دَلِيلُ وُجُودِ الوَاجِبِ الوُجُودِ.

Karrar Ganim/:   السُّؤَالُ: مَا هُوَ الدَّلِيلُ عَلَى وُجُودِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) عَلَى وِفْقِ النَّظَرِيَّةِ الفَلْسَفِيَّةِ حَيْثُ إنَّنَا نَعْلَمُ وَعَلَى وِفْقِ النَّظَرِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَخْلُوقٍ دِلَالَةٌ عَلَى وُجُودِ خَالِقٍ؟

: اللجنة العلمية

      ذَكَرَ عُلَمَاءُ الكَلَامِ عِنْدَ إِثْبَاتِ وَجُودِ وَاجِبِ الوُجُودِ - الخَالِقُ تَعَالَى شَأْنُهُ - جُمْلَةً مِنْ الأَدِلَّةِ العَقْلِيَّةِ، أَخْصَرُهَا وَأَقْرَبُهَا لِلذِّهْنِ بُرْهَانَانِ:

      الأَوَّلُ: بُرْهَانُ الحُدُوثِ.

      الثَّانِي: بُرْهَانُ الإِمْكَانِ.

       بَيَانُ بُرْهَانِ الحُدُوثِ:

      العَالَمُ حَادِثٌ - الصُّغْرَى -.

      وَكُلُّ حَادِثٍ لاَبُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ مُحْدِثٌ - الكُبْرَى -. 

      النَّتِيجَةُ: العَالَمُ لاَبُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ مُحْدِثٌ.

      بَيَانُ الصُّغْرَى: المُرَادُ مِنْ العَالَمِ هُوَ كُلُّ المَخْلُوقَاتِ، الشَّمْسُ وَالأَرْضُ وَالبِحَارُ وَالأَشْجَارُ وَالإِنْسَانُ وَوَوَ.

      وَمَعْنى كَوْنِهَا حَادِثَةً أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً، بِمَعْنَى أَنَّهَا كَانَتْ مَعْدُومَةً، وَبَعْدَ ذَلِكَ ثَبَتَ لَهَا الوُجُودُ.

      بَيَانُ الكُبْرَى: المُرَادُ مِنْ الحَادِثِ هُوَ الْمُمْكِنُ الَّذِي يَتَسَاوَى فِيهِ الوُجُودُ وَالعَدَمُ، فَالوُجُودُ لِلإِنْسَانِ لَيْسَ وَاجِبًا لَهُ وَلَيْسَ بِغَيْرِ وَاجِبٍ، فَيُمْكِنُ أَنْ يُوجَدَ وَيُمْكِنُ أَنْ لَا يُوجَدَ.

       وَبِالبَدَاهَةِ كُلُّ مَنْ كَانَ حَادَثًا - مُمْكِنًا – فهُو يَحْتَاجُ إِلَى عِلَّةٍ تُوجِدُهُ.

      وَهَذِهِ العِلَّةُ - المُحْدِثُ - يَجِبُ أَنْ تَكُونَ غَيْرَ مُمْكِنَةٍ، بَلْ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ وَاجِبَةَ وُجُودٍ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُمْكِنًا احْتَاجَ هُوَ أَيْضًا إِلَى عِلَّةٍ، وَالعِلَّةُ تَحْتَاجُ إِلَى عِلَّةٍ، وَهَكَذَا إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ، وَالشَّيْءُ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَصِيرَ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ.