إنكار وجود الروح

قد يقال : إن الروح لا توجد  في الجسد، وحينما يموت الإنسان تتوقف أعضاء جسمه، بمعنى أن وفاة الإنسان راجعة إلى توقف أعضاء بدنه، لا إلى خروج روحه، لأن الروح بالحقيقة لا وجود لها.

: اللجنة العلمية

 

     والجواب عن ذلك: 

     اولاً: إن الأمر لا يخلو من فرضين لا ثالث لهما:

     إما أن تكون الروح موجودة أو معدومة، ولابد من بيان دليل لكل فرض لمن يتبناه .

     والأخ السائل لم يقدم دليلاً على عدم وجود الروح، واكتفى بإعادة الدعوى المطروحة في المسألة (هل الروح موجودة أو لا) فقال: هي غير موجودة .

     وثانياً : يمكن الإستدلال على وجود الروح بجملة من الأدلة، منها:

أ‌- إن مما لا شك فيه أن للإنسان مشاعر وأحاسيس من حب وبغض وأفراح وأتراح و و و....، فهل منشأ هذه المشاعر هو اليد أم القدم أم الرأس أم الأمعاء أم أم أم ؟ . مما لا ريب فيه أن هذه المشاعر والأحاسيس ليست ناشئة عن أحد أعضاء الإنسان، فلابد أن يكون شيء آخر هو الذي نسميه بالروح .

ب‌- كثيراً ما يتحدث الناس عن الضمير، وأن من الناس من هو حي الضمير ومنهم من هو ميت الضمير، ويقال لمن لا يساعد الناس ولا يرحمهم بأنه لا ضمير له، وأن من يحسن إلى الناس ينعت بأنه صاحب ضمير حي، وما شاكل هذه التعابير.

   فنسأل: من أين ينشأ الضمير ؟

     بلا شك ليس منشأه العين أو الأذن ونحوها، بل هو الروح التي توجد في الإنسان.

     وثالثاً: كثيراً ما يموت الإنسان وبعد الفحص الطبي يجد الأطباء سلامة أعضاء الميت، فلو كان الموت هو عبارة عن توقف الأعضاء، وهي بحسب الفرض لا تتوقف إلاّ عند تلفها- وإلاّ لماذا تتوقف – يلزم أن يكون كل ميت تالف الأعضاء كلها أو بعضها، مع أن كثيراً من الناس من يموت وهو في سن الشباب، وبكامل الصحة والعافية. 

     ورابعاً: نسأل: هل أن أعضاء الإنسان قبل موته تختلف عنها بعد موته، أم هي ذاتها بلا فرق ؟ .

     إن قيل: لا يوجد فرق، فهذا خلاف الوجدان، فهي قبل الموت متحركة، وبعد الموت ساكنة.

     وإن قيل يوجد فرق، فحينئذٍ نسأل عن سبب ذلك الإختلاف بين كونها سابقاً متحركة والآن ساكنة؟ 

     فليس هو ألا الروح، فعند وجودها توجد الحركة – فلذا تسمى حياة – وعند خروجها يتحقق السكون.