كَلَامٌ إِلَى دُعَاةِ طَمْرِ الحَقَائِقِ وَتَزْيِيفِ الوَقَائِعِ!!

Amjad Hassan:      قُلْتُمْ: سَكَتَ الإمَامُ عَلِيٌّ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةِ المُسْلِمِينَ حَتَّى لَا يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَهُوَ مُوصًى مِنْ قِبَلِ النَّبِيِّ؟ فَلِمَاذَا لَا تَلْتَزِمُونَ أَنْتُمْ بِالوَصِيَّةِ لِدَرْءِ الفِتْنَةِ الطَّائِفِيَّةِ.      لَوْ كَانَتْ الحَادِثَةُ المَنْسُوبَةُ إِلَى بَيْتِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ صَحِيحَةً لِمَاذَا لَمْ يَتَحَدَّثْ عَنْهَا الإمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا؟ وَكَانَ صَدِيقًا لِلخُلَفَاءِ الأَوَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ المُتَّهَمَيْنِ بِالقَضِيَّةِ؟ القَضِيَّةُ كُلُّهَا مِنْ نَسْجِ الخَيَالِ لإشْعَالِ الفِتْنَةِ الطَّائِفِيَّةِ بَيْنَ الطَّوَائِفِ الإسْلَامِيَّةِ لِنَشْرِ الجَهْلِ، وَالخُرَافَاتِ، وَالْغُلُوِّ، وَالأَسَاطِيرِ، وَالبِدَعِ، وَالنَّظَرِيَّاتِ الوَهْمِيَّةِ، وَالتَّخَلُّفِ، وَشَنِّ الحُرُوبِ الطَّائِفِيَّةِ % نَرْفُضُ أُسْطُورَةَ الهُجُومِ عَلَى بَيْتِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ.       كَيْفَ تَحَوَّلَتْ الإمَامَةُ مِنْ العِصْمَةِ إِلَى المَرَاجِعِ؟ وَكَيْفَ كَانَ العِلْمُ مِنْ اللهِ وَأَصْبَحَ اجْتِهَادًا؟ وَهَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَدْعُوا النَّاسَ إِلَى الإجْتِهَادِ بِالفِقْهِ؟ الإمَامَةُ الإلَهِيَّةُ المَزْعُومَةُ ابْتَدَعَهَا الغُلَاةُ وَالمُفَوِّضَةُ وَالزَّنَادِقَةُ وَالمُتَطَرِّفُونَ الَّذِينَ مَزَّقُوا الإسْلَامَ شَرَّ مُمَزَّقٍ، وَجَعَلُوا الإسْلَامَ دِينًا خَيَالِيًّا لَيْسَ لَهُ مِنْ الوَقْعَةِ شَيْئًا يُذْكَرُ!!!!      القَضِيَّةُ لَا عَقَائِدِيَّةٌ وَلَا تَارِيخِيَّةٌ وَإِنَّمَا هِيَ بِدْعَةٌ ابْتَدَعَهَا الغُلَاةُ لِلفِتْنَةِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ لِيَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى أَمْرٍ تَافِهٍ لَمْ يَحْدُثْ مُنْذُ 1400 عَامٍ وَالمُسْلِمُونَ يَتَقَاتَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى الخُرَافَاتِ وَالأَسَاطِيرِ وَالبِدَعِ المَنْسُوجَةِ مِنْ قِبَلِ القَصَّاصِينَ وَالدَّجَّالِينَ الَّذِينَ يَعْتَاشُونَ عَلَى الأَكَاذِيبِ وَالفِتَنِ الدَّاخِلِيَّةِ وَالخَارِجِيَّةِ؟ انْظُرُوا اليَوْمَ نَحْنُ فِي العِرَاقِ عَمَائِمُ الجَهْلِ، وَالتَّخَلُّفِ، وَالخُرَافَاتِ، وَالْغُلُوِّ، وَالأَسَاطِيرِ، وَالبِدَعِ، وَالنَّظَرِيَّاتِ الوَهْمِيَّةِ، وَالتَّخَلُّفِ، وَشَنِّ الحُرُوبِ الطَّائِفِيَّةِ، يُنَعَّمُونَ بِالأَمْوَالِ وَالْجَاهِ وَالسُّلْطَةِ عَلَى حِسَابِ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالأَرَامِلِ وَالأَيْتَامِ وَيَخْدَعُونَ النَّاسَ بِاللَّطْمِ، وَالبُكَاءِ، وَمَوَاكِبِ التَّشْيِيعِ الوَهْمِيَّةِ الخَيَالِيَّةِ، وَأَسَاطِيرِ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَلَيْلَةٍ، وَالمَنَامَاتِ الكَاذِبَةِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ المَالِ وَالسُّلْطَةِ وَالْجَاهِ؟ يَقُولُونَ لَكُمْ: اطْلُبُوا حَوَائِجَكُمْ مِنْ القُبُورِ لِلشِّفَاءِ. وَهُمْ يَتَعَالَجُونَ فِي أَحْدَثِ المُسْتَشْفَيَاتِ الغَرْبِيَّةِ.      المُؤَسَّسَةُ الدِّينِيَّةُ بِصُورَةٍ عَامَّةٍ جَهَلَةٌ وَمُقَلِّدُونَ لِلشُّيُوخِ الأَوَائِلِ بِدُونِ اجْتِهَادٍ قُرْآنِيٍّ وَعَقْلِيٍّ فِي العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَعُبَّادُ دُنْيَا، وَكَهَنَةُ مَعَابِدِ الأَصْنَامِ البَشَرِيَّةِ وَالحَجَرِيَّةِ المُذَهَّبَةِ، وَأَصْحَابُ نَظَرِيَّاتٍ خَيَالِيَّةٍ وَهْمِيَّةٍ خُرَافِيَّةٍ غَيْرِ مَوْجُودَةٍ عَلَى أَرْضِ الوَاقِعِ ،كَنَظَرِيَّةِ الإمَامَةِ الإلَهِيَّةِ وَنَظَرِيَّةِ العِصْمَةِ وَالعِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنْ اللهِ وَرَجُلٍ غَابَ مُنْذُ 1200 عَامٍ وووووووووووووووو.

