ما هي حقيقة كتاب شمس المعارف الكبرى؟

ما هي حقيقة كتاب شمس المعارف الكبرى؟ ما قصة ما ورد فيه من طلاسم؟ لم النسخة الأصلية مختفية؟ من يكون مؤلفه أحمد البوني؟ هل حقاً هو عالم شيعي أم أنه مشعوذ؟

: السيد رعد المرسومي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيُنسبُ كتابُ شمسِ المعارف إلى مؤلّفِه أحمدَ بنِ عليٍّ البونيّ المتوفّى في سنةِ 622 هـ. ومحتوى هذا الكتابِ مزيجٌ عجيبٌ منَ المعلوماتِ المفهومةِ وغيرِ المفهومة وفيهِ أمورٌ لتحضيرِ الجنّ، وفيهِ صفاتٌ خطيرةٌ وشعوذة، والبونيُّ هذا معروفٌ عندَ المُهتمّينَ بالروحانيّاتِ والسّحرِ والرّملِ وما شابه، ولهُ مؤلّفاتٌ في هذا الميدان، ولقد كانَ البعضُ يبحثونَ عَنها في المكتباتِ ويقضونَ الأوقاتَ في محاولةِ فكِّ رموزِها لتسخيرِ الجنّ، وبعضُهم كانَ يتعاطى هذا السّحرَ والطلاسمَ غيرَ المفهومةِ لشفاءِ المُصابينَ بالمسِّ ـ حسبَ زعمِهم. وقد ذكرَ الشيخُ آغا بُزرگ الطهراني هذا الكتابَ في موسوعتِه الذريعةِ إلى تصانيفِ الشيعة (ج14/ص227)، وقالَ في وصفِ الكتابِ أنَّه: «شمسُ المعارفِ ولطائفُ العوارف في الأدعيةِ والأورادِ والأذكارِ والختوماتِ والتسخيراتِ والتوسّلاتِ بأسماءِ اللهِ تعالى وغيرِ ذلك مِن خواصِّ السّورِ والآياتِ وبعضِ العلومِ الغريبةِ، وغيرِ ذلك»، ثمَّ قال: «أوردَ فيه أموراً غريبةً عجيبةً وأدعيةً وأعمالاً كلُّها بغيرِ سندٍ ولا مُستنَد». والكتابُ مطبوعٌ في مؤسّسةِ النورِ للمطبوعات، بيروت – لبنان. وأمّا عقيدةُ مؤلّفِ الكتابِ فهوَ ليسَ شيعيّاً وإن كانَ يوردُ في بعضِ أدعيتِه الصّلاةَ على محمّدٍ وآله الطيّبينَ الطاهرينَ، والأقربُ إلى الصّوابِ أنّه صوفيٌّ، ويؤيّدُ ذلكَ ما ذكرَه الأستاذُ محمود حمدي زقزوق، في كتابِه موسوعةُ التصوّفِ الإسلامي، (ص241)، حينَ قال: يُعدُّ كتابُ " شمسُ المعارف الكُبرى " لصاحبِه أبو العبّاسِ أحمدُ بنُ عليٍّ البونىّ مِن أهمِّ الكتاباتِ الصوفيّةِ في علمِ الحروف، في حينِ يرفضُ لويس ماسينيون اعتبارَه كتاباً في التصوّفِ، ويضعُه ضمنَ كُتبِ السّحرِ والتنجيم 18. وأمّا السيّدُ عبدُ اللهِ شرفُ الدين، في كتابِه (معَ موسوعاتِ رجالِ الشيعة، ج1 /ص269) حينَ أوردَ ما ذكرَهُ الشيخُ أغا بزرك الطهرانيّ آنفاً عن حقيقةِ كتابِ شمسِ المعارفِ للبونيّ ، وأنَّ كلَّ مَن ذكرَ البونيّ لم ينسِبهُ إلى أحدِ المذاهبِ الأربعةِ ولا غيرها. علّقَ السيّدُ على ذلك قائلاً: أقولُ: بعدَ أن لم يتبيَّن تشيّعُهُ كانَ الواجبُ عدمَ ذكره، وينصُّ على نفي تشيّعِه ذكرُ الشيخِ يوسف النبهاني له في كتابِه جامعُ كراماتِ الأولياء ج 1 ص 314 ، حيثُ ذكرَ له كراماتٍ ، والنبهانيّ المذكورُ معروفٌ بتعصّبِه وعدائِه للشيعةِ وقد ملأ كتبَهُ مِن ذلكَ الشيءَ الكثير، ومِن مؤلّفاتِه كتابٌ في الدفاعِ عن معاويةَ أسماه : البديعةُ في إقناعِ الشيعة. وأمّا السّببُ في اختفاءِ النسخةِ الأصليّة، فليسَ لنا علمٌ بذلك، ولكن ممكنٌ أن يكونَ ذلكَ مِن جهةِ اشتمالِ الكتابِ على أمورِ السّحرِ والشعوذةِ وتحضيرِ الجنِّ المعروفةِ عن هذا الكتاب. واللهُ أعلمُ بالصّواب. ودمتُم سالِمين.