هل رواية حادثة البوم ومقتل الإمام الحسين عليه السلام صحيحة ؟.

: اللجنة العلمية

 السائل: حسام علي حسن.

جواب السؤال اجمالاً: 

1- إن سند الحديث ضعيف لوجوه سأذكرها في الجواب التفصيلي.

2- متن الحديث لا يمكن قبوله, لأنه مخالف للواقع من وجوه كثيرة سأذكرها.

الجواب التفصيلي: 

الحديث الذي نحن بصدده هو الحديث الذي رواه ابن قولويه القمي (رحمه الله) في كامل الزيارات وهذا نصه: 

 حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن علي بن صاعد البربري - قيماً لقبر الرضا (عليه السلام) -، قال: حدثني أبي، قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) فقال لي: ترى هذه البوم ما يقول الناس، قال: قلت جعلت فداك جئنا نسألك، قال: فقال: هذه البومة كانت على عهد جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تأوي المنازل والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى وترجع إلى مكانها، فلما قتل الحسين (عليه السلام) خرجت من العمران إلى الخراب والجبال والبراري، وقالت: بئس الأمة أنتم، قتلتم ابن بنت نبيكم ولا آمنكم على نفسي(1).

وهذا الحديث ضعيف السند والدلالة.

أما السند فوجوه ضعفه كثيرة، وإليك ذكرها بالتفصيل:

الوجه الأول: إنه ضعيف بسلمة بن الخطاب البراوستاني.

1- سلمة بن الخطاب أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني: 

كان ضعيفا في حديثه له عدة كتب، منها كتاب ثواب الأعمال، كتاب نوادر، كتاب السهو، كتاب القبلة، كتاب الحيض، كتاب ثواب الحج، كتاب مولد الحسين بن علي (عليه السلام) ومقتله، كتاب عقاب الأعمال، كتاب المواقيت، كتاب الحج، كتاب تفسير ياسين، كتاب افتتاح الصلاة، كتاب الجواهر، كتاب نوادر الصلاة، كتاب وفاة النبي (صلى الله عليه وآله), أخبرنا محمد بن علي بن شاذان قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي وأحمد بن إدريس وسعد والحميري عن سلمة، وأخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن جعفر بن سفيان، رجال النجاشي ص : 188عن أحمد بن إدريس، عن سلمة بسائر كتبه(2).

2- وقال ابن الغضائري: سلمة بن الخطاب البراوستاني أبومحمد، من سواد الري ضعيف.

أقول: يحكم بضعف الرجل لتضعيف النجاشي إياه(3).

الوجه الثاني: الحسين بن علي بن صاعد البربري، فهو مجهول الحال ليس له أي توثيق في كتب الرجال.

الوجه الثالث: علي بن صاعد البربري، فهو الاخر مجهول الحال.

وأما دلالة الحديث فواضح ضعفه، لوجوه: 

الوجه الأول: إن البوم منذ أن خلقه الله يسكن المناطق المعزولة عن الناس.

الوجه الثاني: إن الحديث مروي عن الإمام الرضا (عليه السلام) فكيف يمكن لبوم أن يعيش أكثر من مائتي عام؟.

الوجه الثالث: ما هي خصوصية هذه البومة التي كانت في زمن رسول الله (صلى الله عليه واله) كما يُروى، مع أنّ صفة الإنعزالية ليستْ خاصة بهذه البومة المشار إليها بل هي عامة، فلم خصها الإمام بهذا الكلام؟!. 

خلاصة الجواب:

1- الرواية ضعيفة السند، وقد بينا وجوه ضعفها.

2- الرواية غير مقبولة الدلالة.

______________________

1 - كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه - (ج 1 / ص 180)

2 - رجال النجاشي - (ج 1 / ص 132) 

3- معجم رجال الحديث - (ج 9 / ص 148)