: اللجنة العلمية

     تَحِيَّةً طَيِّبَةً.

     السُّكُوتُ وَالكَلَامُ يَدُورُ مَدَارَ الظُّرُوفِ وَالمُعْطَيَاتِ فِي الوَاقِعِ، فَإِذَا كَانَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَدْ سَكَتَ لِمَصْلَحَةٍ آنِيَّةٍ الهَدَفُ مِنْهَا الحِفَاظُ عَلَى بَيْضَةِ الإِسْلَامِ لِأَنَّهُ غَضٌّ طَرِيٌّ، وَاليَهُودُ وَالمُنَافِقُونَ يَتَرَبَّصُونَ بِهِ الدَّوَائِرَ، فَالحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَدْ خَرَجَ بِالسَّيْفِ عَلَى طَاغِيَةِ عَصْرِهِ وَلَمْ يَسْكُتْ.. وَمَا نَجْهَرُ بِهِ اليَوْمَ مِنْ عَقَائِدِنَا فَهِيَ حَقَائِقُ ثَابِتَةٌ صَدَحَتْ بِهَا كُتُبُكُمْ وَمَصَادِرُكُمْ بِأَدِلَّةٍ صَحِيحَةٍ وَلَمْ نَأْتِ بِشَيْءٍ مِنْ عِنْدِنَا أَبَدًا، وَهَذَا حَقٌّ مَشْرُوعٌ لَنَا نَدْفَعُ بِهِ كَذِبَ التَّكْفِيرِيِّينَ وَالمُخَالِفِينَ عَنَّا الَّذِينَ يُصَرِّحُونَ بِتَكْفِيرِنَا وَالعَمَلِ عَلَى تَضْلِيلِنَا وَالدَّعْوَةِ إِلَى إِبَادَتِنَا لَيْلًا وَنَهَارًا!!

     فَأَيُّ حَقِيقَةٍ مِنْ هَذِهِ الحَقَائِقِ التَّالِيَةِ يُمْكِنُكَ رَدُّهَا؟!!

     هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَرُدَّ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ بِأَنَّ فَاطِمَةَ غَضِبَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى مَاتَتْ؟!!

