التَّصَوُّرَاتُ وَوَاجِبُ الوُجُودِ.

Redah kadum/: لِمَاذَا لَا يُوجَدُ تَصَوُّرٌ عَنْ اللهِ فِي الذِّهْنِ؟

: اللجنة العلمية

      الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

      أَوَّلًا: ذَكَرُوا فِي الحِكْمَةِ أنَّ تَصَوُّرَ أَيِّ مَوْجُودٍ مِنْ المَوْجُودَاتِ يَتَوَقَّفُ عَلَى بَيَانِ مَاهِيَّتِهِ، وَبَيَانُ المَاهِيَّةِ يَكُونُ بِبَيَانِ جُزْئِهَا العَامِّ وَهُوَ الجِنْسُ، وجُزْئِهَا المُخْتَصِّ وَهُوَ الفَصْلُ، فَالتَّصَوُّرُ إِنَّمَا يَكُونُ لِلمَوْجُودَاتِ المُرَكَّبَةِ، سَوَاءٌ المُرَكَّبَةُ تَرْكِيبًا عَقْلِيًّا أَمْ مَادِّيًا.

     وَالثَّابِتُ فِي الحِكْمَةِ أَنَّ وَاجِبَ الوُجُودِ لَا مَاهِيَّةَ لَهُ، فَلَيْسَ لَهُ جُزْءٌ عَقْلِيٌّ - لَا جِنْسٌ وَلَا فَصْلٌ - وَلَيْسَ لَهُ جُزْءٌ مَادِّيٌّ، وَبِهَذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يُتَصَوَّرَ، لِأَنَّ مُقْتَضَى التَّصَوُّرِ مَفْقُودٌ.

     وَبِبَيَانٍ آخَرَ: وَاجِبُ الوُجُودِ مِنْ المَوْجُودَاتِ المُجَرَّدَةِ وَلِكَيْ يُمْكِنَ إِدْرَاكُ الأَمْرِ المُجَرَّدِ لاَ بُدَّ مِنْ وُجُودِ سِنْخِيَّةٍ - مُمَاثَلَةٍ - بَينَ المُدْرِكِ وَالمُدْرَكِ، وَنَحْنُ مِنْ عَالَمِ المَادِّيَّاتِ، فَلَا سِنْخِيَّةَ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ.

     وَثَانِيًا: أنَّ عَدَمَ تَصَوُّرِ الخَالِقِ بلِحَاظِ الذَّاتِ، أَمَّا بلِحَاظِ صِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، فَالأَمْرُ مُمْكِنٌ، فَيُمْكِنُ أَنْ نَقُولَ: وَاجِبُ الوُجُودِ عَالِمٌ وَعِلْمُهُ غَيْرُ مَحْدُودٍ. وَاجِبُ الوُجُودِ قَادِرٌ، وَقُدْرْتُهُ لَا يَحُدُّهَا شَيْءٌ، وَهَكَذَا.

      وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.