لِمَاذَا سُمِّيَتْ الزَّهْرَاءُ (ع) بِأُمِّ أَبِيهَا؟!!

عَقِيلٌ جُمْعَةُ حَسَنٌ /: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. مَا هِيَ عِلَّةُ تَسْمِيَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) بِأُمِّ أَبِيهَا؟ وَجُزِيتُمْ خَيْرًا. 

: اللجنة العلمية

    الأَخُ عَقِيلٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

    لَمْ تَكُنْ بِنْتٌ أَوْ امْرَأَةٌ تَحْمِلُ هُمُومَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بَعْدَ مَوْتِ خَدِيجَةَ (رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا) إِلَّا الزَّهْرَاءُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، فَكَانَتْ هِيَ مَنْبَعُ الحَنَانِ الَّذِي يَتَنَشَّقُ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَبِيرَ الجَنَّةِ حِينَ يَشُمُّهَا، وَعِنْدَمَا يَذْهَبُ فِي سَفَرِهِ فَيَكُونُ آخِرُ مَنْ يُوَدِّعُهُ هُوَ فَاطِمَةَ، أَوْ عِنْدَمَا يُقْبِلُ مِنْ سَفَرِهِ فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يَذْهَبُ إِلَيْهِ هُوَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَيُطِيلُ المُكُوثَ عِنْدَهَا، كَمَا تُخْبِرُنَا الرِّوَايَاتُ.

     فَالزَّهْرَاءُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) كَانَتْ تَحْمِلُ هُمُومَ أَبِيهَا كُلَّهَا، وَكَانَ يَرَى فِيهَا بَلْسَمَ الأَمَلِ كُلَّهُ، فَهِيَ سِرُّ بَقَائِهِ فِي الوُجُودِ تَكْوِينًا وَتَشْرِيعًا، فَمِنْ حَيْثُ التَّكْوِينُ هِيَ أُمُّ ذُرِّيَّتِهِ، وَلَا ذُرِّيَّةَ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا، وَمِنْ هُنَا كَانَتْ (الكَوْثَرَ) بِنَصِّ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَمِنْ حَيْثُ التَّشْرِيعُ هِيَ أُمُّ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ الَّذِينَ تَسْتَمِرُّ إمَامَتُهُمْ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَبِهِمْ يَدُومُ الإِسْلَامُ عِزَّةً وَبَقَاءً، وَمِنْ هُنَا كَانَتْ بِحَقٍّ سِرَّ اسْتِمْرَارِ أَبِيهَا فِي الوُجُودِ تَكْوِينًا وَتَشْرِيعًا، فَنَالَتْ هَذَا اللَّقَبَ العَظِيمَ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ، وَلَئِنْ كَانَتْ زَوْجَاتُ النَّبِيِّ (ص) هُنَّ أُمَّهَاتُ المُؤْمِنِينَ، فَالزَّهْرَاءُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) هِيَ أَعْلَى رُتْبَةٍ مِنْهُنَّ، فَهِيَ أُمُّ المُصْطَفَى (ص) نَفْسِهِ، وَلَا رُتْبَةَ فِي الوُجُودِ لِامْرَأَةٍ مِثْلُ هَذِهِ الرُّتْبَةِ العَظِيمَةِ. 

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.