ما هو المقصود بالنبأ العظيم في سورة النبأ ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ )

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،

وردَت عدّةُ رواياتٍ تُبيّنُ أنَّ المقصودَ بالنبأ العظيمِ في هذهِ الآيةِ المُباركةِ هوَ ولايةُ أميرِ المؤمنينَ الإمامِ عليٍّ بنِ أبي طالب عليهِ السلام، فمِن هذهِ الرواياتِ ما يلي: أوّلاً: في كتابِ الكافي للكُلينيّ ( 1/418، ح34 ) : الحسينُ بنُ محمّد ، عن مُعلَّى بنِ محمّد ، عن محمّدٍ بنِ أورمة ومحمّدٍ بنِ عبدِ اللَّه ، عن عليٍّ بنِ حسّان ، عن عبدِ اللَّه بنِ كثير ، عن أبي عبدِ اللَّه - عليهِ السّلام - في قولِه - تعالى - : « عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ » قالَ : « النَّبَأِ العَظِيمِ » الولايةُ . ثانياً: وفي كتابِ الكافي أيضاً ( 1 / 207 ، ح 3 ): محمّدٌ بنُ يحيى، عن أحمدَ بنِ مُحمّد ، عن محمّدٍ بنِ أبي عُمير أو غيرِه ، عن محمّدٍ بنِ الفُضيل ، عن أبي حمزةَ ، عن أبي جعفرٍ - عليهِ السّلام - قالَ : قلتُ له : جُعلتُ فداك ، إنَّ الشّيعةَ يسألونَك عن تفسيرِ هذهِ الآية : « عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ » .قالَ : ذلكَ إليّ ، إن شئتُ أخبرتُهم ، وإن شئتُ لم أخبِرهم . ثمَّ قالَ : لكنّي أخبِرُك بتفسيرِها . قلتُ : « عمَّ يتساءلون » . قالَ : فقالَ : هيَ في أميرِ المؤمنينَ - عليهِ السّلام - كانَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلام يقولُ : ما للَّهِ آيةٌ هيَ أكبرُ منّي ، ولا للَّهِ مِن نبأٍ أعظمُ منّي . وفي روضةِ الكافي ( 8 / 30 ، ح 4 ) : خُطبةٌ لأميرِ المؤمنينَ - عليهِ السّلام - وهيَ خُطبةُ الوسيلةِ ، قالَ فيها : وإنّي النّبأ العظيم . وفي تفسيرِ عليٍّ بنِ إبراهيم ( 2 / 401) : حدّثني أبي ، عن الحُسينِ بنِ خالد ، عن أبي الحسنِ الرّضا - عليهِ السّلام - في قولِه - تعالى - : « عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ » قالَ : قالَ أميرُ المؤمنينَ - عليهِ السّلام - : ما للَّهِ نبأٌ أعظمُ منّي ، وما للَّه آيةٌ أكبرُ منّي ، ولقد عُرضَ فضلي على الأممِ الماضيةِ على اختلافِ ألسنتِها فلم تُقرَّ بفضلي . وفي عيونِ الأخبارِ للشيخِ الصّدوق ( 2 / 6 ، ح 13  ) ، بإسنادِه إلى ياسرٍ الخادم : عن الرّضا ، عن أبيهِ ، عن آبائِه ، عن الحُسينِ بنِ عليّ - عليهم السّلام - قالَ : قالَ رسولُ اللَّه - صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله - لعليٍّ : يا عليّ ، أنتَ حُجّةُ اللَّهِ وأنتَ بابُ اللَّه ، وأنتَ الطريقُ إلى اللَّه ، وأنتَ النّبأ العظيم . وفي شرحِ الآياتِ الباهرة ( 2 / 758 ، ح 3 ) : قالَ مُحمّدٌ بنُ العبّاس - رحمَه اللَّه - : حدّثنا أحمدُ بنُ هوذة ، عن إبراهيمَ بنِ إسحاق ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ حمّاد ، عن أبانَ بنِ تغلب قالَ : سألتُ أبا عبدِ اللَّه - عليهِ السّلام - عن قولِ اللَّه : « عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ الَّذِي هُم فِيهِ مُختَلِفُونَ » . فقالَ : هوَ عليٌّ - عليهِ السّلام - ، لأنَّ رسولَ اللَّه - صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله - ليسَ فيهِ خلاف. ودمتُم سالِمين.