الإِسْلَامُ دِينُ الحُبِّ وَلَكِنْ لَيْسَ عَلَى الطَّرِيقَةِ الغَرْبِيَّةِ!!

سَعِيدٌ حَسَنٌ/ العِرَاقُ: صَدَرَ عَنْ المَرْكَزِ جَوَابٌ فِي ذَمِّ الإِحْتِفَالِ بِعِيدِ الحُبِّ، بَيْنَمَا فَتْوَى السَّيِّدِ السِّيستَانِيِّ (دَامَ ظِلُّهُ) تَقُولُ بِجَوَازِ الإِحْتِفَالِ.. هَلْ تُوجَدُ مُعَارَضَةٌ لِجَوَابِكُمْ مَعَ فَتْوَى السَّيِّدِ؟!!

: اللجنة العلمية

 الأَخُ سَعِيدٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 لَا تُوجَدُ أَيُّ مُعَارَضَةٍ بَيْنَ مَا ذَكَرْنَاهُ فِي جَوَابِنَا، وَمَا صَدَرَ مِنْ فَتْوًى عَنْ سَمَاحَةِ السَّيِّدِ (حَفِظَهُ اللهُ) بِالجَوَازِ، فَالفَتْوَى جَاءَتْ مُقَيَّدَةً بِقُيُودٍ حَيْثُ قَالَتْ: (إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَرْوِيجٌ لِلفَسَادِ أَوْ الضَّلَالِ فَلَا مَانِعَ)، وَجَوَابُنَا كَانَ عَنْ ظَاهِرَةٍ نَقَلَهَا النَّاسُ لَنَا فِي أَسْئِلَتِهِمْ وَيُشَاهِدُهَا الجَمِيعُ مِنْ حَالَةِ الإِبْتِذَالِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى فِعْلِ المُحَرَّمَاتِ مِنْ الإِخْتِلَاطِ وَتَنَاوُلِ المُنْكَرَاتِ وَتَبَادُلِ هَدَايَا ذَاتِ رُمُوزٍ غَرْبِيَّةٍ وَلَيْسَتْ إِسْلَامِيَّةً كَالدُّبِّ الأَحْمَرِ وَنَحْوِهِ، وَهَذَا كُلُّهُ مُخَالِفٌ لِفَتْوَى سَمَاحَةِ السَّيِّدِ (حَفِظَهُ اللهُ) الَّتِي قَيَّدَتْ جَوَازَ الإِحْتِفَالِ بِعَدَمِ التَّرْوِيجِ لِلضَّلَالِ وَالفَسَادِ، وَجَوَابُنَا كَانَ عَنْ هَذِهِ الحَالَةِ بِالذَّاتِ، وَإِلَّا فَالحُبُّ بِمَعْنَاهُ العَامُّ وَالإِحْتِفَالُ بِهِ لَا يُوجَدُ بِهِ بَأْسٌ وَضَرَرٌ إِذَا كَانَ وِفْقَ الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ، فَالإِسْلَامُ هُوَ دِينُ الحُبِّ وَالدَّعْوَةُ إِلَى الحُبِّ.  

  يَقُولُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) البَقَرَةُ: 165.

  وَجَاءَ فِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: "أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ الحُبُّ فِي اللهِ". 

  وَجَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص): "لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَهْلِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ، وَعِتْرَتِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ عِتْرَتِهِ".

  وَجَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص): "مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ البَيْتِ فَلْيَحْمِدَ اللهَ عَلَى أَوَّلِ النِّعَمِ؟ قِيلَ: وَمَا أَوَّلُ النِّعَمِ؟ قَالَ: طِيبُ الوِلَادَةِ، لَا يُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَتْ وِلَادَتُهُ.

 وَرُوِيَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ (ص) :مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ لَهُ: وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟

 قَالَ: حُبُّ اللهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.

 وَجَاءَ فِي مَحَبَّةِ المُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ: عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): "مَا الْتَقَى المُؤْمِنَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِأَخِيهِ.

 وَعَنْ الإِمَامِ البَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): "لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ لَأَثَابَهُ اللهُ عَلَى حُبِّهِ إِيَّاهُ وَإِنْ كَانَ المَحْبُوبُ فِي عِلْمِ اللهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ".

 وَفِي مَحَبَّةِ الزَّوْجِ لِزَوْجَتِهِ: جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص): "قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ: إِنِّي أُحِبُّكِ. لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَدًا".

 وَجَاءَ عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): "لَا غِنًى بِالزَّوْجِ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ وَهِيَ المُوَافَقَةُ، لَيَجْتَلِبَ بِهَا مُوَافَقَتَهَا وَمَحَبَّتَهَا وَهَوَاهَا وَحُسْنَ خُلُقِهِ مَعَهَا، واسْتِمَالَةُ قَلْبِهَا بِالهَيْئَةِ الحَسَنَةِ فِي عَيْنِهَا، وَتَوْسِعَتُهُ عَلَيْهَا.

 وَلَا غِنًى بِالزَّوْجَةِ فِيمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا المُوَافِقِ لَهَا عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ، وَهُنَّ: صِيَانَةُ نَفْسِهَا عَنْ كُلِّ دَنَسٍ حَتَّى يَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ إِلَى الثِّقَةِ بِهَا فِي حَالِ المَحْبُوبِ وَالمَكْرُوهِ، وَحِيَاطَتِهِ [أَيْ: حِفْظِهِ وَتَعَهُّدِهِ] لِيَكُونَ ذَلِكَ عَاطِفًا عَلَيْهَا عِنْدَ زَلَّةٍ تَكُونُ مِنْهَا، وَإِظْهَارُ العِشْقِ لَهُ بِالخَلَّابَةِ، وَالهَيْئَةُ الحَسَنَةُ لَهَا فِي عَيْنِهِ. انْتَهَى. 

 وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.