     أَوْ تَقْدِرُ أَنْ تَرُدَّ الهُجُومَ عَلَى بَيْتِهَا وَالتَّهْدِيدَ بِحَرْقِهِ الَّذِي رَوَاهُ سَدَنَةُ التَّأْرِيخِ وَالحَدِيثِ عِنْدَكُمْ بِالأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ كَالطَّبَرِيِّ، وَابْنِ كَثِيرٍ، وَالذَّهَبِيِّ، وَالحَاكِمِ، وَالبَيْهَقِيِّ، وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرِهِمْ [رَاجِعْ مَقَالَ: (مَظْلُومِيَّةُ الزَّهْرَاءِ (عَ) ثَابِتَةٌ فِي مَصَادِرِ الفَرِيقَيْنِ) عَلَى مَوْقِعِنَا، حَتَّى تَقِفَ عَلَى الأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ لِهَذِهِ المَظْلُومِيَّةِ]؟!!

     أَمْ تَقْدِرُ أَنْ تَرُدَّ خِلَافَةَ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) الَّتِي صَحَّحَهَا عُلَمَاؤُكَ وَكِبَارُ مُحَدِّثِيكَ.. حِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): {إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ: كِتَابَ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ} [صَحِيحُ الجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلأَلْبَانِيِّ 1: 482 ]؟!!

     أَمْ تَرُدَّ لُزُومَ تَقْلِيدِ العُلَمَاءِ بِالسِّيرَةِ العُقَلَائِيَّةِ القَطْعِيَّةِ الَّتِي يُدْرِكُهَا حَتَّى رُعَاةِ الإِبِلِ فِي الصَّحْرَاءِ مِنْ لُزُومِ عَوْدَةِ الجَاهِلِ إِلَى العَالِمِ؟!!

     أَمْ تَرُدَّ جَوَازَ التَّوَسُّلِ بِالأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا الَّذِي قَالَ بِهِ جُمْهُورُ عُلَمَائِكَ.. حَيْثُ جَاءَ فِي المَوْسُوعَةِ الفِقْهِيَّةِ الصَّادِرَةِ عَنْ وِزَارَةِ الأَوْقَافِ وَالشُّؤُونِ الإِسْلَامِيَّةِ الكُوَيْتِيَّةِ، مَا نَصُّهُ: ((د - التَّوَسُّلُ بِالنَّبيِّ بَعْدَ وَفَاتِهِ: اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي مَشْرُوعِيَّةِ التَّوَسُّلِ بِالنَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بَعْدَ وَفَاتِهِ كَقَوْلِ القَائِلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنَبِيِّكَ أَوْ بِجَاهِ نَبِيِّكَ أَوْ بِحَقِّ نَبِيِّكَ. عَلَى أَقْوَالٍ: 

     القَوْلُ الأَوَّلُ:

     ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ - المَالِكِيَّةُ والشَّافِعِيَّةُ وَمُتَأَخِّرُو الحَنَفِيَّةِ وَهُوَ المُذْهَبُ عِنْدَ الحَنَابِلَةِ - إِلَى جَوَازِ هَذَا النَّوْعِ مِنْ التَّوَسُّلِ، سَوَاءٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ)) [المَوْسُوعَةُ الفِقْهِيَّةُ14: 165]؟!! 

     فَأَنْتَ إِذَنْ أَخِي الكَرِيمُ جَاهِلٌ، وَلَا تَعْلَمُ بِوُجُودِ كُلِّ هَذِهِ الحَقَائِقِ فِي كُتُبِكَ، وَالجَهْلُ لَا يَرْحَمُ أَبَدًا لِأَنَّهُ يَفْضَحُ صَاحِبَهُ مَهْمَا عَلَا شَأْنُهُ.. وَمِنْ هُنَا نَنْصَحُكَ بِالتَّعَلُّمِ وَمَعْرِفَةِ الحَقَائِقِ حَتَّى تَنْفَعَ نَفْسَكَ وَتَكُونَ كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):

وَقِيمَةُ المَرْءِ مَا قَدْ كَانَ يُحْسِنُهُ ********** وَالجَاهِلُونَ لِأَهْلِ العِلْمِ أَعْدَاءُ

فَقُمْ بِعِلْمٍ وَلَا تَطْلُبْ بِهِ بَدَلًا ********** فَالنَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ العِلْمِ أَحْيَاءُ

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.