ النّبي (ص) ؟  

سؤال:  516 - السّلامُ عليكم، هل قتلَ النبيُّ الأكرمُ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) أحداً منَ المُشركينَ في حياتِه الشّريفة ؟ وإن لم يقتُل فما علّةُ ذلك ؟  

: سيد حسن العلوي

:  

أوّلاً:  

لم يثبُت أنّ النبيَّ (ص) باشرَ بيدِه قتلَ أحدٍ غير شخصٍ واحدٍ، وهوَ أبيُّ بنُ خلفٍ الجمحي، طعنَه النبيُّ (ص) في معركةِ أُحد، وكانَ (ص) قد أخبرَه بأنّهُ سيقتله، وماتَ في طريقِه إلى مكّةَ مُتأثّراً بجراحِه.  

قالَ البلاذري: أبيُّ بنُ خلفٍ الجمحي ، قتلَه النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم بيدِه. (أنسابُ الأشراف: 1 / 335).  

في صحيحةِ الحلبي عن أبي عبدِ الله (عليهِ السّلام) قالَ: لم يقتُل رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) رجلاً صبراً قطُّ غيرَ رجلٍ واحدٍ عقبةُ بنُ أبي معيطٍ لعنَه الله، وطعنَ إبنَ أبي خلفٍ فماتَ بعدَ ذلك. (تهذيبُ الأحكامِ للطوسي: 6 / 173، وسائلُ الشّيعة: 15 / 148).  

وعقبةُ لم يباشِر النبيُّ (ص) بقتلِه بيدِه، وإنّما أمرَ أميرَ المؤمنينَ (ع) أن يقتله، ولِذا كانَ إبنه الوليدُ بنُ عقبة، الفاسقُ بنصِّ القرآنِ، يبغضُ عليّاً (ع)، لأنّهُ (ع) قتلَ أباه، قالَ الثقفيُّ عنه: فهوَ مِن مُبغضي عليٍّ عليهِ السّلام وأعدائِه وأعداءِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وآله لأنَّ أباهُ قتله النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآله بيدِ عليٍّ صبراً يومَ بدرٍ بالصّفراء. (الغاراتُ للثّقفي: 2 / 519).  

وقيلَ: إنّ النبيّ (ص) قتلَ أبا غرة (غرّة) الجمحي بيدِه، ولكنّهُ لا يثبتُ، فإنّه (ص) أمرَ أحدَ أصحابِه بأنَّ يقتله، قالَ البلاذري: أبو عزّةُ عمرو بنُ عبدِ اللهِ بنِ عميرٍ بنِ أهيب إبنِ حذافةَ بنِ جمحٍ، كانَ أُسرَ يومَ بدرٍ فشكا إلى رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم خلّتَه وكثرةَ عيالِه ، فأطلقَه بعدَ أن حلفَ لهُ أنّه لا يخرجُ عليه . فلمّا كانَ يومُ أحد ، أخذَ أسيراً ، وكانَ قد أرادَ أن لا يخرجَ معَ قريشٍ مِن مكّةَ ، وقالَ : إنّ محمّداً أحسنَ إليّ ومِن عليّ وليسَ هذا جزاؤه . فلم يزَل بهِ صفوانُ بنُ أميّةَ ، وأبيّ بنُ خلفٍ حتّى أخرجاهُ وضمنا لهُ أمرَ عيالِه . فقالَ لرسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلم : يا محمّدُ ، مُنّ عليّ . فقالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم : إنّ المؤمنَ لا يُلدغُ مِن جُحرٍ مرّتين : أتريدُ أن ترجعَ مكّةَ فتمسحَ عارضيكَ وتقولُ : خدعَتُ محمّداً مرّتين ؟ ثمَّ أمرَ عاصماً بنَ ثابتٍ بنِ أبي الأفلح أن يضربَ عنقَه . فضربَ عُنقَه. (أنسابُ الأشراف: 1 / 335).  

ونقلَ العلّامةُ المجلسي عنِ الخرائجِ والجرائح، أنّ النبيَّ (ص) أمرَ عليّاً (ع) أن يضربَ عنقَه. (بحارُ الأنوار: 20 / 79).  

  

ثانياً:   

لا نعلمُ السّببَ الحقيقيَّ وراءَ عدمِ مباشرةِ النبيّ (ص) بقتلِ أحدٍ بيدِه، ولعلّهُ كانَ مأموراً بذلكَ، لعللٍ وأسبابٍ وحِكمٍ لا يعلمُها إلّا اللهُ تعالى.  

  

ولا يتوهّمُ عدمَ شجاعتِه – والعياذُ بالله – فإنّهُ (ص) أشجعَ الخلقِ، كما أجمعَ عليهِ المسلمونَ قاطبة.  

  

  

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.