وَجْهُ تَقْدِيمِ الزَّانِيَةِ وَالسَّارِقِ فِي الآيَتَيْنِ فِي القُرْآنِ؟!!

إِبْرَاهِيمُ /: لِمَاذَا قَدَّمَ اللهُ الزَّانِيَةَ عَلَى الزَّانِي فِي آيَةِ الزِّنَى، وَقَدَّمَ السَّارِقَ عَلَى السَّارِقَةِ فِي آيَةِ السَّرِقَةِ؟

: اللجنة العلمية

      الأَخُ إِبْرَاهِيمُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

      هَذَا التَّقْدِيمُ لِلزَّانِيَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) النُّورُ: 2.

        وَتَقْدِيمُ السَّارِقِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنْ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)) المَائِدَةُ: 38، يَكْشِفُ عَنْ إعجازٍ قُرْآنِيٍّ لَا يَسْتَطِيعُ البَوْحَ بِهِ إِلَّا مَنْ مَلَكَ الإِحَاطَةَ الشُّمُولِيَّةَ بِطَبَائِعِ البَشَرِ وَمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِنْ أَفْعَالٍ، فَقَدْ أَثْبَتَتْ الدِّرَاسَاتُ العِلْمِيَّةُ وَالنَّفْسِيَّةُ وَالجِنَائِيَّةُ أَنَّ المَرْأَةَ هِيَ العَامِلُ الأَوَّلُ فِي أَغْلَبِ الأَحْيَانِ فِي مَوْضُوعِ الزِّنَا بِسَبَبِ إِثَارَتِهَا وَإِغْرَائِهَا لِلرَّجُلِ وَإِيقَاعِهِ فِي حَبَائِلِ الفَاحِشَةِ، بَيْنَمَا فِي جَانِبِ السَّرِقَةِ أَثْبَتَتْ الدِّرَاسَاتُ أَنَّ الرَّجُلَ غَالِبًا هُوَ مَنْ يَقُومُ بِالسَّرِقَةِ نَتِيجَةَ تَكَفُّلِهِ بِأَمْرِ المَعِيشَةِ أَكْثَرَ مِنْ المَرْأَةِ، وَمِنْ هُنَا جَاءَ التَّقْدِيمُ المَذْكُورُ فِي الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ.

        وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.